«... فيتبعون أحسنه»

نشر في 03-08-2013
آخر تحديث 03-08-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي "الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه". (سورة الزمر- الآية 18).

أهنئ وأبارك لأعضاء مجلس الأمة الجديد ثقة الشعب بانتخابهم نواباً للأمة، وأسأل الله أن يعينهم على حمل الأمانة، وأن يكونوا خير ممثلين لإرادة الشعب تحت قبة "عبدالله السالم".

ففي وضع سياسي محلي صعب ترتفع فيه وتيرة المعارضة تارة وتنخفض تارة، وفي ظل مقاطعة مؤثرة من كتلة الأغلبية وافتقاد المجلس أسماء رموزاً لها وزنها قاطعت الانتخابات لأسباب وجيهة، وبقناعات لا أملك إلا احترامها، فإن المجلس الجديد تواجهه بلاشك تحديات محلية ودولية جسام.

وأيضاً من اللافت أن المهمة التي ستواجه المجلس هي ملف محاربة الطائفية التي أصبحت تنخر في جسد الوطن، ولا مفر من محاربتها نظراً لآثارها السيئة.

أما على المستوى الدولي، فنحن نعيش في محيط إقليمي ساخن نظراً للتدخلات الإيرانية المستنكرة في شؤون الدول الشقيقة، وحيث الأمن المنفلت في العراق، والأحداث المؤلمة في سورية، وحالة اللا حرب واللا سلم في لبنان، والوضع الساخن في مصر، لذلك أتمنى من النواب التعقل والنظر إلى المصلحة العامة قبل إطلاق أي تصريحات، والتوازن في التعامل مع الملفات الإقليمية، فالوضع حساس ودقيق.

ومن اللافت أنه لم تكد سويعات قليلة جداً بعد إعلان النتائج تمر إلا ونشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي فتوى دستورية تؤكد أن المجلس الجديد سيواجه الحل والإبطال كما سابقيه من المجلسين المبطلين؛ بسبب يخص مجلس 2009 هذا المجلس الذي يلاحقنا منذ سنتين وكأن له سبعة أرواح!

لا اعتراض لي على ذلك الرأي الدستوري فلست فقيهاً في ذلك، إلا أنني لست مقتنعاً بدوافع ما ذكر، فقد أصبح "الإبطال" اعتيادياً عطفاً على حل مجلسين متتاليين والثالث في الطريق، لذلك يصرخ في مواجهتنا سؤال وجيه: هل الدولة تفتقد قانونيين ودستوريين أكفاء؟ وهل إدارة الفتوى والتشريع لا يعتمد عليها؟ أم أن الموضوع مقصود ومآرب لا يعلمها إلا الله؟

توجد ملفات مهمة آمل أن تكون في صدر أولويات المجلس: الأولى، الإسراع في تعديل آلية التصويت وإخراجنا من عنق "الصوت الواحد" الذي لم يكن اختياراً موفقاً.

والثانية، تعديل القانون الذي يختص بالفرعيات، هذا القانون المسخ الذي شغل الدولة والقضاء بسبب قانون فاشل صعب تنفيذه، وأدخل القضاء في قضايا لا أدلة قانونية واضحة عليها مما يؤثر حتى في هيبة القضاء.

والثالثة قانون الأسرة الذي تلاعب بمواده من أكد أن "لا صوت يعلو فوق صوت الحكومة"!

والرابعة والأخيرة يجب إنهاء موضوع "البدون" الذي لا أعلم لماذا لا تتوافر رغبة صادقة وحقيقية لإنهائه! رغم تأثيره الإنساني والأمني.

***

أسعدنا صاحب الشيمة والحس الإنساني والد الجميع أميرنا الغالي  في خطابه بمناسبة العشر الأواخر، بإصداره العفو الأميري عن الذين صدرت بحقهم أحكام نهائية في قضايا التعرض للذات الأميرية حيث كان موقفاً راقياً وكبيراً من سموه.

 وأتمنى أن يكمل العفو، وهو الذي لا يعجز عن ذلك، بسحب القضايا والعفو عن النواب السابقين مسلم البراك والصواغ والداهوم والطاحوس ونملان وغيرهم من أبنائه، فهم- وإن اختلف الرأي- أبناء سموه ولا خدش في ولائهم، لكنها حالة سياسية مرت فأتعبت الجميع وحدث ما حدث.

والآن الأمل كبير في ذخر الكويت وقائدها بالصفح عنهم والعفو وفتح صفحة جديدة تساهم في تلطيف الأجواء، وما لها إلا صباح الأحمد، أسأل الله أن يوفقه ويطيل بعمره ويمتعه بالصحة والعافية ويرزقه البطانة الصالحة ويوفقه لما يحبه ويرضاه.

قال تعالى: "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم". (سورة النور- الآية  22).

back to top