نجح المدرب البرازيلي لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم جورفان فييرا في تحقيق العديد من الإنجازات مع المنتخبات والأندية التي عمل معها في وقت سابق، وأبرزها الفوز مع المنتخب العراقي بلقب كأس آسيا عام 2007 للمرة الأولى في تاريخ الفريق، وهذا ما جعل جماهير منتخبنا الوطني بمختلف ميولها تعول كثيراً على المدرب لإعادة الأزرق الى منصات التتويج بعد إعلان التعاقد معه.
فييرا الذي قاد الأزرق في تجريبيتيه أمام منتخبي كوريا الشمالية والبحرين مؤخراً، يمتلك روحا فكاهية جعلته يرتبط سريعا بعلاقة قوية مع الجماهير بدخوله معهم في أحاديث مطولة عقب انتهاء المباريات والتدريبات، والأمر ذاته ينطبق على اللاعبين، وهي أمور ستسهل كثيراً من مهمته مع المنتخب، خصوصاً وأنه نجح في استقطاب الجماهير واللاعبين وكون صداقات عديدة معهم."الجريدة" أجرت هذا الحوار مع المدرب، الذي أجاب عن بعض الأسئلة بشكل مباشر، بينما ظهر في إجابته عن البعض الآخر بشكل متحفظ للغاية، كما رفض الإجابة عن أسئلة وصفها بالسياسية لا تمت للرياضة وكرة القدم بصلة... فإلى الحوار.• ماذا كان رد فعلك عندما تفاوض معك مسؤولو الاتحاد الكويتي لتدريب الأزرق؟- كنت سعيد جدا، خصوصاً أنني عملت مع القادسية قبل 13 عاما، وأنا امتلك أسرة في الكويت وسعيد جد بالانتساب لها، كما أنني امتلك أسر في كل البلاد التي عملت فيها مثل مصر والإمارات والمغرب والعراق، وهذه الدول فتحت لي الباب للاطلاع عن كثب على الشرق الأوسط، ويمكنني التأكيد أنني "كويتي وأفتخر"، وهذا الشعور ليس غريباً، فأنا كنت حريصا على متابعة المنتخب ونادي القادسية بصفة خاصة والكرة الكويتية بصفة عامة.• وماذا كان انطباعك عن لاعبي الأزرق قبل أن تتولى المسؤولية رسمياً؟- لاعبو الكويت عندهم القدرة على العطاء وبذل العرق والجهد، ويمتلكون الرغبة في تقديم كل شيء لبلدهم، وكذلك يمتلكون الموهبة والمهارة وأنا كنت أرى هذا الأمر فيهم قبل التعاقد رسمياً مع الأزرق، ثم تأكدت من هذا الأمر بعد العمل معهم بشكل فعلي، لكن اللاعبين بصفة عامة في حاجة إلى عمل دؤوب وجهد مضاعف من الجهاز الفني من أجل تغيير تفكيرهم خصوصاً في ما يخص أمر الاحتراف والهواية، فالكل لابد أن يعمل بشكل احترافي.• كيف ترى الشعب الكويتي؟- الشعب الكويتي يعشق بلده بشكل لافت للنظر، وهذا يمثل مسؤولية ضخمة على عاتقي، لأنني مطالب بتحقيق انجازات للكرة الكويتية، ولن يتحقق ذلك إلا إذا تكاتفت الأندية مع مسؤولي الاتحاد والجهاز الفني واللاعبين، وأن يكون الهدف الأول والأخير هو تحقيق الانتصار تلو الأخر بما يليق بعراقة الكرة الكويتية وتاريخها الزاخر على مستوى المنتخبات والأندية واللاعبين.• البعض اتهمك بأنك سعيت لإفساد علاقتك مع الزمالك لكي لا تجدد تعاقدك معه، ومن ثم تتولي مسؤولية تدريب الأزرق... ما ردك؟- هذا الكلام يردد من داخل الزمالك فقط، لتشويه صورتي أمام جماهير النادي، وهذا يشبه الأفلام الدرامية حينما يتهم إنسان شريف بسرقة شيء ما ثم يتم إلقاء القبض عليه، ويتدخل اللص الحقيقي للإفراج عنه، ثم يظهر اللص بصورة البطل الذي يجب أن تعشقه الجماهير.للأسف الشديد أنا عملت في الزمالك ولم أتقاض راتبي الشهري لمدة ستة شهور متواصلة، بل وصل الأمر إلى أن أنفق من جيبي الخاص لاستمرار العمل، الذي سعيت بقوة لإظهاره بأحسن صورة، لكن هناك من كان يعمل ضدي داخل النادي لتشويه صورتي.