نجح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تحقيق الأهم في مواجهته امام المنتخب اليمني، التي أقيمت مساء أمس الاول في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من بطولة خليجي 21، التي تستضيفها البحرين خلال الفترة من 5 الى 18 الجاري، وذلك حين اقتنص ثلاث نقاط غالية ومستحقة إثر الفوز بهدفين مقابل لا شيء.

Ad

ولعل أهم ايجابيات اللقاء تتمثل في الروح العالية التي ظهر عليها اللاعبون، وهي القادرة بكل تأكيد على صنع الفارق «احيانا» مع المنافسين، هذا بجانب اكتساب الجهاز الفني واللاعبين للثقة بأنفسهم، ومن ثم ثقة جماهير الأزرق وعشاقه.

وتأتي هذه الثقة بكل تأكيد في توقيت نموذجي، خصوصا بعد فترة اعداد هزيلة لم تشهد إلا تقسيمة اطلق عليها التقسيمة الرسمية، اما قبل المعسكر فقد خرج المنتخب بخفي حنين من الدور الاول لبطولة غرب آسيا التي استضافتها الكويت مؤخرا.

وبجانب الإيجابيات التي تم ذكرها سلفا، فإن تحقيق الفوز في المباراة الافتتاحية للمجموعة، أبعد تماما الجميع وخصوصا اللاعبين عن الضغوط العصبية والنفسية، إذ يدخل الأزرق مباراته غدا أمام المنتخب العراقي بأريحية كاملة، ومن دون حسابات الفوز والخسارة، وهو أمر رائع سيكون له مردود إيجابي على الفريق قبل وأثناء اللقاء.

وأخيرا فإن الأزرق نجح في توجيه إنذار لمنتخبي العراق والسعودية بقدرته على حجز إحدى بطاقتي التأهل للدور نصف النهائي، وذلك على الرغم من الفريق ليس في أحسن حالاته الفنية والبدنية.

إهدار الفرص السهلة

أما سلبيات المباراة فتتمثل في إهدار اللاعبين للفرص السهلة بشكل لافت للنظر، فليس من المقبول او المنطقي ان يهدر المهاجمون اكثر من خمسة اهداف محققة منها ركلة جزاء، وهي المشكلة المزمنة التي فشل الجهاز الفني في ايجاد حل لها، منذ توليه المهمة، فاللعب امام منتخبين في حجم العراق والسعودية يتطلب التسجيل من انصاف الفرص، لا سيما ان الفرص في المواجهات القوية لا تأتي كثيرا.

ومن ناحية أخرى، فإن الأخطاء الدفاعية لم تغب عن اللقاء، كما هي عادة خط دفاع المنتخب منذ فترة طويلة، حتى في ظل اجراء بعض التغييرات، فالمنتخب اليمني رغم هجماته النادرة، الا انه نجح في تهديد مرمى الحارس نواف الخالدي، الذي تصدى قائمه الأيسر لرأسية محمد فؤاد التي كان من الممكن أن تغير مسار المباراة، في حين تكفل هو بإبعاد تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء لأحمد عبدالصادق.

وعلى الرغم من أن الجهاز الفني لعب بخطة 4-4-2 على الورق فإنها على الواقع جاءت مشوهة، حيث تم الاعتماد على المدافع محمد فريح فقط في شن الهجمات من الناحية اليمنى، في المقابل اعتمد على وليد علي وفهد عوض من الناحية اليمنى.

ونجح المتألق فهد العنزي في شن هجمات خطيرة من الناحية اليمنى حين تم الدفع به عقب الهدف الاول الذي أحرزه يوسف ناصر، وهو الأمر الذي يؤكد أن اللعب برأسي حربة صريحين امر ليس ايجابيا، فالأفضل للأزرق حاليا الاعتماد على يوسف ناصر فقط، على ان يتم الاعتماد على مهاجمين غير صريحين مثل بدر المطوع وفهد العنزي ووليد علي لدعم ناصر.

ومن جهة أخرى، فإن الاعتماد على بدر المطوع فقط لايجاد الحلول الهجومية أحد أبرز السلبيات، فمشاركة المطوع في جميع المباريات هو او غيره يبدو امرا صعبا، خصوصا أن هناك ظروفا خارجة عن إرادة الجميع قد تبعده عن اي مباراة، فأي الحلول سيلجأ اليها الجهاز الفني حينذاك؟ واذا كانت هناك حلول بالفعل فلماذا لم يلجأ إليها حتى لا يستهلك المطوع المنقذ الدائم للأزرق؟

الأمر الآخر الذي يثير الاستغراب هو أن اللاعبين يمتلكون من الخبرة التي تجعلهم يحافظون بقوة على ثباتهم النفسي وتركيزهم في أحلك الظروف، لكن الملاحظة أن ركلة الجزاء التي أهدرها المطوع أبعد اللاعبين تماما عن تركيزهم، لينخفض مستواهم بشكل لافت للنظر، وهو ما منح الفرصة بشكل كبير الى المنافس كي يكون نداً حتى نجح يوسف ناصر في إحراز الهدف الذي فض به الاشتباك.

كما شاب أداء اللاعبين الفردية والأنانية، وجاء عدد كبير من تمريراتهم كانت خاطئة، بالاضافة الى عدم التسديد من خارج المنطقة، كأحد ابرز الحلول لفض التكتل الدفاعي، وللاسف فقد ذهبت اغلب التسديدات التي جاءت على استحياء شديد في المدرجات!.

على أي حال فإن السلبيات يجب قدر المستطاع تلافيها في مواجهة الغد، التي لا بديل عن الفوز بنتيجتها حتى يضع المنتخب قدما ونصف القدم في الدور نصف النهائي.