الصالح لـ الجريدة•: وجود المعارضة خارج المجلس حافز لنا للإنجاز
هناك وزراء لا يستحقون مناصبهم واختيارهم كان خطأ
قال النائب خليل الصالح إن المعارضة تريد التقليل من إنجازات المجلس الحالي، لكنها لن تستطيع ذلك لأن الانجازات التي قام بها هذا المجلس كبيرة، وحقق هذا المجلس ما عجزت عنه المجالس السابقة، مؤكداً أن وجود المعارضة خارج المجلس، يمنحه حافزاً كبيراً للانجاز.وأضاف الصالح، في لقاء مع «الجريدة» أن «ما يشاع عن أن المجلس في جيب الحكومة كلام غير صحيح، والدليل الاستجوابات الأربعة التي قدمت بحق أربعة وزراء، حيث أكد النواب أنهم يقومون بدورهم تشريعياً ورقابياً من أجل مصلحة الكويت»، لافتاً إلى أنه صوَّت مع الاستجوابات الأربعة لقناعته بأنها حق من حقوق النواب.
ورفض ما يشاع عن تدخلات أبناء الأسرة في مجلس الأمة، مقراً بأن هذا الصراع كان موجوداً بالفعل بين أبناء الأسرة، لكن سمو الأمير بحكمته أخمد جمرة هذا الصراع. وكشف أن هناك وزراء في الحكومة ليسوا على مستوى الطموح، وأن اختيارهم لم يكن موفقاً منذ البداية، مطالباً الوزراء بضرورة تحمل مسؤولياتهم أو الابتعاد عن العمل في هذا المنصب.وشدد الصالح على ضرورة وجود عقلية اقتصادية لإدارة الخطوط الجوية الكويتية بعد خصخصتها لإعادة الدور الريادي إليها، معرباً عن عدم تفاؤله بشأن مستقبلها، وفي ما يلي نص اللقاء:• كيف ترى استجوابات المجلس الحالي؟ وما موقفك منها؟- أنا صوتّ مع كل الاستجوابات الأربعة التي قدمت لانها تصحح مسار الحكومة، حيث كانت هناك قضايا تستحق ان تقدم بشأنها مساءلة سياسية او استجواب، وليس من الضروري ان يكون هدف الاستجواب طرح الثقة بل الاصلاح ومناقشة الامور بجدية اكبر، ولعل ما دار في الجلسة الأمنية دليل على ذلك، فأنا مع الاستجوابات وأطلب ان تكون مناقشتها في غير ايام الجلسات، وما يقال عن أن الاستجوابات تعبر عن "التأزيم" ليس صحيحاً، إذ يجب فتح كل ملف وحل كل منها على حدة، والمجلس الحالي مجلس انجازات وعمل، ولا مكان فيه للتقاعس.• ماذا بشأن معالجة القروض؟- مرت هذه القضية بفترات مد وجذر على مدى سنوات طويلة، وأرى ان معالجتها بسيطة جدا وما قامت به اللجنة المالية بالتعاون مع الحكومة يعتبر جهدا، ولكل مجتهد نصيب، وأتمنى أن يكون ما تم التوصل إليه من معالجة عن طريق صندوق الأسرة امرا ايجابيا لحل مشكلة القروض، وعلى الحكومة معاقبة البنوك التي تسببت في هذه المشكلة وأخذت فوائد غير مستحقة من المواطنين، ونحن في كتلة المستقبل يوجد لدينا مقترح بشأن معالجة أوضاع المواطنين الذين سددوا قروضهم والفوائد غير المستحقة التي حصلت عليها البنوك، لذلك أطلب ان تضم هذه الشريحة إلى قانون المعالجة.• أوساط كثيرة تنظر إلى المجلس على أنه تابع للحكومة... فهل هذا صحيح؟- وصف المعارضة للمجلس بأنه تابع للحكومة غير صحيح، وأنا أقول للمعارضة إن مقياسنا الإنجاز، فماذا انجزتم في المجلس المبطل؟ مقارنة بما أنجزنا؟ فليقولوا ما يشاءون، فإن مجلسنا مجلس انجاز، وقدمنا استجوابات، وشكلنا لجان تحقيق، وحققنا ما عجزت عنه المجالس السابقة.تدخلات• ما مدى صحة ما يشاع عن تدخلات أبناء الأسرة في المجلس؟