اللهم آمين!
مصطلحات التأزيم والانبطاح وسلق القوانين وقبر أدوات المساءلة عبر التأجيل والإحالة إلى اللجنة التشريعية والمحكمة الدستورية كان نجومها و«مصاديقها» مجموعة من النواب المتنمرين اليوم، وعليهم أنفسهم أطلقت هذه المسميات وهم من اختلق هذه البدع والسوابق السياسية، ومن خلالهم أحيلت الاستجوابات إلى «التشريعية»، فسبحان مغيّر الأحوال.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
ويا حبذا من بارك وهلّل واستذبح على هذا المجلس قبل أشهر محدودة رفع كفي الدعاء للتخلص من الآفات والمصائب والبلاوي التي باتت تهددنا كبلد وشعب ومستقبل، ومن أمراض الحقد والطائفية والفئوية التي استشرت حتى العظم، ورموز الفساد والمفسدين الذين باعوا واشتروا كل شيء على حساب الوطن حتى وصلوا إلى الضمائر والذمم. فالمجلس الحالي هو نتاج فرعي بسيط جداً من هذه الصورة المأساوية والكئيبة لدرجة أن حله أو إبطاله من قبل المحكمة الدستورية لن يغير من الواقع شيئاً، ولا يضيف جديداً لأن وزنه الحقيقي لا يقدم ولا يؤخر.وفعلاً شر البلية ما يضحك، فمصطلحات التأزيم والانبطاح وسلق القوانين وقبر أدوات المساءلة عبر التأجيل والإحالة إلى اللجنة التشريعية والمحكمة الدستورية كان نجومها و"مصاديقها" مجموعة من النواب المتنمرين اليوم، وعليهم أنفسهم أطلقت هذه المسميات وهم من اختلق هذه البدع والسوابق السياسية، ومن خلالهم أحيلت الاستجوابات إلى "التشريعية"، وهم من صوتوا على تأجيلها سنة، وهم أيضاً كانوا محل السخرية والاستهزاء في المجالس السابقة، فسبحان مغيّر الأحوال.وقصة الدعاء من أجل حل المجلس الحالي في ظل الأزمات السياسية المعقدة والكبيرة التي نعانيها تذكرني بقصة طريفة بين رجلين صادف وجودهما معاً في بيت الله الحرام، وكان أحدهما منهمكاً في الإلحاح بالدعاء لله ليرزقه مئة دينار، بينما الثاني كان يدعو من أجل أن يصبح مليونيراً، فانزعج الأخير من طريقة إلحاح ذلك الرجل وصوته العالي فما كان منه إلا أن أخرج له مئة دينار وأعطاه طالباً منه الرحيل حتى يتفرغ هو للدعاء من أجل المليون!نسأل الله أن يتقبل صالح دعاء المؤمنين والمخلصين وأن يستجيب للجميع بقدر نيتهم، وأن يوفقنا جميعاً للدعاء من أجل أمن وأمان بلدنا وشعبنا، وأن يحمي سبحانه الجميع من كل سوء ومكروه واللطف بنا في كل الأحوال.