الخرطوم: مواجهات بين الأمن ومحتجين
حروب المتمردين تصل إلى قلب البلاد الهادئ بعد حادثة أم روابة
استخدمت الشرطة السودانية أمس الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق حوالي 400 محتج في الخرطوم أمس الأول تجمعوا لمطالبة الحكومة بمنحهم أراضي لبناء منازل. وروى شهود عيان أن المحتجين سدوا بعض الطرق في شرق العاصمة ورشقوا الشرطة بالحجارة ورددوا هتافات تشكو عدم وفاء الحكومة بوعدها بمنحهم أرض لبناء منازل.وقال نشطاء إن الاحتجاج جاء بعد تظاهرة في حي بالخرطوم طالب فيها المتظاهرون الحكومة بإلغاء بيع أرض لمستثمرين خليجيين.
الى ذلك، توغل طابور من شاحنات الجيش السوادني في الشوارع الترابية في أم روابة التي كانت مدينة هادئة في قلب السودان، وأصبحت قبل أيام جبهة جديدة في حرب الاستنزاف بين الحكومة والمتمردين.وقبل ستة أيام اقتحم مئات المسلحين المدينة وهم يطلقون الرصاص بشكل عشوائي ليقتلوا ما لا يقل عن 13 من المدنيين والجنود، قبل أن ينسحبوا مع بدء تحليق الطائرات الحربية التابعة للحكومة. وبعد أسبوع هلل التجار والمتسوقون فرحا ولوحوا بعلامات النصر مع وصول التعزيزات الحكومية ومرورها أمام مبان لايزال عليها آثار الهجوم. ورغم وصول التعزيزات عبر بعض المواطنين عن قلقهم.فمعظم الاضطرابات السابقة وقعت في أطراف البلاد النائية والقاحلة وليس في شمال كردفان التي تضم أم روابة وتشكل جزءا من قلب السودان التجاري ومحور نشاطه الزراعي وتربية الماشية وصناعة الصمغ العربي. السبب الثاني أن معظم الانتفاضات التي اندلعت في وقت سابق كانت تركز على العلاقات بين الحكومة ومتمردين يقاتلون بسبب مظالم يعانون منها في مناطقهم مثل إقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. لكن الهجوم الأخير كان هجوما منسقا شنه أفراد من تلك الجماعات المتمردة التي تحارب معا تحت راية الجبهة الثورية السودانية التي تنطلق من برنامج يستهدف السودان كله.وهذا أول هجوم كبير إلى الآن تشنه الجماعة التي تضم مقاتلين تعهدوا بإسقاط الرئيس عمر حسن البشير وإنهاء ما يرون أنه سيطرة لنخبته على البلاد بأسرها. (الخرطوم ــ رويترز)