كتب الشيخ أحمد الجابر الصباح إلى المعتمد البريطاني في الكويت بتاريخ 14 مايو 1934 كتاباً يطلب منه العمل على التحقيق في قضيتين لرعايا كويتيين تعرضوا لمضايقات من الجانب العراقي وهم في الأراضي الكويتية، وحثه على منع تكرار مثل هذه الحوادث التي تعكر صفو العلاقات الأخوية بين الكويت والعراق. يقول الشيخ أحمد في رسالته:

Ad

"حضرة حميد الشيم عالي الجاه الأفخم المحب العزيز كرنل اج  اربي دكسن الوكيل السياسي للدولة البهية القيصرية الإنكليزية بالكويت دام محروساً،،،

بعد السلام والسؤال عن خاطركم دمتم بخير وسرور،،، بعده إشارتا للمذاكرة الشفوية في صباح اليوم عن قضية بلم (سفينة صغيرة) نوخذا غانم بن محمد وجالبوت نوخذا حسين بن محمد من رعايا الكويت الذين صادفهما ماطور كمرك الفاو في الخوير. الأول صادفه حول المغاسل، والثاني حول الثعالب، البر ما هو بعيد عنهم. النواخذة المذكورين قاصدين جلب حطب من الخوير حسب عادتهما -بطيه تجدون نسختين وبهما إفادة النواخذة المذكورين. بناء عليه نرجوكم أن تعرضون هذين القضيتين إلى من يهمه الأمر مع بذل العناية لمنع هالتجاوز والتعديات المتكررة والمخلة لحقوق الجوار.

 هذا والباري يحفظكم. في 30 محرم 1353 موافق 14 مي 1934

مخلصكم أحمد الجابر

     حاكم الكويت"

أما إفادة النوخذة غانم بن محمد فقد ورد فيها إنه كان في منطقة المغاسل بالقرب من الخوير لجلب الحطب، وفي الصباح الباكر اقترب منهم زورق عراقي، وبدأ يطلق النار باتجاههم بدون سبب، مما دفعهم إلى ركوب سفينتهم، والاتجاه نحو الزورق العراقي، وبعد الاقتراب من العراقيين، صاح بهم رئيسهم بأن يتوقفوا، وأخذوا ينهالون عليهم بالشتائم، وركب بعض العراقيين في سفينة النوخذة غانم وأخذوا يفتشونها بحثاً عن السكر، فلم يجدوا شيئاً، فتركوا الكويتيين، وذهبوا. وإليكم نص الإفادة كما ورد:

"إني غانم بن محمد قد توجهت من الكويت إلى الخوير لأجل جلب الحطب وقد وصلنا المغاسل بتاريخ 3 محرم 1353 موافق 18 ابريل 1934، وبعد طلوع الشمس ظهر علينا ماطور كمرك الفاو من بعيد، وأطلق علينا ثمان طلقات بدون سبب، ونحن خشية القتل خطفنا بالشراع وتوجهنا إلى ناحية الماطور لحتى لا يطلق علينا أكثر. ولما وصلنا قريبا من الماطور أمر علينا أن نطرح وجعلوا يشتمونا جميعهم، وقد كان بالماطور سبع أنفار أكثرهم مسلح، وقلنا لهم ايش السبب في إطلاقكم الرصاص علينا وشتمنا بدون سبب، فجعلوا يكررون الشتم بكلام بذيء. وقالوا ان عندكم شكر، فقلنا لهم هذه سفينتنا فتشوها فإذا وجدتم شيئ فلكم الحق، وعندها ركب واحد منهم إلى البلم واسمه سيد ابراهيم وأظن انه كبيرهم ومعه رجل ثاني اسمه عبدالرسول وفتشوا البلم وعندما علموا وتيقنوا أن البلم أولا خراب وفيه ماي ووجدوا كِسّار حطب كثير قالوا لا باس انتم مرخوصين. فقط نريد منكم أن تخبرونا عن إذا يوجد سفن فيها شكر قلت أنا رجل فقير ومهنتي اجلب حطب من الخوير الى الكويت واذا احد يودي كر ما اعلم فيه. وفي الأخير عندنا صندوق صغير فتحوه، ووجدو فيه خبز فأخذوه وارخصونا... هذه صورة القضية.

صحيح غانم بن محمد"

وبخصوص إفادة النوخذة حسين بن محمد فهي كالتالي:

"اني نوخذا حسين بن محمد توجهت من الكويت في جالبوت معي نفرين بحرية قاصدين الخوير في ليلة 5 محرم 1353 وفي يوم خامس منه وصلنا جزيرة وربة وبتنا فيها والصبح خطفنا قاصدين الثعالب. وقبل طلوع الشمس في قليل جانا رمي من بعيد وسمعنا حس ماطور، وبعد قليل تكرر علينا الرمي حتا عرفنا ان هذا ماطور كمرك الفاو، واخذ يرمي علينا بدون حساب، وخفنا ونزلنا في البر متضرين في جنب الجالبوت ولا فاد ولا بطل الرمي علينا وخفنا شي يصيبنا من الرصاص، تركنا الجالبوت وسبحنا وأخذت ارفع لهم يدي من بعيد اشرلهم لا ترمون ولا فاد. بعد ذلك طبقوا الجالبوت واقلصوها خاطفة بشراعها، وحنا سبحنا حتى ظهرنا على الثعالب، وانحدرنا نمشي نبي أهل الصبية حتا ينقذونا من الهلاك. صار واحد من البحرية تعبان بسبب السباحة، وتعطلنا معه مدة قليلة حتا استرحنا، وبعدين مشينا ومن لطف الله حصلنا راعي بلم خالي ياخذ حطب، وركبنا معهم واستقمنا عندهم احد عشر يوم لما قطعوا الحطب. وطلعنا وياهم الى الصبية وافقنا ضربة الشمال الذي جانا فيها المطر وتعطلنا في الصبية. هذا صورة الجاري علينا من سبب ماطور كمرك الفاو.                                     

صحيح وإقرار حسين بن محمد"