- بداية المعارضة لا تحب هذا المجلس ولا تريده ان يستمر يوما واحدا، والدليل ما يطلقه اعضاؤها من تصريحات وأوصاف بحق هذا المجلس، فتارة يقولون غير شرعي، وتارة "لا يمثلنا"، غير اننا في مجتمع ديمقراطي ومن لديه الدليل على تدخلات غير شرعية في المجلس فليقدمه، اما عن تدخل ابناء الاسرة فأريد ان اقول ان صراعا في الاسرة كان موجودا في السابق، لكن جمرة هذا الصراع بدأت تنطفئ وتصبح رمادا بفضل حكمة سمو الامير الذي يقود الدفة بقوة لانجاز الحقبة التنموية الجديدة. وأنا اؤكد ان مقياسنا في هذا المجلس هو الإنجاز وإذا كانت هناك قضايا تستحق الاستجواب فلن نتوانى لحظة، فماذا يريدون؟ هل يريدون ان يتبع المجلس لونهم وتوجهاتهم، ويكفينا فخرا اننا اعدنا الاستقرار للمجتمع الكويتي، وأؤكد انه لو أعيدت الانتخابات وفقا للصوت الواحد لوجدنا ان كل اعضاء المعارضة سيشتركون فيها، لذلك ارى ان المعارضة دخلت في طريق الغلو مع نفسها والوطن والشعب.• كيف تقيم أداء الحكومة؟- نقدر ونحترم سمو الشيخ جابر المبارك، لكنني أرى أن اختيار الوزراء لم يكن على مستوى الطموح، نظرا لأن بعضهم لم يكن اختياره موفقا والدليل ان الاستجوابات الاربعة التي قدمت كانت بحق وزراء سابقين، وكان الأولى ان يتم اختيار الأفضل، واقول ان اي وزير لا يستطيع ان يقوم بمسؤولياته وواجباته عليه ان يبتعد، ونقول له شكرا لأن القضية تتعلق بوطن وشعب، ولابد ان يكون الوزير قادرا على النهوض بكل مسؤولياته.• هل هناك فقدان للتجانس بين ممثلي الشيعة في البرلمان رغم كثرتهم؟- هناك افكار مختلفة بين نواب الشيعة، فقد ننسجم في ما بيننا وقد لا ننسجم، اما بشأن القضايا المفصلية فيتم تدارس الآراء ووجهات النظر، ولو نظرنا الى استجواب النائب فيصل الدويسان لوزير الداخلية فهناك من أيده من نواب الشيعة وهناك من رفضه، وهذه هي الديمقراطية، ومن هذا المنطلق اقول ان هناك انسجاما كبيرا، ليس بين نواب الشيعة فحسب، بل بين كل نواب المجلس، وبالنسبة للصراع فهو غير موجود بين نواب الشيعة بل اختلافات في الرأي.التقاعد المبكر• ماذا بشأن "التقاعد المبكر" الذي تبنيته؟ - هذا الموضوع يحوز جزءا كبيرا من اهتمامي وأريد ان انجز هذا الملف لأنه نقطة جوهرية في ملفي السياسي، خاصة اننا في مجتمع صغير لم يعد قادرا على ايجاد الفرص الوظيفية للمواطنين، وباتت البطالة الحقيقية تنتشر في الحكومة، وأصبح التوظيف فقط من اجل التوظيف لا من أجل التنمية، لذلك يهدف "التقاعد المبكر" الى ان تتقاعد المرأة والرجل في سن مبكرة لاتاحة الفرصة للدماء الجديدة لتقوم بدورها في خدمة الوطن، وهذا الأمر سيكون اختياريا لا اجباريا، كما أنه لن يشكل عبئا على صندوق التأمينات وأتمنى ان يرى هذا المشروع النور قريبا.• قضية الإسكان... كيف ترى التعامل معها؟- حسناً فعلت الحكومة بزيادة القرض الاسكاني، وإقرار التعديلات الخاصة بالمرأة والمطلقة والعزباء، لذلك ارى ان الحكومة بدأت تضع يدها على الجرح لحل القضية.واطلب من الحكومة العمل على الحد من احتكار الاراضي وان تكون الحلول للقضية الاسكانية واقعية لا كلاماً على ورق، فالقانون الإسكاني الجديد طموح جدا، لكننا نريد التنفيذ على ارض الواقع، خاصة مع وصول طلبات الاسكان الى 200 ألف طلب ودخول المرأة على هذا الخط، لذلك مطلوب من الحكومة ان تفعّل ادواتها لحل هذه القضية، وأن تخصص لها وزيرا منفردا لا ارتباطات له مع وزارات اخرى او هيئات ملحقة.