استباقاً لتظاهرات حاشدة في مصر اليوم، وقّع فرقاء السياسة أمس وثيقة «نبذ العنف»، التي أعدها شيخ الأزهر أحمد الطيب، بمشاركة عدد من شباب الثورة، في لقاء عقد بمقر مشيخة الأزهر، في مسعى للخروج من الأزمة السياسية وانفلات الشارع سياسياً وأمنياً.

Ad

مبادرة الأزهر الجديدة، نجحت في كسر الجمود السياسي، بجمعها زعماء التيارات السياسية لأول مرة منذ أشهر، بعد خصام وصل إلى حد الاحتراب، وكان أبرز الحضور بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس وممثلي الكنائس وزعماء جبهة «الإنقاذ الوطني» والمعارضة، فضلاً عن رئيس حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» سعد الكتاتني، وقيادات الأحزاب السلفية وشيوخها.

والتزم أكثر من 28 شخصية، بما جاء في وثيقة «الأزهر لنبذ العنف»، بعد أن وقّعوا عليها، وجاء على رأس بنود الوثيقة العشرة، «التأكيد على حرمة الدماء والممتلكات الوطنية العامة والخاصة، والتفرقة الحاسمة بين العمل السياسي والعمل التخريبي».

وأجمعت القوى السياسية في الوثيقة، على ضرورة «نبذ العنف بكل صوره وأشكاله، وإدانته الصريحة القاطعة، وتجريمه وطنياً، وتحريمه دينياً»، مع إدانة «التحريض على العنف أو تسويغه أو تبريره، أو الترويج له، أو الدفاع عنه، أو استغلاله بأية صورة».

وقال شيخ الأزهر، في كلمة ألقاها في افتتاح الاجتماع، إن «مبادرة نبذ العنف صاغتها مجموعة من شباب الثورة»، مضيفاً أن «المبادرة تؤكد على الالتزام بقداسة حرمات الدماء والأعراض».

وبينما أعرب رئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي، عن تفاؤله بعد اجتماع شيخ الأزهر، وصف الكتاتني اللقاء بـ«اليوم التاريخي»، مؤكداً أن الخروج من الأزمة الحالية لن يتم إلا بالحوار.

واستمر طرح مبادرات إنهاء الأزمة، ولم يكن آخرها مبادرة «حزب مصر» برئاسة الداعية عمرو خالد، أمس، الذي طالب بتشكيل لجنة قانونية محايدة لإعادة صياغة الدستور، بينما أثارت مبادرة حزب «النور» والجلوس مع أعضاء جبهة «الإنقاذ»، أزمة داخل الحزب السلفي ذاته، بعد تقدم نحو 150 عضواً باستقالتهم اعتراضاً على المبادرة.

مسيرات ميدانية

في المقابل، أعلنت المعارضة خروجها بشكل مكثف في أربع مسيرات إلى ميدان التحرير وقصر «الاتحادية» الرئاسي، اليوم تحت شعار «جمعة الخلاص». وأكدت جبهة الإنقاذ الوطني، أن «الدعوة إلى إسقاط النظام المقصود بها إسقاط الدستور ومجلس الشورى وإقالة حكومة هشام قنديل وتقنين وضع الإخوان المسلمين».

وقال عضو المكتب التنفيذي للتيار الشعبي، خالد السيد، لـ«الجريدة» إن «المسيرات هدفها الضغط على النظام الحاكم، لتحقيق مطالب القصاص للشهداء، ووقف العمل بالدستور والعودة لدستور 71 بتعديلاته، وتشكيل لجنة قانونية محايدة لتعديل الدستور، وتشكيل حكومة إنقاذ».

وشدد منسق التيار المدني الديمقراطي بمدينة الإسكندرية، عبدالرحمن الجوهري على أن «نحو 40 حزباً وحركة سياسية بالمدينة ستشارك في جمعة الخلاص بساحة مسجد القائد إبراهيم، لدعم صمود مدن القناة ضد سياسات الرئيس محمد مرسي وجماعته، رفضاً لفرض حالة الطوارئ على المدن الثلاث».

واتفقت قيادات أحزاب جبهة «الإنقاذ» في شمال سيناء، التي تشهد سيولاً منذ عدة أيام، على الخروج في تظاهرة بعد صلاة الجمعة في مدينة العريش، نظراً إلى الحالة المتردية التي وصلت إليها مصر عامة وسيناء خاصة، بحسب المتحدث الإعلامي للجبهة، حاتم البلك.

في هذه الأثناء، قال مصدر مسؤول لـ«الجريدة» إن «القوات المسلحة اتخذت مواقعها عند مداخل القاهرة والمحافظات، لتأمينها ضد أيّ عدائيات وتحسباً لتطور الموقف خلال التظاهرات». وتفقد رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي، أمس قوات الجيش المتمركزة في مدن القناة، بينما نشرت القوات المسلحة، التي حصلت على حق الضبطية القضائية، عدداً من المدرعات والدبابات عند مداخل القاهرة ومداخل محافظات مدن القناة.

«البلاك بلوك»

في غضون ذلك، كلف النائب العام المستشار طلعت عبدالله، هيئة الأمن القومي وقطاع الأمن الوطني، بموافاة النيابة بالمعلومات والتحريات عن مجموعة بلاك بلوك «الكتلة السوداء» ومصادر تمويلها ومن يتزعمونها والأهداف من وراء تكوينها، وبيان أعضائها وتحديد هويتهم وأعدادهم، ومدى صحة ما نسبوه لأنفسهم على المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت.

وبينما قررت نيابات القاهرة الكلية حبس 175 متهماً وإخلاء سبيل 46 آخرين، من بينهم 4 من «الأحداث»، على خلفية أحداث العنف والشغب، التي شهدها محيط التحرير، باشرت النيابة أمس التحقيق مع 3 متهمين ينتمون إلى البلاك بلوك تم القبض عليهم أمام دار القضاء العالي، أثناء قيامهم بوقفة احتجاجية، رافضين قرار ضبط من ينتمي إليهم.