• هل كان عرض الاتحاد الكويتي لك هو الوحيد أثناء التفاوض معك؟- لا ... تلقيت عروضا كثيرة في هذا الوقت كان أبرزها من البحرين ومن أندية يابانية وصينية عديدة، وأنا تحدثت مع رئيس نادي الزمالك ممدوح عباس وكشفت له النقاب عن العديد من العروض، ولو كنت أرغب في إفساد علاقتي مع مسؤولي النادي لما تكلمت معهم بصراحة، ولما تحدثت عن هذه العروض، التي أعتقد أنها تمثل ردا واقعيا على الكلام عن تعمدي إفساد علاقتي مع الزمالك لتولي مسؤولية تدريب الأزرق.• إذن لماذا أنهيت عقدك سريعا مع النادي المصري؟- هذه المعلومة ليست صحيحة، عقدي مع النادي كان لمدة 10 أشور فقط، وأنا عملت لفترة أطول من مدة عقدي، ولم أتقاض راتبي في الشهرين الأخيرين منه، وقد كنت حريصا على إنهاء العلاقة بشكل طيب، خصوصاً في ظل ارتباطي مع جماهير النادي وبعض المسؤولين بعلاقات قوية للغاية، وعلى أي حال أرجو أن نتحدث عن المنتخب الكويتي وليس عن نادي الزمالك الذي بات بالنسبة لي ذكرى لا أكثر.• بعيداً عن كون الزمالك أصبح بالنسبة لك ذكرى...ألا تخشى من شكوى النادي التي تقدم بها ضدك لمسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"؟- يضحك طويلاً ثم يجيب ... شكوى الزمالك كانت رد فعل وليس فعلا، حيث انني من تقدمت بشكوى ضد الزمالك في بادئ الأمر للحصول على مستحقاتي المالية لدى النادي، وفوجئت بأنهم فور علمهم بالشكوى تقدموا بشكوى مماثلة، وبالفعل أدهشني هذا الأمر جداً.• لماذا وقعت للمنتخب عقدا لمدة عام واحد رغم كونك قيمة كبيرة كمدرب معروف؟- كما عرفت فإن التوقيع لمدة عام فقط يأتي وفقاً للوائح وأنظمة الهيئة العامة للشباب والرياضة، وليس بناء عن رغبتي الشخصية أو رغبة الاتحاد.• هل تخطط للبقاء أطول وقت ممكن مع الأزرق أم الاكتفاء بمدة العقد الحالي؟- أنا أخطط كي يصبح الأزرق منتخباً تخشاه كل المنتخبات، ولا أخطط للاستمرار مع الأزرق، وأرى أن الاستمرار مع الفريق من عدمه في الوقت الراهن كلام سابق لأوانه جداً، علماً بأن الاستمرار من عدمه لابد أن يكون القرار فيه لمسؤولي الاتحاد ولي.• في حال تلقيك عرضا مغريا حالياً من منتخب أو ناد كبير ... ماذا سيكون قرارك؟- أنا احترم عقدي مع المنتخب الكويتي، مثلما احترمته من قبل مع العديد من الأندية والمنتخبات، وحتى لو كان العرض من منتخب بلادي البرازيل الذي يتمنى تدريبه أي مدرب في العالم فلن اوافق عليه احتراماً لعقدي مع الأزرق.• هل تسعى لبناء فريق جديد أم تسعى لتحقيق البطولات؟- أسعى لتحقيق الانتصارات وتكوين فريق جديد في نفس الوقت، والدليل أنني أعمل على تجديد دماء الفريق، من خلال ضم تسعة لاعبين من المنتخب الأولمبي، بعد تألقهم ونجاحهم في لفت الانتباه إليهم.• إلى أي مدى يمكن الاعتماد على اللاعبين الصغار؟هؤلاء ليسوا لاعبين صغاراً هم أعمارهم تتراوح بين 19 و21 سنة، والمنتخب البرازيلي وكل أندية ومنتخبات العالم في صفوفها عدد كبير من اللاعبين الصغار، أما اعتمادي عليهم من عدمه فهذا الأمر يرجع لهم وليس لي، من يريد الاستمرار في المنتخب والدخول في التشكيل الأساسي عليه الاجتهاد والمثابرة، وبذل جهد مضاعف.• ما نوعية اللاعبين التي تفضلها؟