هذا المولود الجديد لا اسم له بعد إلا انه بات يشكل رمزاً كبيراً، إذ إنه ولد للتو في المستشفى الرئيسي في العاصمة الصومالية مقديشو المتخصص في إصابات الحرب والذي احتضن هذه المرة الحياة وليس الموت.

Ad

وبدأ الوضع الأمني يتحسن رويدا رويدا مع تراجع حركة الشباب الإسلامية على الأرض مع أنها لا تزال قادرة على شن هجمات قاتلة.

بالنسبة لجراحي مستشفى "المدينة" في مقديشو الذي دشن بُعيد انهيار نظام الرئيس محمد سياد باري في عام 1991 ونزول البلاد في الفوضى، فإن التغيير كبير أيضا، إذ بات بإمكانهم أخيراً أن يعالجوا مرضى آخرين غير ضحايا الاعتداءات وتبادل إطلاق النار.

ويلخص مدير المستشفى محمد يوسف حسن الوضع بقوله إن "مستشفى المدينة (...) هو ميزان الأمن في المدينة".

فحتى فترة قصيرة كان الجراحون يهتمون فقط بحالات الطوارئ، إلا أنهم باتوا الآن يخططون لعمليات عادية.

وفي العام الماضي كان المرضى ضحايا الحرب يشكلون غالبية الأشخاص الذين يدخلون المستشفى بنسبة 95 في المئة على ما يؤكد حسن، أما اليوم فقد تراجعت هذه النسبة الى حوالي 75 في المئة.

ويتابع المدير "رويدا رويدا يتحسن الأمن" أملا أن تشكل العمليات الجراحية العادية قريبا نصف نشاطات مؤسسته. الا ان التحسن على الصعيد الامني لا يزال نسبيا جدا.

وتنتشر الأسرّة في الممر وعليها اكثر من 12 جريحا، وقد وقع جميعهم ضحية هجمات نفذها الشباب، أو في مواجهات بين جماعات متخاصمة، وهو أمر كثير الانتشار في مدينة مدججة بالسلاح.

لكن في الوقت عينه تستريح شكرية عبدي في قسم التوليد بعدما خضعت لعملية قيصرية لإنجاب طفلها السابع، وهو الأول الذي يولد في المستشفى.

وتروي قائلة، بينما طفلها ينام إلى جانبها "أعيش في الأدغال ولم أكن أفكر بالمجيء الى المستشفى، لكني سقطت، وكان طفلي في خطر فنقلت إلى هنا".

والجراحون في هذا المستشفى المنشغلون دائما، نادرا ما عالجوا حالات منتشرة في مدن العالم الأخرى. فالكثير من الأطباء لم يتسن لهم يوما ان يقوموا بعمليات تشكل الخبز اليومي لزملائهم في دول أخرى مثل استئصال زائدة أو فتق أو تكيس عن المبيض.

ويقول مدير المستشفى "نحن نحتاج الى تدريب (...) لكن الخبرة الجراحية واسعة جدا لدينا".

(أ ف ب)