بدأ «مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما» بعرض ذكريات النجوم من الدورة الماضية تلاه استعراض «نسيج واحد» قدمه شباب على أغنية «إنسان» للفنان حمزة نمرة، ركز على قيمة الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن، وسط ديكور مكوّن من مسجد وكنيسة، واختتم بمصافحة بين شيخ وقسيس مع خلفية متداخلة لأصوات أجراس الكنيسة مع الآذان، فلاقى إعجاب الحضور.

Ad

طلب رئيس المهرجان الأب بطرس دانيال من الحضور الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء كل على دينه وبطريقته، ثم أوضح أن المركز يدعم الفن الراقي ويشجعه، وما إصراره على إقامة هذه الدورة، رغم الاضطرابات التي تمر بها البلاد، إلا محاولة لمداواة قلب مصر المجروح، لذا اقتصر المهرجان هذا العام على يوم واحد حرصاً على حياة الفنانين، باعتبار أن مقر المركز في وسط البلد، أي المنطقة التي تشهد تظاهرات واضطرابات.

بدوره شكر وزير الثقافة محمد صابر العرب المركز لحرصه على إقامة المهرجان على مدى أكثر من ستة عقود، وتابع: «مصر صاحبة حضارة تعود إلى سبعة آلاف سنة لن تموت، وستبقى عصية على الانكسار، وهذا المركز نتاج جهد مشترك بين أبناء الوطن».

رواد السينما

ترأست لجنة تحكيم المهرجان الإعلامية والناقدة د. درية شرف الدين، وضمت في عضويتها: الممثلتان غادة عادل وندى بسيوني، المخرج عمرو عرفة، الموسيقار مجدي الحسيني، والناقد مجدي الطيب.

كرّم المهرجان مجموعة من رواد الفن السابع من بينهم: محمود ياسين، حمدي أحمد، إلهام شاهين التي أكدت لـ «الجريدة» سعادتها بالتكريم والجائزة التي منحها إياها المركز الكاثوليكي، «الداعم للفنانين ضد دعاة الظلام» على حد وصفها، متمنية إقامة مهرجانات ترفع رأس مصر ليردّ الفنانون على الجهلاء.

كذلك كرّم المهرجان الفنان يوسف فوزي على موهبته الفذة في أعماله كافة وقدرته على الأداء بحرفية وسلاسة، فردّ فوزي في المناسبة أن الفنانين المشاركين في المهرجان أصحاب مواهب لا يستهان بها، بل يشعر بفرق كبير بين موهبته وموهبتهم، ما يزيده شرفاً.

جوائز الإبداع

نال الموسيقار هاني مهنى (45 سنة) جائزة الإبداع كونه موسيقياً مبدعاً معروفاً العالم العربي، تعلّق بألحانه قطاع كبير من الجمهور، فشكر  مهنى القيمين على المهرجان مؤكداً أنه يفضل، على مدى مشواره الفني، الحصول على نصف جائزة من جهة تعي مهمة الفن وتقدره، بدل الحصول على جائزة ضخمة من جهة لا تقدره.

بدوره نال المخرج داود عبد السيد جائزة عن مجمل أعماله السينمائية التي نقل خلالها صورة حية وواقعية عن المجتمع وتركت بصمة في السينما المصرية.

كذلك نال الموسيقار ميشيل المصري جائزة الأب يوسف مظلوم لدوره في الارتقاء بالذوق العام، من خلال مقطوعات موسيقية لأفلام ومسلسلات من بينها «ليالي الحلمية»، وتسلمها عنه صديقه الموسيقار هاني مهنى.

غاب عن المهرجان مكرمون بسبب تدهور حالتهم الصحية من بينهم الفنانة نادية لطفي التي كُرّمت عن أدوارها ومشوارها الفني المتميز، وتسلمت جائزتها حفيدتها ريحان فأكدت رغبة لطفي في الحضور ولكن ظروفها الصحية منعتها من ذلك، موجهة الشكر إلى المركز وإلى كل أم مصرية قدمت ابنها شهيداً ليحيا الوطن.

كذلك غاب الفنان أحمد راتب لأنه يرقد في المستشفى إثر أزمة صحية ألمّت به، وتسلمت عنه الجائزة ابنته لميس التي طلبت من الحضور الدعاء له بالشفاء.

