تواصل مسلسل نزيف الدماء في مصر أمس بالتزامن مع مرور 200 يوم على تولي «الإخوان المسلمين» حكم البلاد، حيث شهدت البلاد عدة حوادث متفرقة كشفت تهالك البنية التحتية، في ظل عدم تحويل وعود الرئيس محمد مرسي الانتخابية إلى واقع ملموس، ما ضخم من حجم المعارضة لحكم الجماعة، مع اقتراب الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.

Ad

اختتمت أمس الـ200 يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي الممتدة إلى أربعة أعوام، بأكثر من حادث مروع، بينها سقوط مبنى سكني بمدينة الإسكندرية الساحلية، التي تعاني مخالفات بناء صارخة، أسفرت عن مقتل نحو 22 شخصاً وإصابة 11 آخرين، بالتزامن مع انهيار عقار سكني آخر، في محافظة الدقهلية أسفر بدوره عن مقتل ثلاثة، وذلك بعد حادثة قطار البدرشين، التي خلفت 19 قتيلاً من جنود القوات المسلحة، وإصابة نحو 117 آخرين.

وحمَّلت القوى السياسية المعارضة، على رأسها جبهة «الإنقاذ الوطني»، الرئيس وجماعته مسؤولية نزيف الدم المصري، في ظل فشله في تحويل وعوده الانتخابية إلى واقع ملموس، مع ارتفاع حصيلة القتلى في عهده، بسبب انهيار المرافق العامة، إلى نحو 177 قتيلاً، بينهم 96 ضحية لقطارات الموت، وكان أشهرها حادث قطار أسيوط في 17 نوفمبر الماضي، والذي كان ضحاياه 52 طفلاً.

وترتفع حصيلة الموت في ستة أشهر، مع تزايد الاحتراب السياسي، بعد مقتل 10 في أحداث الاتحادية في ديسمبر الماضي، واستشهاد 50 آخرين قبلها في أحداث محمد محمود.

ورغم توالي الكوارث في زمن قياسي، نفى مصدر مسؤول في مؤسسة الرئاسة لـ»الجريدة» أمس، نية الرئيس إقالة حكومة هشام قنديل، على خلفية حادث قطار البدرشين، مؤكداً استمرار قنديل على رأس عمله حتى الانتهاء من المرحلة الانتقالية.

وأعلنت قوى المعارضة والحركات الشبابية تظاهرها في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، مؤكدة أنها ستنطلق بعد صلاة الجمعة في جميع المحافظات، في شكل مسيرات حاشدة تتجه إلى مباني المحافظات والدواوين العامة، والاعتصام أمامها.

السلف وماكين

وبينما يتوجه أنصار الجبهة السلفية غداً للتظاهر أمام السفارة الفرنسية، احتجاجاً على الحملة ضد مسلمي مالي، سادت حالة من التخبّط في المواقف الرسمية لجماعة «الإخوان»، وحزبها «الحرية والعدالة»، على خلفية زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون ماكين لمصر، ما بين رافض ومرحب للزيارة، فضلا عن انزعاج التيارات السلفية لعدم طلب ماكين الجلوس معها.

واستقبل الرئيس محمد مرسي ماكين، والوفد المرافق له، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود التي تبذلها مصر في مرحلة التحول الديمقراطي وسبل دعم الولايات المتحدة لها وللاقتصاد المصري.

وبدا ماكين مرحباً بلقاء المعارضة، التي التقاها قبل زيارته لمرسي، في اجتماع مغلق مع وفد جبهة «الإنقاذ» أتبعه باجتماعين منفصلين مع رئيس حزب «المؤتمر» عمرو موسى، ورئيس حزب «الدستور» محمد البرادعي.

البرلمان

إلى ذلك، ناقش مجلس الشورى في جلسته أمس التقرير الذي أعدته اللجنة التشريعية حول مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن تعديلات قانون انتخابات مجلس النواب وقانون مباشرة الحقوق السياسية، في حين بدأت اللجنة القضائية العليا المشرفة على إجراء انتخابات البرلمان برئاسة المستشار سمير أبوالمعاطي، أعمالها التحضيرية بإصدارها أمس قراراً يتضمن 10 ضوابط، يتم بموجبها السماح لمنظمات المجتمع المدني الأجنبية، بمتابعة سير العملية الانتخابية، على أن يكون الموعد الأخير لقبول تلك الطلبات 15 فبراير المقبل.    

في غضون ذلك، أكدت نيابة الأموال العامة قبولها سداد الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته 18 مليون جنيه من أموال قضية الأهرام، مشيرة إلى أنهم سدَّدوا قيمة المبلغ من حسابات مبارك المتحفظ عليها، ومؤكدة أن أعداداً كبيرة من المتهمين في القضية سددوا قيمة الهدايا التي حصلوا عليها.

من جهة أخرى، تبدأ هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف اليوم إجراءات اختيار المفتي الجديد، بعد بلوغ الحالي علي جمعة السن القانونية مطلع مارس المقبل، في وقت تشهد البلاد صراعاً مكتوماً بين مؤسسة الأزهر والتيارات السلفية التي تريد الهيمنة على المؤسسة الدينية الرسمية.