أفضل اللاعب المتميز، والذي لا يعاني الإصابات، بجانب الخبرة بعيداً عن العمر، واللاعبين الذين يمتلكون لياقة بدنية عالية، ولديهم القدرة على استيعاب فكري وتنفيذ تعليماتي، وهذا هو الأساس في اختياراتي للاعبين.• تحدثت في وقت سابق عن استيعاب اللاعبين لفكرك بعد مرور أربعة أيام فقط على عملك...هل ترى أن هذا الأمر منطقي؟- أنا لم أقل استوعبوا فكري كما فهم البعض، أنا قلت انه أمر جيد أن يسعوا لاستيعاب فكري وتنفيذ تعليماتي رغم هذه المدة القصيرة، وعلى أي حال أعتقد أن مباراتي الأزرق التجريبيتين مع كوريا الشمالية والبحرين أكدتا أن هناك بصمة واضحة لي كمدرب، خصوصاً أن هناك تغييراً ملحوظاً في أداء الفريق، لكن على الجميع أن يتفهموا أن المنتخب يحتاج وقتاً ليس قصيراً كي أصل به للمستوى المأمول، مثلما وصلت بالزمالك للمستوى الذي يتمناه عشاقه.• ما تقييمك للاعبي الازرق بعد التجريبيتين السابقتين؟- اللاعبون يسعون لتحقيق الفوز ويمتلكون روحا قتالية تساعدهم على تحقيق هذا الأمر، وهذه الروح أحتاجها بقوة، في المقابل هناك بعض الأخطاء التي أسعى لتداركها في الفترة المقبلة، وأنا مهتم بهذا الأمر جيداً.• ما الذي يزعجك؟- يزعجني جداً تدخل البعض في اختياراتي، بمعنى توجيه الانتقاد لاختيار لاعب وعدم اختيار لاعب آخر، أنا صاحب الرؤية الصحيحة، وأنا الأقرب للاعبين، وأنا من يستطيع الحكم على لاعب بعيداً عن العاطفة والعلاقات الشخصية، أرجوكم ألا تطلقوا أحكاما مسبقة على اختياراتي.• لكن اللاعب عبدالعزيز المشعان متألق في الدوري التشيكي بشهادة الجميع ... لماذا لم تضمه؟- المشعان لاعب جيد جداً، ونجح في صقل خبرته من خلال الاحتراف الخارجي، وأنا اعتبره هو وخالد الرشيدي لاعبين محترفين، وسوف أضمهما للفريق وعليهما إثبات ذاتهما.• ثمة كلام عن توقيع عقوبة إدارية على المشعان وهي من أبعدته عن المنتخب؟- لم يخبرني أحد بهذه العقوبة، وعدم اختياري له ليس له أدنى علاقة بالعقوبة التي تتحدث عنها، أنا أتمنى أنا يساعدني الجميع على العمل، دعونا نعمل أكثر مما نتكلم، دعونا نساهم جميعاً في رفع علم الكويت خفاقاً في جميع البطولات التي سنشارك بها.• الأزرق فريق كبير ذو تاريخ مر بمراحل عديدة ساءت فيها نتائجه ... فمتى وكيف يعود الأزرق مثلما كان؟- المنتخب البرازيلي مر بنفس المرحلة، والعديد من المنتخبات والأندية تشهد ارتفاعاً وانخفاضاً في المستوى، علينا أن نعمل بشكل جدي لإعادة الأزرق إلى القمة مجدداً، كما علينا أن نطوي صفحة الماضي، ويقتصر تفكيرنا فقط على الحاضر والمستقبل، فالأزرق قد يعود عظيماً لكن بأسلوب وشكل مختلفين، فليس من المنطقي أن نعمل على عودة الأزرق كما كان في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم، إذا كان الماضي جميلاً، فنحن نبحث عن حاضر أجمل وأفضل.• لماذا لم تختر مدربا مساعدا وطنيا كي يكون همزة وصل بينك وبين اللاعبين؟- أنا لا أحتاج من ينقل تعليماتي للاعبين ولا احتاج الى شخص يكون وسيطا بيني وبين اللاعبين، فهذه هي مسؤوليتي الأولى.• في حال خيرك اتحاد الكرة بين المدربين الكويتيين لاختيار أحدهم للعمل مساعدا لك... من ستختار؟- الكرة الكويتية تمتلك العديد من المدربين الأكفاء، وأنا احترمهم جدا، لكنهم من الممكن أن يعلموا في أماكن أخرى وليس المنتخب، ولن أختار مدربا كي يعمل معي، لعدم حاجتي له، حتى لو كان على سبيل الكلام بشكل ودي!