ها هو مصير البلد يعود من جديد تحت رحمة "التلمس" والاختبار وإعادة اكتشاف العجلة، وطن بأكمله تم "تثبيته" وتسليمه إلى مجموعة من الحلاقين المبتدئين كي يتعلموا في رأسه، وليتهم تعلموا شيئاً، فهم من فشل إلى فشل، وحالهم ترد على حالهم، ونحن كشعب وأقصد الشعب الذي يعيش على راتبه فقط لا نعلم متى أو كيف هو شكل مستقبلنا بعد أسبوع أو ثلاثة أيام.

Ad

هذه التفاصيل التي يغرق فيها شعب "الهاش تاق" مثل تعيينات وزيرة الشؤون لأقربائها، وظهور مشايخ النحر على التلفزيون الرسمي، وحسابات انتخابات رئاسة مجلس الأمة، وكيف باركت الحكومة طريق الفوز للرئيس الشاب مرزوق الغانم فوق ظهور "حماة الوطن والنظام"، جميعها لم تصرف أنظار من توقفوا عند نقطة بداية "الانحدار الجديد"، وهي إصدار مرسوم الصوت الواحد بإرادة حكومية منفردة، والوعود الزائفة "بتمدين ودمقرطة" الكويت وتحديثها، والقضاء على الطائفية والقبلية، وشراء الأصوات، ومنح الأقليات فرصة للوصول إلى البرلمان.

واقع الحال هو الحجة التي ترد على كل من روجوا لكويت جديدة محددة المعالم "دولة مدنية ديمقراطية"، ولكل من وضعوا حداً فاصلاً بين تخلف ورجعية ما مضى، وتقدمية كل ما هو آت على طبق مرسوم الضرورة "أنت بس تعال صوّت"، والكويت "راح تتغير"، السؤال الأن هو: أين وعدكم؟ وما صنعتم بمن أغويتموهم بأباطيلكم؟

لقد اكتفينا بمجلس "التشميخ" والإنجاز المبطل بما قدمه من نموذج استثنائي لطريقة العمل وسط بيئة برلمانية متعاونة لدرجة التهاون، ورغم ذلك لم تفعل الحكومة غير استنساخ أسلوبها في السنوات الأخيرة، وعندما أرادت التغيير مع المجلس الجديد نجدها تستحضر في طريقة تشكيلها أسلوب الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله مع زيادة في عدد ذوي القربى.

"كويتكم" أيها السادة "تتأشيخ" ولا صوت يعلو فوق صوت الحكومة.