• ماذا تتوقع لمستقبل المجلس؟- ارى ان مستقبله سيكون مزهرا، لأنه مجلس انجاز، حيث لا تكاد تمر جلسة الا بعشرات الانجازات، وهذا ما لم تحققه المجالس السابقة، لذلك اؤكد ان المجلس سيعيد الدور الريادي للكويت كما سيكون، رغم المشككين فيه، نقطة مضيئة في تاريخ الكويت، وعلى المعارضة الاقرار بأن هذا المجلس منجز شاءت ام ابت.تخصيص «الكويتية»• بوصفك "كابتن طيار"... ما رأيك في مشروع تخصيص الخطوط الكويتية؟- اعتقد ان "الكويتية" بحاجة الى عقل اقتصادي يديرها ويعيد اليها الدور الريادي، لذلك فالمطلوب لها ادارة اقتصادية خاصة إضافة إلى دعم الحكومة لها، مع البعد عن ثقافة الواسطة في تعييناتها، فضلاً عن جلب اشخاص متخصصين لتطوير هذه المؤسسة كي تكون في مصاف الشركات المتميزة عالميا.• كيف تنظر إلى المعارضة؟- أنا سعيد بموجود المعارضة خارج المجلس، حيث انها تمنحنا حافزا كبيرا للانجاز، كما انني مؤمن بالحراك الشبابي غير "المسير" الذي يهدف إلى مصلحة الوطن، لكننا نرفض أي حراك لأجندات شخصية لا تمت إلى الوطنية بصلة، وأوكد ان خراب البلد سببه التشكيك المستمر في النوايا، ومع أن المدينة الفاضلة غير موجودة والفساد موجود، فإننا نسعى دائما إلى الاصلاح وسننجز في هذا المجلس كل ما فيه مصلحة للكويت وشعبها.• ما تقييمك لملف "التربية" وجهود الوزير نايف الحجرف في تطوير التعليم؟- اؤكد ان ملف التربية كبيرا جدا، وعلى الحكومة ان تهتم به من اجل ابنائنا ومستقبلهم، ولعل تخصيص جلسة لمناقشة الوضع التربوي في البلاد يؤكد اهمية هذه القضية، وانا ارى أنه من الضروري معالجة مشكلات التربية بالطريقة السليمة، وليس بما طرحه النائب كامل العوضي عبر تدنٍّ للغة الحوار التي حدثت في جلسة "التربية"، وأؤكد ان وزير التربية هو المسؤول السياسي الأول عن وزارته، وعليه ان يطور وزارته بما يضمن تطوير التعليم، خاصة ان قطاع التربية يعتبر من القطاعات الصعبة جدا والحساسة.• ماذا عن موافقة مجلس الأمة على قانون مكافحة غسل الأموال والإرهاب؟- هذا يعتبر احد الانجازات المتميزة لمجلس الامة، حيث سيخدم الكويت محليا وعالميا، ما يؤكد أن المجلس الحالي هو مجلس الانجازات.• من وجهة نظرك ما السبيل الأمثل لحل مشكلة "البدون"؟- هذا القضية شائكة جدا ولجنة الداخلية والدفاع بذلت جهودا كبيرة في سبيل اقرار تجنيس 4 آلاف سنويا، وانا اطلب إليها التأكد من التجنيس، خاصة بعد مضي اكثر من خمس سنوات، دون أن يجنس احد من البدون، كما اطلب من الحكومة التعاون الجاد مع المجلس من اجل حل هذه القضية التي شئنا ام ابينا، اذا لم نسارع في حلها فستفرض علينا حلول من الخارج، وأنا مع اغلاق هذا الملف تماما لأن عدم اغلاقه سيساهم في توسع القضية بشكل كبير، خاصة انها باتت منظورة في لجان حقوق الانسان العالمية، فكيف توجد مثل هذه القضية في بلد يرعى حقوق الانسان والديمقراطية، فالتسويف مرفوض وعلى الحكومة المباشرة في الحلول وتجنيس من يستحق والبالغ عددهم 34 الفاً كما قالت الحكومة.