نصوص عنود الروضان مفعمة بالمكان ومكتنزة بالحلم
قرأت الشاعرة عنود الروضان مجموعة نصوص منتقاة من رصيدها الشعري ضمن الجلسة الأسبوعية لملتقى الثلاثاء الثقافي، تمحورت حول المكان والحلم إضافة إلى مشاعر أخرى.
أقيمت مساء أمس الأول في جمعية الخريجين أمسية ملتقى الثلاثاء الثقافي التي استضافت الشاعرة عنود الروضان، وتضمنت حفل توقيع إصدارها الجديد «لم أُتمَّ بعد»، وحضرتها مجموعة من الشعراء والكتاب.وشدد مدير الأمسية الشاعر عبدالله الفلاح على التكثيف في نصوص الضيفة، مبيناً أن ثمة مغامرة تتضمن بعض أعمالها. ثم راق للروضان أن تستهل قراءاتها بالنص التالي: «سيروق لي أن أنحت باباً صغيراً للكون/ على قدر عصفور وفراشة/ وأسمع حديثهما عن مدار الخصر/ ونجمة بين الفستان والقمر./ سيروق لي أن أهتف بالحلم/ فيما يقول الصمت: ارفعي صوتك قليلا، ويتضح من خلال النص الرغبة في التخلص من القيود التي تحاصر الإنسان، كما تبدو الحاجة إلى الحديث بصوت مسموع يخترق كل الحواجز.
وأعقبته بنص آخر بعنوان «خارجة من التأويل» منه هذا المقطع: «هذه أنثاك خارجةٌ من التأويلِ؛/ ناعمةٌ كسيفٍ لم يخضْ في الجرحِ،/ تعرِفُها/... ولم تعرفْ كثيرَكَ/ مُرَّ- عن بُعْدٍ- وجادلْ كلَّ نورسةٍ يفيضُ الرّيشُ من دمِها/ وأمعِنْ في حنينِ البحرِ/ واقرأني/ وأنصِتْ للبراءةِ حين نجري نحو قوقعةٍ/ ونحلمُ».طعنة نافذةثم قرأت نصاً بعنوان «أنتزع الحمامة من فزعي... وأطير إليك» أهدته إلى والدها، وتقول فيه: «أنت لا تتوعدني حين عناقك بطعنة نافذة/ ولا تكتب قصيدة رصاصية في عيدي لتمحوها غيمة عابرة/ لأنني أحبك... لا أكتشف سوى أنني لم أفشل/ أن الحياة مدينة مهزومة/ وأنا في ريف يضع أسلحته حين يراني كغريبة تطعم سرباً في ساحة المغيب».وضمن محور المكان تستمر الشاعرة في قراءة نص بعنوان «لا ظلَّ يعرفُني» ومن أجوائه: «مَنْ سَكَبتُ الآنَ قهوتهُ على ورقٍ تشكَّلَ وجههُ.../ إنْ الأصابعِ - مثلما الأطفالُ – بعثرْتُ الملامحَ/ أو رسمْتُ الجسرَ والبحرَ الذي أخشاهُ/ خوفي من مواعيدِ النوارسِ حينَ يغفو الموجُ/ أمضي/ كنتُ أسمعُ، ونّةَ الناجينَ من قلبي/ فأرجعُ للمدينةِ في كتابي الوردُ ميتاً مثلما ماتوا/ وأجلسُ في القطارِ وحيدةً/ لا ظلَّ يعرفني سوى المُلقينَ – في حزنٍ – سلامَ الحزنِ». قلقوتطرح الشاعرة مجموعة تساؤلات مصدرها القلق من المستقبل، وتقول في مقطع آخر من النص: «شاعرةٍ تقلّبُ طرفها في الحلمِ،/ أقرأ غيرةَ الأشجارِ من جسدي/ كأنَّ طريقنا تُفضي إلى قلقٍ/ أعيدُ فصولها في السرَّ/ أرفعُ طرفَ فستاني وأنظرُ في مدى الخلخالِ/ هل ورقٌ سأجمعهُ إذا حانَ الخريفُ/ وأسدلُ الأفكارَ في دربٍ سيضجرها الوصولُ/ وأكسرُ الفنجانَ... أخرجُ من خياليَ/ ثم أسألُ: كيف طالَ الوقتُ كي أنسى/ متى جفّت خطوط الرغبةِ الأولى/ وكيف َ– بُعيْدَ بعثرةِ الملامحِ– سوف أرسمُ من جديدٍ؟!».ومن قراءاتها الأخرى في قصيدة النثر «على أن يرسب العالم» التي جاءت مفعمة بلغة المعادلات الحسابية، ومن أجوائها: «عندما كنت تكبرني لأنك أطول مني... ولأن مسألة في الحساب أحتاج إلى فهمها ليست بصعوبة العالم، ولأنك تهمل قميصك وتعتني بجيبه حين تصطاد عصفورا،... كنت أفكر كيف أقلد كفين تخدعان لهب التنور برشاقة، أو كيف ترسم أنثى شامة على خدها وتبتسم، وأقول: الموت غامض لا يتعلق بمن أحبهم، والذين بكوا فعلوا ذلك لأشعر بهم، وأن طعم الحلوى علمني كيف أحتفظ لك بقطعة من الفرح، وأن غضبك ليس مؤذيا حين ينكسر صمتي بدمعتي، وما زلت أكتب المعادلة على أن يرسب العالم: طرفان والسهم غايته لا تفضي إلى الجسد».فوضى العالمواختتمت الشاعرة قراءاتها بنص قصير تقول فيه: «لو أن ريحاً عاصفةً تمر بالكلام/ لقلت: يا لقذارة الهواء!، فإما حمامة وتعلو، أو تمشي كمن يصطاد الأوراق ليعبر الخريف/ لو أن ريحاً عاصفة تمر بالكلام، لبقيت كطفل يتفرج على فوضى العالم من نافذة قلبي...! وعقب ذلك، وقعت الشاعرة عنود الروضان إصدارها الجديد للحضور.