يعزو المخرج نعمان حسين عدم وجود صناعة سينما في الكويت إلى قلة الدعم المادي والمعنوي، «مع ذلك ثمة محاولات لكنها بسيطة رغم المجهود الذي يقدمه هؤلاء الشباب وسط معاناة على أكثر من صعيد».

Ad

يضيف: «أقصد بقلة الدعم عدم توفير أماكن مناسبة للتصوير. في السابق مثلاً، كنا نصوّر في أي مكان من دون أخذ أي تصريح حكومي، أما اليوم، فحتى الأماكن العامة تحتاج إلى تصريح، وفي بعض الأحيان يستحيل الحصول عليه».

يلفت إلى أن الأمور باتت أصعب من السابق لدرجة أن ثمة مؤلفين يتحاشون  كتابة نصوص تدور أحداثها في المنزل أو في المستشفى أو الأماكن الحكومية لصعوبة الحصول على تصاريح، بالإضافة إلى الافتقار إلى إمكانات وأدوات التصوير.

يشير نعمان إلى أن السينما في الدول الخليجية تطورت باستثناء الكويت، ما ولّد حسرة على السينما الكويتية إذ من المفترض أن تكون الأولى. أما في ما يتعلق بالرقابة والمشاكل التي تفتعلها، فيقول: «شروط الرقابة واضحة والخطوط الحمراء معروفة، ولا أعتقد أن السينما تعانيها، بل تكون أحياناً لمصلحة الفيلم، لا سيما عندما تتفهمنا وتناقشنا وتضع ملاحظات، ونحرص على توضيح بعض المشاهد».

مجرد تجارب

يأسف المخرج الشاب صادق بهبهاني لما تعانيه السينما في الكويت، ويرى أن الأفلام السينمائية الحالية مجرد تجارب وجهود فردية، تفتقر إلى دعم مادي  وحتى معنوي.

يشير إلى أن عواقب جمة يواجهها السينمائيون في الكويت من بينها: منع  التصوير في أماكن معينة إلا في حال الحصول على تصريح، وهذا أمر شبه مستحيل أحياناً، «بالإضافة إلى مشكلة الرقابة التي يفترض أن تُلغى من الأساس لأنها تشكل عقبة أمام الأفلام، إلا في حال تفهم الرقيب». وما يثير استغرابه أن ثمة هامشاً واسعاً للحرية في الدول الخليجية باستثناء الكويت التي تُفرض فيها خطوط حمراء كثيرة وغير مبررة.

يشيد بهبهاني بالدعم الذي يقدمه الفنانون الكبار للحركة الشبابية السينمائية في الكويت، من خلال مشاركتهم في أفلام قصيرة من دون أجر، من بينهم: منصور المنصور ومحمد جابر... وفي فيلمه الأخير «هدية» شارك الفنانان الكبيران داود حسين وزهرة الخرجي. «هؤلاء جميعهم بغنى عن الأفلام القصيرة فتاريخهم معروف لكنهم يقدمون دعماً للمخرجين الشباب، وهذا أمر نفتخر به».

 

أموال وجمهور

يؤكد المخرج والفنان مناف عبدال ألا صناعة للسينما في الكويت والدليل عدم وجود سوق لعرض الأفلام، يضيف: «تحتاج صناعة السينما في الكويت إلى أموال طائلة وإلى جمهور ضخم. في الهند مثلاً صناعة سينما رهيبة وفي كل يوم تُنتِج فيلماً جديداً، مع أنها تتكبد خسائر إنتاجية فادحة، إلا أن «بوليود» تنافس بشراسة ولم تيأس وهذا ما نتمناه في الكويت».

يوضح عبدال أن «ثمة جمهوراً للسينما في الكويت لكنه ليس كبيراً، وتجارب للفنان طارق العلي يشكر عليها، لكننا لم نرتقِ بعد إلى صناعة سينما حقيقية مع أن الكويت كانت رائدة في هذا المجال».

يلفت إلى أنه لا يمكن التقليل من شأن تجارب شبابية جميلة إلا أنها تفتقر إلى عناصر كثيرة من بنيها الدعم، «هذه حكاية أخرى كحكاية الرقابة مثلاً التي لا أعتقد أنها تؤثر على النصوص المُقدمة أو على الأفلام. نملك كماً هائلاً من الطاقات الشبابية سواء من ممثلين أو مخرجين وعلينا استغلالها».

 

خروج عن المألوف

يؤكد المخرج الشاب خالد الرفاعي أن «الحركة السينمائية الحقيقية تكون في دول عدد سكانها كبير مثل أميركا والهند وعربياً مصر، لذلك هي ضعيفة في الكويت لقلة عدد سكانها.

 يضيف: «عدم وجود صناعة سينما في الكويت ليس مرده قلة الدعم، فالدولة لا تقصر وتدعم القطاعات الشبابية، لكنها غير مسؤولة عن صناعة السينما بل على القطاعات الخاصة أن تنتج أفلاماً».

في ما يتعلق بالرقابة يقول: «ليس من الضروري أن تخرج عن المألوف لتنتج فيلماً ناجحاً، فشروط الرقابة واضحة وسقف الحريات مرتفع ونحن في دولة ديمقراطية تكفل حرية الفرد».