ما الذي شجعك على العودة إلى الدراما بعد غياب ثلاث سنوات؟

Ad

مذ شاركت في مسلسل «الجماعة» وتحديداً بعد ثورة يناير، لم أجد عملاً يجذبني للمشاركة فيه، والأدوار التي عرضت علي عادية مع أن مساحاتها كبيرة، ولم أجد نفسي فيها كممثل. خياراتي صعبة ولا أرضى بأي عمل لمجرد إثبات الوجود.

كيف تقيّم ردود الفعل حول «العراف»؟

فوجئت بردة الفعل المذهلة حول المسلسل. توقعت نجاحه بسبب وجود الزعيم فيه، إلا أنني لم أتوقع أن يتفوق على الأعمال المنافسة له في الدراما الرمضانية، ويحقق أعلى معدلات مشاهدة في الوطن العربي. اللافت أن الجمهور يتداول الإفيهات الصادرة على لسان أبطاله، مثل «تشرب ليمون بالنعناع» التي يرددها الزعيم، و{حالو يا حالو{ التي لازمت طلعت زكريا، وسيجارة حسين فهمي التي لم يشعلها طوال الأحداث... كذلك لم تخطر النهاية في بال المشاهدين. هذا هو النجاح، أن يتفاعل المشاهد مع العمل حباً به وبالشخصيات الموجودة فيه.

ومشاركتك في المسلسل؟

سعيد بها إلى حد كبير؛ أي خطوة أقوم بها أعتبرها نقلة في مسيرة طموحي نحو الهدف الذي أصبو إليه، و{العراف» نقلني 100 خطوة إلى الأمام بعد النجاح الكبير الذي حققه ووقوفي إلى جانب عادل إمام.

ما الذي جذبك إلى دور المليونير اليساري؟

هو دور جديد لم أقدمه سابقاً، وتختلف شخصية الشيوعي التي أجسدها  عن شخصية الشيوعي التي سبق أن عرضت في الأعمال الفنية.

ما أوجه الاختلاف؟

عادة يظهر الشيوعي واضعاً نظارات كبيرة وغير مهتمّ بشكله الخارجي، بحوزته كتب ضخمة يقرأها، فيما في «العراف» قدمته على هيئة مليونير، وابن عائلة كبيرة، خريج جامعة أجنبية، ولديه سيارة أحدث تصميم، مع ذلك هو مهموم بأمور المهمشين والفقراء، ويؤمن بالمنطق الشيوعي، ومبدأ توزيع الثروات على الغلابة، ومغرم بفتاة من منطقة شعبية تشاركه النزول في التظاهرات ولها انتماءاته السياسية نفسها.

هل كان «الزعيم» سبباً في موافقتك على الدور؟

بالطبع؛ فقد اتصل بي واخبرني أنه اختارني للمشاركة في المسلسل، فوافقت على الفور من دون قراءة الدور، ولم اهتم في ما إذا كنت سأقدم مشهداً واحداً أو أقف صامتاً إلى جواره. لكنني سعدت عندما عرفت أن دوري كبير ومهم في الأحداث، فهو أول ابن يتعاطف مع والده ويساعده في لمّ شمل العائلة.

 

تشارك في بطولة المسلسل مجموعة من الشباب... هل ترى أن كلا منهم نال حقه من الظهور؟

لا تقاس الأدوار بمساحة الظهور وعدد المشاهد إنما بمدى التأثير؛ فقد ظهرت في الحلقة السابعة، وظهر محمد عبد الحافظ في الحلقة السادس عشرة، مع ذلك ترك بصمة قوية مثلي جعلته في ذهن المشاهد طوال الحلقات حتى التي لم يظهر فيها. الأمر نفسه بالنسبة إلى سعيد طرابيك، فلم يظهر كثيراً ولكنه ترك بصمة من خلال دوره أمتعت المشاهد، أحمد فلوكس الذي أدى دور بورسعيدي، وريهام أمين التي أدت دور محجبة، وقد أثبتا قدرتهما كممثلين. بالتالي، لا تحسب المشاركات بالكم وإلا أصبح المجاميع نجوماً.

