«الشورى» يفتح أبوابه لتلاميذ «الإخوان»

بينما اعتبره مراقبون محاولة لإعداد كوادر جديدة من أبناء قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، لخوض غمار العمل السياسي، فوجئ أعضاء مجلس الشورى "الغرفة الثانية للبرلمان المصري" الأحد الماضي، باستقبال المجلس نحو 30 من تلاميذ المدارس، في رحلة نظمتها مدرسة "المدينة المنورة الثانوية" بمدينة الإسكندرية الساحلية، إلى مقر المجلس بالقاهرة، تحت إشراف عضو لجنة الصناعة بالمجلس النائب عن حزب "الحرية والعدالة" الإخواني وليد الكحكي، والذي اصطحب الطلاب إلى بهو المجلس ومكَّنهم من حضور إحدى الجلسات.

ورغم أن زيارة الطلاب والباحثين للبرلمان، أمر طبيعي، فإن الزيارة الأخيرة للتلاميذ اتسمت بالغرابة، نظراً لانتمائهم إلى جماعة "الإخوان"، ما دفع بعض أعضاء المجلس إلى التعليق بأن "الإخوان" بدأت تعد كوادر للمستقبل، مؤكدين أن الجماعة تستغل المجلس -الذي يتولى صلاحيات تشريعية إلى حين انتخاب مجلس النواب- في تدريب الأشبال.

النائب وليد الكحكي، قال إن مثل هذه الزيارات تأتي في إطار تعريف الطلاب بالأداء البرلماني، خصوصاً أنهم يقومون بنفس الأداء، في ما يسمى بالبرلمان الصغير في مدارسهم، نافياً أن يكون للطلاب أي انتماء لجماعة "الإخوان"، وهو ما يتنافى مع الواقع الذي يؤكد أن مدرسة "المدينة المنورة للغات" الواقعة بمنطقة السيوف في الإسكندرية، يملكها ويديرها نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان" جمعة أمين، الموصوف بـ"مؤرخ الجماعة".

وبحسب مصادر من داخل الجماعة، فإن معظم التلاميذ الذين زاروا "الشورى"، هم من أبناء قيادات جماعة "الإخوان" بالإسكندرية، والزيارة تمت بترتيبات مُسبقة بين إدارة المدرسة وإدارة الإعلام بالمجلس، بموافقة مسبقة من رئيس المجلس، القيادي "الإخواني"، أحمد فهمي، وبعلم ودعم نائب المرشد خيرت الشاطر، وستتبعها عدة زيارات أخرى لاحقة لمدارس مملوكة للإخوان في الإسكندرية وبعض المحافظات.

مصادر قريبة من الجماعة توقعت أن تكون الزيارة التالية إلى مجلس الشورى لأبناء مدرسة "الجزيرة" الخاصة للبنين بمنطقة العجمي، والمملوكة للقيادي الإخواني عضو المكتب الإداري للجماعة طلعت فهمي، الذي تعرض للسجن ثلاث سنوات في القضية العسكرية الشهيرة مع عدد من قيادات "الإخوان" عام 1995، وأشارت مصادر إلى أن مدرسة "أجيال" الخاصة للغات بمنطقة سيدي بشر، التي يديرها القيادي الإخواني المعروف علاء عجمية، ربما تكون مرشحة لزيارة تلاميذها إلى "الشورى" أيضاً.

يُذكر أن صورة لإحدى جلسات "الشورى"، فجَّرت أزمة قبل نحو أسبوعين، بسبب ظهور أحد أبناء النواب في جلسة مغلقة، كانت مُخصصة لمناقشة الأزمة المالية التي تعيشها مصر، الأمر الذي أثار غضباً في الأوساط السياسية.