• مامعلوماتك عن المنتخب اللبناني الذي سيكون أول خصم تواجهه رسمياً؟- المنتخب اللبناني يتطور بشكل رائع، ويقوده حالياً مدرب إيطالي، مثلما الحال في الأزرق، وكل يوم أسعى إلى جمع المعلومات عن المنافس لوضع الخطة المناسبة له.• ما رأيك في دوري الدمج؟لا أستطع الحكم على مستوى الدوري حالياً، وأنا لا أهتم بالمستوى بصفة عامة، فهذا ليس من صميم عملي، كل ما يهمني أولاً وأخيراً هو اختيار اللاعبين الأفضل في البطولة لصفوف المنتخب، فأنا مدرب للمنتخب ولست محللا فنيا، ولا أملك من الأساس تقييم البطولة، أنا أتابع المباريات فقط من أجل ضم اللاعبين.• هل يتأثر اللاعبون سلباً بضغط المباريات؟- ضغط المباريات أمر يعاني منه كل الاتحادات الأهلية في العالم، وعلينا أن نعمل وفقاً لأي ظروف.• اللاعب العربي لاعب يتأثر كثيراً بالعوامل المحيطة به... كيف يمكن التغلب على هذا الأمر؟- عملت مع منتخبات وأندية عربية، ونجحت في التغلب على هذا الأمر، وسأتغلب عليه أيضاً مع الأزرق، كما أن هناك لاعبين يتأثرون سلباً بعدم دخولهم التشكيل الأساسي، وهذا الأمر أستطيع أيضاً التغلب عليه، حيث أنني أؤكد للاعب انه لا فارق لدي بين لاعب أساسي وآخر احتياطي وهذا واقع، خصوصاً أن لاعبا احتياطيا قد ينزل إلى أرض الملعب ويغير من الأداء والنتيجة.• من اللاعب الذي تمنيت أن يكون كويتياً كي تضمه للأزرق؟- أنا سعيد بكل لاعبي الأزرق، وهذا الأمر بالنسبة لي حلم، وأنا إنسان واقعي ولا أعمل وفقاً للأحلام والأمنيات.• كلمة أخيرة لإدارة الاتحاد واللاعبين والجماهير... ماذا تقول فيها؟- أطمح الى تقديم الأفضل للأزرق، وسأعمل أقصى ما أملك للأزرق، والأزرق لن يتقدم ولن يحقق بطولات إلا إذا وجد الدعم الدائم من الإدارة واللاعبين والجماهير.المدرب عصبي خفيف الظل!يتسم فييرا بالعصبية الزائدة عن الحد أحيانا، وكاد ينهي الحوار سريعا بعد أن سألناه عن توقيت مفاوضات الاتحاد معه لتوقيع عقد! ورفض الإجابة معتبرا أن هذا شأن خاص به وباتحاد الكرة، ومعرفة التوقيت لن تفيد القارئ في شيء.وأبدى ضيقه من السؤال وكانت إجابته: "إذا أردت أن تسألني عن الزمالك فأهلا وسهلا بك... لا أريد أسئلة سياسية أكثر منها رياضية، وهذه الأسئلة لا أريدها ولن أجيب عنها"!في المقابل فإن المدرب الذي يتسم بخفة الظل في تعامله مع الآخرين أبدى تعاونا مع المحرر والمترجم في ما يخص وقت الحوار رافضا انهاءه رغم مغادرة باص الفريق للفندق.حريص على مصافحة ومداعبة الجميعيحرص فييرا عقب التدريبات والمباريات على مصافحة الجميع من لاعبين واداريين ونقاد رياضيين وجماهير ومداعبتهم باللغة العربية التي يجيد التحدث بها باللهجتين الكويتية والمصرية.أسلوب فييرا الذي يتسم بالتواضع الجديد جعل منه مدربا محبوبا من قبل الجميع، لكن هل سيستمر المدرب في تعامله بهذا الشكل أم سيحدث ما يعكر الصفو بينه وبين النقاد والجماهير لا سمح الله!الحيان رافق فييراتواجد عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ورئيس لجنة المسابقات مانع الحيان خلال الحوار مع المدرب، حيث كان ينتظر فييرا لمناقشة أمر ما.الحيان انصت للحوار بهدوء وتركيز شديدين، لكنه لم يتدخل سواء فيما يخص الأسئلة التي وجهها المحرر أو أجوبة المدرب عنها.
رياضة
فييرا لـ الجريدة•: أنا كويتي وأفتخر
17-09-2013