سورية: المعارك تحتدم في دمشق وقذائف على «الأمويين»

نشر في 19-07-2013 | 00:03
آخر تحديث 19-07-2013 | 00:03
No Image Caption
كيري يطلع على معاناة اللاجئين في «الزعتري»... و«لجنة سلستروم» تزور دمشق خلال أيام
بينما بدا نظام الرئيس بشار الأسد مرتاحاً إلى التطورات في شمال سورية حيث دخل «الجيش الحر» في مواجهة مع تنظيمات إسلامية متطرفة، ودخل الوضع في حمص في حال من «الجمود الإيجابي» لمصلحة الأسد، يبدو هذا الأخير مصمماً على التماسك في دمشق حيث تتواصل عملية عسكرية واسعة وشرسة لـ«تطهير» العاصمة من مقاتلي المعارضة.

كثفت قوات النظام السوري أمس عملياتها العسكرية في دمشق وريفها، واحتدمت معارك عنيفة في أحياء القابون وبرزة وجوبر، وصولاً إلى مخيم اليرموك جنوب العاصمة. وعززت القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد وجودها في حي القابون الذي اقتحمت أجزاء منه، بإرسال أعداد كبيرة من الآليات والجنود، وذلك في محاولة جديدة للسيطرة كلياً على هذا الحي في إطار عملية عسكرية واسعة لـ»تطهير» دمشق من المعارضة المسلحة. 

وأفاد ناشطون معارضون بسقوط قذائف هاون في ساحة الأمويين بدمشق فجر أمس، قرب مبنى الاذاعة والتلفزيون، في حين كان الظلام يخيم على معظم أحياء دمشق ومدن وبلدات ريفها من جراء انقطاع التيار الكهربائي. وتزامن انقطاع التيار الكهربائي في دمشق وريفها بانقطاع مماثل في محافظات درعا وحمص وديرالزور وحماة وإدلب، إلا أن وكالة الأنباء السورية الموالية (سانا) اشارت الى أن «اعتداءات إرهابية على خطوط الغاز والفيول ادت لانقطاع الكهرباء عن المنطقة الجنوبية دمشق».

وفي حمص، أطلقت قوات النظام السوري صاروخاً، وشنت غارة جوية على مدرسة «الأندلس» في حي الدبلان، بحسب ناشطين معارضين. وكانت تعيش 250 عائلة نازحة من مناطق أخرى من حمص في هذه المدرسة، ولم يعرف عدد الضحايا حتى الآن، في حين رأى معارضون أن الغارة على المدرسة التي تقع في منطقة خاضعة نسبياً لسيطرة النظام جاءت رداً على استهداف «الجيش الحر لأحياء موالية».

في غضون ذلك، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان قافلة إغاثية تابعة للوكالات المشتركة للأمم المتحدة دخلت مدينة حلب في 14 يوليو الحالي، بدعم من منظمة الهلال الأحمر السوري.

وقال المتحدث باسم الأمين العام مارتن نسيركي إن «موظفي المنظمة الدولية الذين دخلوا حلب أكدوا أن هناك نقصاً كبيراً في السلع الأساسية بسبب زيادة القتال، كما أكدوا ان أسعار السلع الأساسية مثل الخبز والوقود ارتفعت بشكل حاد، وأن هناك انهياراً كبيراً في الخدمات الأساسية في أجزاء كبيرة من المدينة».

 

كيري 

 

الى ذلك، زار وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس مخيم الزعتري الذي يؤوي أكثر من 150 ألف لاجئ سوري شمال الاردن للاطلاع عن قرب على مأساتهم. وفي البداية، حلقت طائرة مروحية اقلت كيري من عمان فوق المخيم في جولة شاهد خلالها آلاف الخيام والبيوت المتنقلة في الصحراء على بعد نحو 20 كم من الحدود السورية. وقال كيري إن زيارته للمخيم اطلعته على «حجم المعاناة الانسانية»، معتبراً أن حواره مع عدد من اللاجئين والمسؤولين في المخيم «لا يمكن نسيانه». والتقى الوزير الأميركي ستة لاجئين داخل المخيم هم رجلان واربع نساء، مدة 40 دقيقة. وعبر هؤلاء عن غضبهم مطالبين كيري بفرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سورية.

 

لجنة سلستروم 

 

على صعيد آخر، أعلنت الأمم المتحدة أن الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح أنغيلا كين، ورئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية أكي سلستروم، سيزوران دمشق الأسبوع المقبل تلبية لدعوة الحكومة السورية.

 وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي مساء أمس الأول إن «الغرض من الزيارة سيكون استكمال المشاورات بشأن طرق التعاون المطلوبة، من أجل قيام البعثة بعملها بشكل آمن وملائم وفعال». 

وأشار إلى أن «الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يأمل أن تؤدي الزيارة إلى التفاهم المتبادل لوصول البعثة، بهدف إجراء أنشطتها في تقصي الحقائق والتثبت من الحقائق المقدمة بشأن مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية».

 

الجيش البريطاني 

 

الى ذلك، حذر رئيس أركان الجيش البريطاني ديفيد ريتشاردز الذي انتهت خدمته أمس في مقابلة مع صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية نشرتها أمس من أن فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية لن يكون كافياً بدون تدخل عسكري للسيطرة على الارض. 

وقال ريتشاردز: «يجب أن نكون قادرين كما فعلنا بنجاح في ليبيا على ضرب أهداف على الارض. يجب تدمير دفاعاتهم الجوية»، مشدداً على «ضرورة إقامة منطقة سيطرة على الارض وتدمير دبابات وناقلات جند». 

وفي مقابلة اخرى نشرتها صحيفة «ذا صن» البريطانية أمس، اعتبر ريتشاردز أنه «يجب على بريطانيا أن تتحرك إذا انهار نظام الرئيس بشار الأسد في حالة من الفوضى لحماية مخزونه الضخم من غاز الأعصاب من براثن الإرهابيين»، مؤكداً أن «بريطانيا تضع أيضاً خططاً لعملية كبرى جديدة في سورية ستقودها القوات الخاصة، بعد أن أصبح خطر الإرهاب فيها أكثر هيمنة في رؤيتنا الاستراتيجية لما يمكن القيام به هناك، وسنتحرك بالتأكيد للتخفيف منه إذا تطور هذا الخطر ونحن على استعداد للقيام بذلك».

 (دمشق، عمان،

نيويورك، لندن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top