«ما المعرفة؟» يحدد مصادر الإبستمولوجيا ومعاييرها وطرق اكتسابها

نشر في 10-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 10-10-2013 | 00:01
No Image Caption
كتاب يتضمن أربعة عشر فصلاً للمؤلف دنكان بريتشارد

يتمحور العدد الجديد من مجلة «عالم المعرفة» حول نظرية المعرفة، مستعرضاً مصادرها ومعاييرها، وطرق اكتسابها.
يسبر كتاب «ما المعرفة؟» الصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أغوار نظرية «الإبستمولوجيا» عبر أربعة عشر فصلا، تأليف دنكان بريتشارد وترجمة مصطفى ناصر.

يتناول الجزء الأول موضوعات عامة ضمن إطار نظرية المعرفة، وتطرح فيه جملة من التساؤلات، على سبيل المثال: ما قيمة المعرفة؟ من الذي يكترث بأن المعرفة شيئا؟ 

أما الجزء الثاني فيلقي الضوء على الموارد التي تستمد منها المعرفة، ويتفحص دور الإدراك الحسي والذاكرة مثلا في مساعدتنا على اكتساب المعرفة والتمسك بها. وينتهي هذا الجزء بتحليل نمط محدد من أنماط المعرفة – المعرفة الأخلاقية- ويطرح تساؤلا عن مصدر اكتساب هذا النوع من المعرفة، على افتراض أننا نمتلك شيئاً منها.

 ويتناول الجزء الثالث نطاق معرفتنا، ويتطرق إلى نقاشات يعتريها شيء من التشكك بهدف إظهار أن امتلاك المرء للمعرفة- أو على الأقل بعض أنواع المعرفة – شيء من المستحيل أن يتحقق.

ويسرد الكتاب الأمور المتفق عليها في هذا المضمون، معتبراً أن المختصين أجمعوا على أن امتلاك المرء للمعرفة يستند إلى توافر «اعتقاد» بالافتراض الذي يتكلم عنه، وأن ذلك الاعتقاد لا بد أن يكون حقيقيا، بمعنى أنك تعتقد أن ذلك شيء واقع أو موجود فعلا، وينبغي أيضا أن يكون اعتقادك حقيقة. فالاعتقاد الحقيقي وحده لا يكفي للتوصل إلى المعرفة، لأنه ربما حصل لدى المرء اعتقاد حقيقي بمحض المصادفة بكل بساطة، وأنت لا تستطيع أن تكتسب المعرفة بمحض المصادفة.

 

الافتراضات

 

ثم يشير المؤلف إلى أن الإبستمولوجيا هي ما يعرف بنظرية المعرفة، ومن التساؤلات التي تطرحها وتتعلق بالشيء المشترك الذي يربط بين كل الأنواع المتشعبة من المعرفة التي ننسبها إلى أنفسنا هذا السؤال: ما المعرفة؟ لذلك بالإمكان التمييز بين معرفة الافتراضات أو المعرفة الافتراضية، وإتقان المرء لطريقة عمل شيء ما، أي ما يسمى معرفة القدرة. ومن البديهي أن يتطلب النوع الأول من المعرفة قدراً كبيراً من الإمكانات الفكرية المعقدة من جانب الشخص الذي تنسب إليه المعرفة.

 

تفسير قيمة المعرفة

 

يورد الكتاب وسائل تفسير المعرفة ومن هذه الوسائل ملاحظة المرء أنه إذا كان يعرف افتراضا معينا، فذلك يعني أن لديه اعتقاداً حقيقياً بذلك الافتراض، وتكون للاعتقادات الحقيقية فائدة لا يمكن التغاضي عنها، ولهذا فهي ذات قيمة. مشيراً إلى أن إحدى المشكلات التي تواجه هذا الافتراض أنه لا يبدو واضحاً ما إذا كانت الاعتقادات الحقيقية ذات قيمة فعالة.

ويلفت المؤلف إلى أن العقلانية من المفاهيم المهمة بالنسبة إلى الإبستمولوجيين، لأنه يبدو أن ثمة ارتباطاً وثيقا بين توصل المرء إلى اعتقاد عقلاني واكتسابه المعرفة، إضافة إلى أن المعرفة ترتبط أيضاً بالتبرير، ويبدو أن هناك ارتباطا آخر بين الاعتقادات التي يتمسك بها الإنسان بعقلانيته والاعتقادات المبررة، ويوضح ضمن هذا السياق: «ان نمط العلانية التي نهتم به كدارسين للإبستمولوجيا هو العقلانية المعرفية الهادفة إلى التركيز على الاعتقاد الحقيقي، ومن الطرق التي بالإمكان اتباعها لفهم العقلانية المعرفية القول إنها تتطلب من الشخص المعني أن يسعى إلى زيادة اعتقاداته الحقيقية.

وفي فصل الإدراك الحسي، يركز المؤلف على طرق اكتساب المعرفة عن العالم اعتماداً على الحواس، إذ تميل حواس الإنسان في بعض الأحيان إلى الخدعة، لكن هذا لا يعني أننا نعتبر هذه مشكلة لأن الإنسان سيتمكن من اكتشاف ذلك فلا يستمر في الوثوق به «كما يحدث عندما نرى عصا تنحني إذا دخلت الماء»، وأضاف: «إن الشيء المثير للجدل في تجربة إدراكنا الحسي ينتج عن الدليل المستمد من الوهم، من حيث الجوهر، يتضمن هذا الدليل أنه مادام الموقف الذي نصبح فيه معرضين للخداع بشأن الشكل الحقيقي الذي تبدو عليه الأشياء في العالم قد يقودنا إلى أن نتوصل على ما يبدو إلى الخبرات ذاتها التي نتوصل إليها في حالة مماثلة ليس فيها خداع، لذلك نستنتج أننا لا ندرك العالم من خلال تجاربنا بصورة مباشرة على الإطلاق، لذلك يمكننا القيام باستدلالات عن الشكل الحقيقي للعالم مثلما هو عليه في الواقع».

back to top