لا تزال طبول الحرب تُقرع بقوة في شبه الجزيرة الكورية، إذ تكاد بيونغ يانغ لا تدع يوماً يمرّ من دون إطلاق التهديدات والاستفزازات بوجه جارتها الجنوبية، وكان آخرها أمس، إعلان بيونغ يانغ أنها جهّزت الرؤوس النووية لديها، وأنها مستعدة لإطلاق النار.

Ad

هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بالحرب مجدداً أمس، مشيرةً إلى أنها مستعدة "لإطلاق النار".

ونقلت مذيعة قناة "كيه.آر.تي" التلفزيونية الحكومية الكورية الشمالية عن بيان للجنة إعادة التوحيد السلمي في كوريا الشمالية: "أسلحتنا جاهزة لإطلاق النار وأُدخلت الإحداثيات الدقيقة على الرؤوس الحربية. بمجرد أن نضغط على الزر فإنها ستطلق وستتحول معاقل أعدائنا إلى بحر من اللهب".

وكانت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أفادت في وقت سابق أمس، نقلاً عن مسؤول دفاعي ياباني بأن منصة متحركة لإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية جُهزت في وضع الإطلاق، وتم توجيه الصواريخ إلى السماء.

في غضون ذلك، وصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن إلى سيول أمس، حيث أجرى مباحثات مع وزير الخارجية يون بيونغ سي. كما سيلتقى بوزير الدفاع كيم كوان جين والرئيسة بارك كون هيه.

وأفادت وزارة الخارجية في سيول بأن الزيارة تشكّل فرصة جيدة لحلف الأطلسي للإعراب عن دعمه للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. ويعد راسموسن أول أمين عام للحلف يزور كوريا الجنوبية.

ويشار إلى أن زيارة راسموسن لكوريا الجنوبية تمتد على ثلاثة أيام، وكانت مقررة قبل التوترات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية.

حالة التأهب

في هذه الأثناء، ظلت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في حالة تأهب، تحسباً لأي هجمات صاروخية تشنها كوريا الشمالية أمس، في الوقت الذي حولت فيه بيونغ يانغ انتباهها للاحتفال بأسرة كيم الحاكمة.

ورغم تهديداتها بمهاجمة قواعد أميركية وكوريا الجنوبية رداً على أي ممارسات عدائية، بدأت الدولة الشيوعية ترحب بموجات من الزائرين احتفالاً بذكرى ميلاد مؤسسها كيم إيل سونغ والتي تحل يوم الاثنين القادم.

الأعمال مستمرة

من ناحية أخرى، لا توجد مؤشرات على أن هناك ذعراً في سيول، وتجاهلت الأسواق المالية مخاطر الصراع، وحققت البورصة أرباحاً لليوم الثالث.

والتقت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي برجال أعمال أجانب أمس، وطمأنتهم على أن البلاد في أمان، وأنها تتعاون عن قرب مع الولايات المتحدة والصين الدولة الداعمة الرئيسية لكوريا الشمالية.

في المقابل، أصبحت تايوان أول بلد يحذر رعاياه من السفر إلى كوريا الجنوبية، بعد أن طلبت بيونغ يانغ من الأجانب مغادرة كوريا الجنوبية، لكن الفنادق تحدثت عن انتعاش الإشغالات.

تحذير أميركي

وفي واشنطن، حذّر وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أمس من أن بيونغ يانغ "تنزلق لتقترب جداً من خط خطير" بسبب تهديداتها واستفزازاتها. وقال إن الولايات المتحدة التي تشارك حالياً في تدريبات عسكرية مع كوريا الجنوبية مستعدة للرد على أي خطوات تقوم بها بيونغ يانغ.

وقال للصحافيين في البنتاغون: "نحن قادرون تماماً على التعامل مع أي إجراء تتخذه كوريا الشمالية لحماية البلد ومصالح هذا البلد وحلفائنا".

ويتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى سيول اليوم، في إطار رحلة يتوجه خلالها أيضاً إلى بكين.

الموقف الصيني

في المقابل، دعت الصين أمس، كل الأطراف المعنية إلى التحرّك من أجل إحداث "تحوّل" في الوضع بشبه الجزيرة الكورية.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم الخارجية هونغ لي قوله، إن على الأطراف المعنية ألا تقوم بأي تحرّك من شأنه أن يصعّد الوضع، "بل على العكس، عليهم التحرّك من أجل تحقيق تحوّل في الوضع".

وأشار هونغ إلى أن "الجانب الصيني يعتقد أنه رغم التغييرات في الوضع، علينا التمسّك بحل قضية النووي الكورية الشمالية عن طريق الحوار والتشاور، والدفع من أجل تحسين في العلاقات بين الأطراف المعنية، والتركيز على الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".

(سيول ـ أ ف ب، رويترز،

يو بي آي)