من يقف وراء نجاح المسلسل، برأيك؟

المخرج رامي إمام؛ فهو البطل الحقيقي، إذ قدم عملاً بجودة عالية أبهرت المشاهدين، وتكاملت فيه العناصر كافة من موسيقى تصويرية لم يشعر المتفرج بأنها مقحمة على العمل، وديكور ممتاز، وصورة رائعة أظهرت الأماكن الجميلة في محافظات مصر من بينها: أسوان والإسكندرية والمنصورة وبورسعيد... منافساً بذلك الأعمال التركية.

بالإضافة إلى ذلك، تلاعب رامي إمام بمشاعر الجمهور فلم يستطع تحديد مشاعره نحو هذا النصاب في كل مشهد، واختلط عليه الأمر بين البكاء والضحك.

 كذلك يعود النجاح إلى ذكاء الزعيم في اختيار موضوع يعرف جيداً أن المشاهدين سيندمجون معه، ويرجع الفضل في ذلك إلى المؤلف يوسف معاطي الذي كتب قصة نصاب بأسلوب غير تقليدي.

ما أصعب المشاهد التي صوّرتها؟

مشهد المنصة، وهو أول مشهد صوّرته وألقي فيه خطبة مكتوبة في سبع صفحات، وكان مطلوب مني حفظهاً جيداً. حتى إنني طلبت من رامي إمام تأجيل تصويره حتى اندمج في الشخصية، لكنه أصرّ على البدء به.

كيف كان شعورك عند تصوير أول مشهد لك إلى جانب الزعيم؟

شعرت برهبة كبيرة، وكاد خوفي من الفشل أو من ألا أكون عند حسن ظنه يؤثران على أدائي، لكنه حوّل، بخفة دمه، هذا الرعب إلى ضحك وسلاسة في التعامل. أول مشهد جمعنا كان مشهد الخطوبة الذي كنا نستقل فيه عربة «كارو{ ومعنا سيدات سمينات. صورناه في ظل طقس حار وكلما حدث خطأ كنا نعيد التصوير.

عملت مع الزعيم في «العراف» ومع عمر الشريف في «المسافر»... هل أنت محظوظ بالعمل مع الكبار؟

بالتأكيد. أختار أعمالي بنفسي، وأنتظر هذه الفرص حتى تأتي، ولا أتردد في الموافقة عليها فوراً، أحرص على أن يكتب في سيرتي الذاتية أنني عملت مع نجوم كبار أمثال: ميرفت أمين في مسلسل «أحزان مريم»، وفاروق الفيشاوي وليلى علوي في فيلم «ألوان السماء السبعة»، كذلك مع النجم العالمي عمر الشريف، وعادل إمام الذي يحافظ على مكانته الفنية، منذ صعوده حتى الآن، ويتربع على شباك التذاكر...

كيف تقيّم أدوارك معهم؟

كبيرة ومؤثرة وليست مجرد ظهور عابر.

 لماذا تكثر أعمالك السينمائية مقارنة بالتلفزيونية؟

لست نجماً تلفزيونياً؛ انتمائي الأول إلى السينما، وإن كان ذلك لا يمنع مشاركتي في أعمال درامية تنال إعجابي مثل «الجماعة» الذي اقتصر دوري فيه على حلقتين، مع ذلك كتب اسمي ضمن الأبطال، لأن دوري كان مؤثراً، كذلك «العراف» فهو فرصة للعمل مع الزعيم لا يمكنني رفضها. خلاف ذلك، لا أشارك لأن التلفزيون يحرق الممثل سينمائياً.

في الولايات المتحدة ممثلون متخصصون في السينما وآخرون في التلفزيون، ويفهم المنتجون هذا الفرق جيداً، ويعرفون أنهم إذا استعانوا بممثل تلفزيوني في السينما فلن يحقق إيرادات مرتفعة، لأن شعبيته محصورة في التلفزيون والعكس صحيح.

 

ما جديدك؟

انتهيت من تصوير فيلم «هاتولي راجل»، من تأليف كريم فهمي، إخراج محمد خضير، ويشارك في بطولته كل من أحمد الفيشاوي ويسرا اللوزي. كان مقرراً عرضه خلال هذا الموسم، لكنه تأجل لعدم انتهاء المونتاج، وسيعرض في موسم عيد الأضحى.