قوات النخبة الأميركية تنفذ عمليتين في الصومال وليبيا وتعتقل المتهم الأول في تفجيرات نيروبي ودار السلام

نشر في 07-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-10-2013 | 00:01
No Image Caption
•«البنتاغون» اقتادت أبو أنس خارج ليبيا • طرابلس تطلب توضيحات • كيري: الإرهابي لا يمكنه الاختباء
بعد خمسة عشر عاماً من المطاردة، تمكنت وحدات النخبة في البحرية الأميركية من إلقاء القبض على المتهم الأول في تفجيري سفارتي واشنطن في نيروبي ودار السلام في عام 1998 القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي، الذي سبق أن خصص مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.

شنت القوات الأميركية غارتين جسورتين إحداهما في ليبيا والأخرى في الصومال مستهدفة اثنين من القادة الإسلاميين المشتبه بقيامهما بعمليات إرهابية، وألقت القبض على أبو أنس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة، فيما أحدثت خسائر كبيرة لدى محاولة قتل قيادي في حركة الشباب يرجح أنه شيشاني.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جورج ليتل، في وقت متأخر ليل السبت، أن وحدات النخبة في البحرية الأميركية ألقت القبض على أبو أنس الليبي والمطلوب للولايات المتحدة لدوره في التفجيرين اللذين استهدفا سفارتيها في نيروبي ودار السلام في 1998، مشيراً إلى أن أبو أنس محتجز بشكل قانوني لدى الجيش الأميركي في مكان آمن خارج ليبيا".

وأبو أنس واسمه الحقيقي نزيه عبدالحميد نبيه الراجعي (49 عاماً) كان ينتمي إلى "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة" قبل أن ينضم إلى صفوف تنظيم القاعدة. وهو مهندس حاسب آلي، تخرج من كلية الهندسة بجماعة طرابلس في منتصف التسعينيات. 

ويعتبر من كبار المطلوبين الذين يلاحقهم مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الذي عرض مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يساعد في إلقاء القبض عليه. ويتهمه القضاء الأميركي لدوره في تفجيري تنزانيا وكينيا في 1998.

وكانت سيارة مفخخة انفجرت في 7 أغسطس 1998 أمام السفارة الأميركية في نيروبي مما أسفر عن 213 قتيلاً ونحو خمسة آلاف جريح، علماً بأن غالبية الضحايا كانوا إما عابري سبييل أو موظفين في مبان تقع قرب السفارة التي قتل بداخلها 44 شخصاً بينهم 12 أميركياً.

وفي نفس التوقيت تقريباً، استهدف انفجار مماثل بشاحنة مفخخة السفارة الأميركية في دار السلام مما أسفر عن 11 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً جميعهم عابرو سبيل. وتبنى تنظيم القاعدة كلا الهجومين.

 

عملية الصومال

 

وفي وقت سابق من مساء أمس الأول، كشف المتحدث نفسه عن غارة أخرى نفذت هذه المرة في الصومال واستهدفت إسلامياً آخر ينتمي إلى حركة الشباب المتطرفة. وقال لوكالة "فرانس برس": "بوسعي أن أؤكد أنه بالأمس، في الرابع من أكتوبر، نفذ عسكريون أميركيون عملية ضد إرهابي معروف ومهم جداً في حركة الشباب"، موضحاً أنه لم يصب أي عسكري أميركي خلال الهجوم، الذي ذكر مسؤول من المخابرات الصومالية أنه وقع في منطقة مرفأ براوة على بعد نحو 180 كيلومترا جنوبي مقديشو وكان يستهدف قيادياً شيشانياً أصيب بجروح وقتل حارسه وسبعة آخرين.

وهذه الغارة هي أكبر عملية عسكرية أميركية تنفذ على الأراضي الصومالية منذ أربع سنوات حين قتلت قوة كومندوس القيادي الكبير في تنظيم القاعدة صالح علي صالح النبهان.

وتأتي بعد أسبوعين من الهجوم الذي تبنته حركة الشباب على مركز ويست غيت التجاري في نيروبي وأسفر عن سقوط 67 قتيلاً على الأقل.

وأكدت حركة الشباب، من جهتها، أنها تعرضت ليل الجمعة/ السبت لهجوم من القوات الخاصة البريطانية والتركية استهدف قواعدها الهامة في مرفأ برواي، الذي ما زالوا يسيطرون عليه. لكن لندن سارعت في نفي أي دور لها في هذه العملية وكذلك فعلت تركيا.

تحذير واتهام

 

وبعد العمليتين، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعضاء تنظيم القاعدة من أنهم "يستطيعون الهرب ولكن لا يمكنهم الاختباء". وقال أمس في إندونيسيا قبل قمة لدول منطقة آسيا والمحيط الهادي "نأمل أن يوضح ذلك أن الولايات المتحدة لن تتوقف أبداَ عن بذل جهودها الرامية لمحاسبة منفذي الأعمال الإرهابية".

وفيما اتهم عبدالله، نجل أبو أنس حكومة بلاده أمس بالتآمر على تسليم والده إلى الولايات المتحدة، مبيناً أن الذين اعتقلوا والده أمام منزله عقب صلاة الفجر هم مسلحون ليبيون كانوا في سيارتين بدون لوحات مرقمة، طلبت الحكومة الليبية من السلطات الأميركية، تقديم توضيحات، حول "اختطاف أحد المواطنين". وقالت في بيان على موقعها على الإنترنت أمس إنه "في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة حرصها على أن يحاكم المواطنون الليبيون في بلدهم، في أي تهم كانت، وأن المتهمين أبرياء إلى أن تثبت إدانتهم، فقد تم تكليف الوزارات المعنية بمتابعة الموضوع مع السلطات الأميركية، وفقاً لما تمليه المصلحة الوطنية والقوانين ذات العلاقة، خاصة تلك المتعلقة بمعاملة المتهمين واحترام حقوقهم".

(واشنطن، طرابلس- أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

back to top