موظفو «التربية» بدأوا العطلة قبل موعدها والغياب 80%
الوتيد: عقوبات ولوائح تطبق بحق المتغيبين بدون عذر
بدت وزارة التربية كأنها خالية من الموظفين أمس، حيث كان الحضور متواضعاً، واقتصر على قلة قليلة، بينما آثر بقية الموظفين إطالة عطلة العيد عبر ربطها بالأربعاء والخميس اللذين يسبقانها، ليشاطرهم في ذلك العاملون في المدارس والطلبة.
بدت وزارة التربية كأنها خالية من الموظفين أمس، حيث كان الحضور متواضعاً، واقتصر على قلة قليلة، بينما آثر بقية الموظفين إطالة عطلة العيد عبر ربطها بالأربعاء والخميس اللذين يسبقانها، ليشاطرهم في ذلك العاملون في المدارس والطلبة.
مع اقتراب عطلة عيد الأضحى، التي تبدأ رسمياً الأحد المقبل، وبهدف الحصول على أكبر قدر من الأيام لشبكها بالعطلة التي هي في الأصل 9 أيام رسمياً، استبق بعض موظفي وزارة التربية هذه العطلة بإجازة غير رسمية، بينما فضل آخرون الحصول على إجازة دورية، في حين آثر فريق ثالث أن تكون اجازته طارئة ليوم الخميس السابق للعطلة.«الجريدة» تجولت في اروقة وزارة التربية فرصدت الحال حيث بدت المكاتب خاوية إلا من قلة قليلة من الموظفين الملتزمين بالدوام، بينما غاب الكثيرون، الذين تبين لدى السؤال عنهم، أن بعضهم غادر البلاد إلى «أرض الله الواسعة» في رحلات استجمام ترفيهية أو لأداء فريضة الحج، بحسب رغبة كل موظف.
وعلى صعيد المدارس والطلبة، لم تكن الأوضاع أفضل حالاً، حيث لوحظ غياب نسبة كبيرة من الطلبة وصلت إلى 80% منهم، كما شاركتهم الهيئات التعليمية «حفل الغياب»، إذ حضر المعلمون والمعلمات في بداية اليوم لتوقيع الحضور، ثم غادروا مدارسهم منصرفين إلى جهات اخرى بحسب ما ينتظرهم من أشغال واهتمامات.تطبيق اللوائحوفي هذا السياق، أكدت وكيلة وزارة التربية مريم الوتيد أن الجهات المختصة في القطاع الاداري ستعمل على تطبيق اللوائح والنظم فيما يخص الغياب على الجميع، مشددة على أنه ستتم محاسبة الموظفين المتغيبين بدون عذر رسمي، وهذا الأمر ينطبق العاملين في المدارس من هيئات تعليمية وإدارية.وأضافت الوتيد لـ»الجريدة» أن المسؤولية في المدارس تقع على عاتق مدير المدرسة الذي يفترض أن يثبت حالات التغيب، ويرسلها إلى المناطق التعليمية لاتخاذ الاجراءات المناسبة، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على محاربة ظاهرة الغياب بالنسبة للطلبة من جهة وللعاملين من جهة أخرى. وأوضحت أن الوزارة بدأت فعليا في تشديد الاجراءات للحد من غياب الطلبة، حيث إن الوثائق التعليمية الجديدة تراعي هذا الجانب، في وجود عقوبات للطلبة المتغيبين لحثهم على الالتزام بالدوام المدرسي، لافتة إلى أن العقوبات ليست غاية في حد ذاتها، بل جاءت بناء على رصد الوزارة هذه الظاهرة عبر عدة سنوات، مع عدم جدية بعض أولياء الامور في حضور أبنائهم إلى المدرسة، مما انعكس سلبا على تحصيلهم العلمي.وأضافت أن لجاناً مختصة قامت بالتعاون مع أهل الميدان التربوي في دراسة المشاكل والمعوقات التي تعانيها العملية التعليمية، وكان من بينها ظاهرة الغياب وعدم الجدية في الدوام المدرسي عند البعض، مما استدعى اتخاذ اجراءات كفيلة بالحد من هذه الظاهرة، من خلال عقوبات تتعلق بدرجات الطالب المتغيب، مما يدفع أولياء الامور إلى التعاون وحث أبنائهم على الانضباط.وأشارت الوتيد إلى أن غياب الطالب المتكرر يتسبب في هدر كثير من الطاقات البشرية والمادية التي تضعها الوزارة في خدمة العملية التعليمية، وبالتالي علينا وقف هذا الهدر وتعزيز ثقافة الالتزام والانجاز لدى الطلبة والموظفين على حد سواء، وهو ما تتجه إليه الوزارة حاليا.رصد الحالاتإلى ذلك، أكدت مصادر تربوية مطلعة ان قطاع الشؤون الادارية في الوزارة بدأ في رصد حالات غياب الموظفين يومي الاربعاء والخميس، مشيرة إلى أن هذا الاجراء يأتي في اطار عزم الوزارة على محاسبة الموظفين غير الملتزمين بالدوام، لاسيما أن الغياب قبل العطلة أهدافه واضحة.وقالت المصادر لـ»الجريدة» إن الجهات المختصة رصدت خلال العطل الماضية زيادة كبيرة في اعداد الموظفين الذين يتغيبون أو يحصلون على اجازات طارئة في الايام التي تسبق العطل، بهدف اطالة فترة العطلة دون الخصم من رصيد اجازاتهم بشكل كبير، مبينة أن الوزارة تتجه إلى تغليظ العقوبات على هؤلاء الموظفين وحرمانهم من بعض المكافآت مثل الاعمال الممتازة وغيرها لحثهم على الالتزام بالدوام.وذكرت أن توجه الوزارة إلى التشدد في الاجراءات ضد الموظفين غير الملتزمين جاء بتعليمات من وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف الذي شدد على ضرورة عودة الهيبة للوائح والنظم وتطبيقها على غير الملتزمين ومحاسبتهم، مع مكافأة المتميزين في المقابل، لافتة إلى أن الجهات المختصة في «التربية» بدأت فعليا في تنفيذ تعليمات الوزير بحصر الاسماء تمهيدا لاتخاذ الاجراءات التي يسمح بها القانون.