نالت الإعلامية آمال فهمي جائزة التميز الإعلامي لأدائها الرصين وكونها مثالاً للتفاني والإتقان في العمل، وحصل الناقدان سمير فريد وفوزي سليمان على جائزة النقد باعتبارهما من رواد النقد السينمائي، ولهما مؤلفات تؤرخ للسينما، كذلك كُرّم المخرج هاشم النحاس لدوره في الارتقاء بالسينما التسجيلية.

جوائز الدراما

للأعمال الدرامية المتميزة حصة في جوائز المهرجان، فقد نال الفنان يحيى الفخراني جائزة أحسن ممثل عن دوره في مسلسل «الخواجة عبد القادر»، وقد أعرب الفخراني عن سعادته بوجوده وسط هذا الجمع المختلط، لافتاً إلى أنه عندما يمر الإنسان بمحنة يرغب في أن يكون مع من يحبهم، لذا قرر حضور المهرجان ليأنس مع المهتمين بالفن.

ونالت الفنانة ليلى علوي جائزة أحسن ممثلة عن دورها في مسلسل «نابليون والمحروسة»، فقالت: «نسيت طعم الفرحة ولكن اليوم استرجعتها، وأتمنى أن تعود الابتسامة إلى الأمة العربية، وقد سعدت بتجسيد شخصية «أم المماليك»، كفنانة تشبع رغباتها وكمواطنة تساهم في عرض تاريخ مصر الذي يبعث رسالة واضحة إلى الحاضر».

وكانت جائزة المركز التشجيعية من نصيب الفنان الشاب نضال الشافعي لاجتهاده في اختيار أدواره وتنوعها ما يؤهله لمستقبل فني باهر، وقد أعرب الشافعي عن سعادته بهذا التكريم الذي يحفزه على تقديم مزيد من الأدوار الجيدة.

جوائز للأفلام

مُنحت الأفلام المشاركة في المهرجان شهادات تقدير وهي: «جدو حبيبي»، «تيتة رهيبة»، «بعد الموقعة»، «ساعة ونص»، «مصور قتيل».

كان لفيلم «ساعة ونص» نصيب الأسد من الجوائز، فقد نال جائزة أحسن فيلم ونال مؤلفه أحمد عبد الله جائزة أحسن سيناريو، مخرجه وائل إحسان جائزة أفضل إخراج، مدير تصويره سامح سليم جائزة أحسن تصوير، شريف عابدين جائزة أفضل مونتاج. أما جائزة أحسن ممثل سينمائي فمنحت للفنانين أحمد بدير وماجد الكدواني ومحمد إمام لأدائهم الرفيع في الفيلم. كذلك كرمت مصممة أزياء الفيلم داليا يوسف، وقد أعرب بدير عن أسفه لحصوله على جائزة في دولة يُسحل فيها الشباب يومياً.

نال المخرج الشاب كريم العدل جائزة المركز الخاصة عن فيلمه «مصور قتيل» الذي نال عنه محمد فوزي جائزة أفضل ميكساج، مهندس الديكور حمدي عبد الرحمن جائزة أفضل ديكور لكونه متوافقاً مع موضوع الفيلم في ظل غرابة شخصياته، الموسيقار هاني عادل جائزة أحسن موسيقى تصويرية رافقت أحداث الفيلم الذي يتسم بالإثارة والتشويق، كذلك نالت الفنانة بشرى جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم «جدو حبيبي».

على هامش المهرجان

حضرت ليلى علوي برفقة زوجها رجل الأعمال منصور الجمال في أول ظهور لهما بعد انتشار إشاعة انفصالهما، وقد تأخرت عن دخول القاعة لاهتمامها بالتصوير مع بعض المحطات الفضائية.

حضر الممثل حمدي أحمد متأخراً في أول ظهور إعلامي له بعد خروجه من المستشفى.

غادرت الممثلة غادة عادل القاعة قبل انتهاء الحفلة هرباً من الإعلاميين، وتبعها النجم يحيى الفخراني.

 شارك النجم هاني شاكر في المهرجان وأهداه أغنيتين: «شعب مصر»، و»يارب».