يعترض الكثير من أعداء الإسلام على قيام المسلمين بجمع الشهادة إلى سائر فضائل النبي (صلى الله عليه وسلم) باعتباره مات متأثراً بسم الشاة التي أهدته إياها امرأة يهودية يوم خيبر، حيث يرى أعداء الإسلام أن ذلك يتنافى مع عصمته.

Ad

يقول أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر د.سعد الدين الهلالي: لقد وفق أهل العلم بين هذا وبين آية: "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ". (المائدة:67)، فذكروا أنه معصوم من القتل على وجه القهر والغلبة، وأنه بعد هذه الأكلة مكث سنين يجاهد حتى فتح الله عليه الفتوحات، وآمن أهل الجزيرة، وبقي أثر السم حتى أكرمه الله بالشهادة بسببه، والله تعالى ضمن لنبيه (صلى الله عليه وسلم) العصمة من القتل حال التبليغ فقط، جاء في تفسير القرآن للشيخ ابن عثيمين: فإن قيل: كيف يصح قول الزهري: إن النبي (صلى الله عليه وسلم) مات شهيدًا، لأن اليهود كانوا سبباً في قتله، وقد قال الله تعالى: "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ"؟، فالجواب: المراد بقوله تعالى: "يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ": حال التبليغ؛ أي: بلغ وأنت في حال تبليغك معصوم، ولذا لم يعتد عليه أحد أبدا في حال تبليغه فقتله، والمراد بالعصمة من الناس حفظ روحه (صلى الله عليه وسلم) من القتل والإهلاك، فلا يرد أنه (صلى الله عليه وسلم) شُج وجهه الشريف، وكسرت رباعيته يوم أحد، ومنهم من ذهب إلى العموم، وادعى أن الآية إنما نزلت بعد أحد، واستشكل الأمران بأن اليهود سموه عليه الصلاة والسلام حتى قال: "مازالت أكلة خيبر تعاودني، وهذا أوان قطعت أبهري"، وأجيب بأنه سبحانه وتعالى ضمن له العصمة من القتل ونحوه بسبب تبليغ الوحي، وأما ما فعل به (صلى الله عليه وسلم) وبالأنبياء عليهم الصلاة والسلام فللذود عن الأموال والبلاد والأنفس.