الفنانون واللهاث نحو المرتبة الأولى
{تحتلّ أغنيتي الجديدة المرتبة الأولى في السوق}، {ألبومي الجديد يحقق رقم مبيعات قياسياً}، {أحتلّ المرتبة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي}... وغيرها من عبارات تتمحور حول المرتبة الأولى، يطلقها فنانون من دون أن تكون موثقة من جهة معروفة، فقط تصدر على لسان هذا الفنان أو ذاك. فما هي حقيقة {المرتبة الأولى} التي يطلقها الفنانون على أنفسهم ويحاربون بعضهم البعض بسببها؟
لا تكاد تمضي ساعات على صدور ألبوم لفنان معين أو أغنية حتى يعلن أن عمله الجديد احتلّ المراتب الأولى في العالم العربي، وتتنافس الإذاعات على بث أغانيه بكثافة بناء على طلب الجمهور، مع العلم أن معظم الاذاعات يعتمد سياسة الدعم، أي دفع مبلغ معين من المال لقاء بث الأغاني أكثر من مرة. ليس هذا فحسب، بل ينتشر عبر وسائل الإعلام خبر احتفال الفنان بالنجاح الذي يحققه ألبومه الجديد...حول هذه الظاهرة تقول نور حديد (مسؤولة عن موقع {يلا أف أم} الذي يعنى بأخبار النجوم) إن {الفنان يصرّ، منذ اللحظة الأولى على صدور عمله الفني، على أنه يتصدّر قائمة الأغنيات الجديدة ويطلب منا الاهتمام بعمله أكثر من الاهتمام بأغنيات زملاء له مع أننا موقع خدماتي وما نقدمه لأي فنان نقدمه لزميل له}.
تضيف: {لا يتنافس الفنانون على احتلال المرتبة الأولى فحسب إنما عبر التواصل مع الجمهور من خلال {فيسبوك} و{تويتر}، فتدّعي كل فنانة، مثلاً، بأنها الأكثر استقطاباً عبر مواقع التواصل الاجتماعي}.تشير إلى أن إليسا وهيفا أكثر فنانتين تنافستا في هذا المجال، ففي وقت تقول هيفا إنها الأولى في التواصل مع جمهورها عبر {تويتر} وتخبره بكل كبيرة وصغيرة في يومياتها، وتستعرض صوراً لأزيائها القديمة والجديدة، بالإضافة إلى صور خاصة بها وأخرى للأزياء التي سترتديها في هذه الحفلة أو تلك، تؤكد إليسا أنها تتواصل مع معجبيها عبر {تويتر} باستمرار وتذكر لهم مكان وجودها وأين تتناول طعام العشاء أو الغداء، أو حينما تشرب الشاي وتتناول طعام الإفطار مع والدتها. جهة مجهولةفازت هيفا وهبي أخيراً بلقب النجمة الأكثر تواصلا مع جمهورها عبر موقع {تويتر}، إلا أن الجهة التي اختارتها بقيت مجهولة ولا نعرف المعايير التي تعتمدها.يقول أشرف شرف إن اختيار الفنان الأكثر تواصلا مع الجمهور عملية معقدة ولا يمكن الاعتماد على جهة معينة لتكون مصدراً موثوقاً للحكم فيه، مع العلم أن الفنان يشتري أشخاصاً لتمجيده وإيهام الجمهور بأنه يتمتع بشعبية جارفة. عمرو دياب وتامر حسني من أكثر الفنانين الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتولى دياب الرد بنفسه على جمهوره إذا كان الأمر يتعلق بتسريب عمل فني له أو إشاعة تمس بعائلته، كما حدث في الآونة الأخيرة عندما سرت إشاعة بأنه متزوج من عارضة أزياء إيطالية وله منها طفل، فكذب الأمر بنفسه عبر موقعه على {تويتر}.في المقابل، ثمة فنانون لا يهمهم أن يكونوا حاضرين على مواقع التواصل الاجتماعي رغم اعترافهم بأهميتها، من بينهم وليد توفيق الذي يرى أن هذه المواقع مهمة لكن العمل الفني هو الذي يفرض نفسه مع الترويج له بشكل منطقي، {فإما أن يحبه الجمهور أو لا يحبه، ويحصل ذلك منذ اللحظة الأولى من إذاعته، فإذا أحبه يقبل عليه من دون الحاجة إلى دعوته، لذا لا أهتمّ بمواقع التواصل الاجتماعي لأنني لست بعيداً عن جمهوري سواء من خلال تواصلي معه أو من خلال أعمالي}.بدوره يوضح هشام الحاج أن هذا العصر هو عصر التكنولوجيا، لكن على الفنان الاعتماد بالدرجة الأولى على الأعمال الفنية التي يقدمها والمهرجانات والحفلات لأنها توفر له تواصلاً مستمراً مع جمهوره. أما شادي فرح الذي احتلّت أغنيته {قتلتيني} المرتبة الأولى في إحدى الإذاعات المحلية من خلال تصويت الجمهور، فيؤكد أن {فيسبوك} و{تويتر} مهمان، لكن المستمع هو الذي اختار أغنيته لتحل في المرتبة الأولى، لذلك لا ينكر مدى تأثيره في نجاح العمل الفني، مضيفاً أن الأغنية تفرض نفسها فإما أن يُقبل عليها الناس وإما أن يرفضوها، وهنا لا دخل لمواقع التواصل الاجتماعي.الجمهور الحكمتشير جنى (صاحبة أغنية {بنت من الشارع}) إلى أن عنوان الأغنية هو الذي أثار فضول الناس للاستماع اليها، مع اعترافها بأن {فيسبوك} ساهم إلى حد ما في الترويج للأغنية، لكن نجاحها الحقيقي جاء من خلال حب الجمهور لها بعد استماعه إليها ومشاهدة الكليب.تضيف أن {الكليب يؤدي دوراً في انتشار العمل الفني أكثر من إذاعته أو الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هنا تكمن أهمية القنوات الموسيقية، ذلك أن الجمهور لا يتابع الكليب عبر {يوتيوب} إلا بعد مشاهدته على الشاشات}.لا بد من الإشارة إلى أن جنى تملك حساباً على {فيسبوك} تنشر من خلاله صوراً جديدة لها وتخبر الجمهور عن أعمالها الفنية. كذلك الحال بالنسبة إلى فيفيان مراد التي تعتبر أن نجاحها الحقيقي يعود إلى الجمهور الذي يستمع الى أغنيتها عبر الإذاعة ويرى أعمالها المصورة عبر شاشات التلفزيون فيقبل على مشاهدة حفلاتها، من دون الحاجة إلى اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي والاعتماد عليها كوسيلة رئيسية لترويج أعمالها الفنية. لا تنكر أنها تملك حساباً على {فيسبوك} للاطلاع على رأي جمهورها بعملها الفني وليس الترويج له.