قناصة يعتلون مديرية الأمن وقنابل الدموع تصل إلى الجيش
تحوَّلت سماء مدينة بورسعيد الساحلية، المعروفة بـ«مدينة النوارس» نظراً لانتشار هذه الطيور، إلى مدينة تنتشر في سمائها رائحة الغاز، حيث تشهد مواجهات مستمرة مع قوات الأمن، منذ اشتعال الأحداث في المدينة الساحلية، التي كانت أول مدينة تعلن العصيان المدني ضد حكم «الإخوان المسلمين»، في مصر.الاشتباكات التي لم تنقطع منذ أيام، سببها سقوط قتلى ومصابين، أثناء الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في يناير الماضي، عقب حكم قضائي بإعدام 21 متهماً في أحداث مذبحة ستاد بورسعيد التي وقعت مطلع فبراير 2012، ليستمر الصدام ونزيف الدم في الشارع البورسعيدي المفروض عليه حظر تجول بقرار رئاسي، بينما تدخل المدينة اليوم يومها التاسع عشر للعصيان المدني، الذي بدأته 24 فبراير الماضي.«الجريدة» زارت بورسعيد، واقتربت أكثر من المشهد الغاضب، راصدة صدامات المتظاهرين مع قوات الأمن، وتحركات الجيش في الطرق والميادين، وفي الأجواء تفوح رائحة قنابل الغاز المسيل للدموع من دون توقف، وتصدح في الآذان أصوات طلقات الخرطوش، وفي الأثناء شهداء جدد يتساقطون وشهادات من أهالي المدينة لسان حالهم يقول: «صامدون ضد الإخوان».«بورسعيد دائماً بلد خيرها على الجميع حتى سميت بلد الغريب، هل يعقل أن يصل بها الحال إلى هذه الدرجة». عبارة قالتها أم عبدالرحمن، السيدة العجوز، التي تقف قرب مكان إطلاق قنابل الغاز أمام مبنى مديرية أمن بورسعيد في محاولة منها لمساعدة الشباب الذين يلقون الحجارة على الشرطة.أم عبدالرحمن لديها اثنان من الأبناء يشاركان في التظاهرات، أغلقا محلهما في الشارع التجاري الشهير وجاءا لمشاركة الأهل والأقارب في مواجهة الداخلية التي أراقت دماء جيرانهم مطالبين برحيل النظام.سيدات ورجال وشباب يقفون في الصفوف الأولى للمواجهة، كل منهم يقوم بدوره، الشباب في المقدمة، الرجال في الخلف قليلاً، ومن خلفهم النساء يقفن للمساعدة في إسعاف المصابين، لكن مع إطلاق الشرطة لقنابل الغاز يهرول الجميع بعيداً ليعاودوا تنظيم صفوفهم من جديد.على مدار نحو ثماني ساعات استمرت المواجهات بين الشرطة، التي اعتلى قنَّاصوها بعض المباني، ومتظاهرين غاضبين، وتدخلت خلالها قوات الجيش أكثر من مرة، لإبعاد المتظاهرين عن مبنى المحافظة ومديرية الأمن.
دوليات
الجريدة• في بورسعيد... الغاز يطوّق النوارس
07-03-2013