لا يزال المشهد «الطرابلسي» يحتل صدارة الاهتمام السياسي، فبعد دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مساء أمس الأول، الجميع إلى «مواجهة الأخطار التي تهدد الوطن وتستبيح إراقة الدم بلا تمييز، بوقفة شجاعة وقرار وطني مسؤول ينأى عن المصالح الخارجية والإقليمية ويأخذ في الاعتبار المصلحة الوطنية الداخلية»، وحث جميع القوى السياسية على الذهاب إلى الحوار بدون أي شروط والالتزام بـ»إعلان بعبدا»، شدد تيار «المستقبل»، على لسان النائبة بهية الحريري، في تصريح لها بعد زيارة تضامنية لطرابلس أمس، على أن «كلمة الرئيس سليمان كانت جامعة ووطنية»، مشيرة إلى أن «هناك مسؤولية جامعة لبقاء لبنان، وأن استقراره متمثل فقط بالجيش اللبناني والقوى الأمنية». 

Ad

إلى ذلك، أشارت تقارير إعلامية إلى أنه «تمت معرفة الجهة المنفذة لتفجيري طرابلس، والبحث جارٍ عن منفذ الجريمة». وإذ لفتت التقارير إلى أن «هناك خيوطاً لهذه الجريمة»، تحدثت عن «إمكانية أن تكون العبوة انفجرت بساعة توقيت»، موضحة أنه «يمكن الإفراج عن أحد الأشخاص الذين تم توقيفهم نظراً لعدم علاقته بالموضوع».  وكان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أكد أمس أن «الإفادة الخاصة بالشيخين اللذين تم إلقاء القبض عليهما بعد تفجيرَي طربلس، بينت أنهما غير متهمَين، والقضاء هو الذي يحدد إطلاق سراحهما أو لا».

إلى ذلك، أكّد النائب خالد الضاهر أن «استهداف طرابلس كان مطلباً للرئيس السوري بشار الأسد منذ سنتين ونصف»، مبيناً أن «حزب الله هو من أطلق الصواريخ على منطقة بعبدا بعد خطاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان الوطني، وهو من قام بزرع العبوات، من أجل شد العصب وخدمة لمشروع إيران النووي في المنطقة».

في المقابل، تمسك «حزب الله» بشرط تمثيله مباشرة في الحكومة. واعتبر عضو المجلس السياسي في الحزب غالب أبوزينب أنه «لا يحمي لبنان إلا حكومة تتمثل فيها كل القوى السياسية اللبنانية، وتؤمن حالة من الأمن السياسي لكل اللبنانيين».

بدوره، رأى رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب محمد رعد أن «تشكيل حكومة الأمر الواقع لا يمكن أن يفهم منه سوى أنه صبّ للزيت على النار، وأنه قرار لا يمكن أن يفهم إلا كتنفيذ لقرار تأجيج الفتنة وتفجير البلد». 

والتقى رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أمس سليمان في بعبدا، وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح.