الأمانة والعلم هما من الصفات التي ذكرهما القرآن في النبي يوسف عليه السلام عندما مكنّه الله على خزائن مصر، كما جاء في قوله تعالى "قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِني حَفِيظٌ عَلِيمٌ". سورة يوسف الآية (55).

Ad

لا شك أن خطة التنمية يكتنفها الكثير من الغموض، وذلك يعود إلى عدم ترجمتها إلى واقع يلتمسه المواطن رغم رصد الدولة لعشرات المليارات وإقرارها لحزمة من القوانين لدعم مسيرة التنمية، إلا أن ما نفذ على أرض الواقع لا يكاد يذكر.

على الرغم من المتانة المالية وفائض الميزانية، فإنها لم توظف بالشكل الصحيح في الفترة الماضية؛ لذا المطلوب من الوزيرة رولا تحويل الآمال إلى أعمال وأفعال، وأن تنتهج آلية مغايرة من خلال ربط مشاريع الدولة مع خطة التنمية.

معالي الوزيرة نعرف أنك طاقة ومتابعة جيدة، لكن نود أن نضع بين يديك حديث الشارع وإليك بعضاً منه، فهو سمع بالمليارات وطرب لها دون أن يرى ما يقابلها من أفعال تتناسب والآمال، وهو سمع عن خطة الحكومة بإطلاق حزمة من المشاريع التنموية التي طال انتظارها وإليك بعضاً منها:

- إنشاء أكثر من جامعة حكومية وأكثر من مستشفى، وعلى الأرض لا يرى إلا جامعة الكويت ومستشفيات يعود بناؤها إلى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وسمع كذلك عن النقلة النوعية لمستوى الخدمات الصحية بينما الآلاف ينتظرون العلاج بالخارج.

- الكهرباء في كل صيف يواجهه خطر قطع التيار، ومع ذلك تتردد الوزارة في إنشاء محطة جديدة لتوليد الطاقة، وسمع عن حلول ناجعة لحل الازدحام المروري، لكنه لم ير إلا حملة تحصيل المخالفات.

- القضية الإسكانية باتت حلماً ثقيلاً تعيشه الأسر الصغيرة، فالطلبات في تزايد، وأسعار العقار (الإيجار والبيع) صارت تضاهي مانهاتن وشارع الشانزليزيه.  

- المواطن سمع أيضاً عن الحكومة الإلكترونية، لكنه مازال يصطف بالطابور يحمل معه المستندات الورقية لتخليص أي معاملة، وفي كل مرافق الدولة وجهاز تكنولوجيا المعلومات غائب عن المشهد فلا حكومة إلكترونية ولا هم يحزنون، فالأرشيف الورقي هو هو لم يتغير منذ الخمسينيات.

معالي الوزيرة ألا يستحق المواطن أن تخرجي وتشرحي له عن ماهية البرامج التي نفذتها الحكومة، وتلك التي في طور التنفيذ مقرونة بالأهداف والجدول الزمني والتكلفة المادية لإزالة الشك والغموض؟

معالي الوزيرة ألا تحتاج كل تلك المشاكل إلى وضوح في الرؤية عبر دراسة الواقع بشكل موضوعي وربط المؤشرات الحقيقية للتنمية (العنصر البشري والموارد المالية) مع بعضها بعضاً في إطار خطة محددة الأهداف، فالكويت دخلها المادي يؤهلها نحو تحقيق التنمية المطلوبة؟

المجتمع الكويتي يعتبر من المجتمعات الفتية حسب تصنيفات منظمة الصحة العالمية، ومع هذا لا يوجد مشروع وطني يتعامل مع البيانات الإحصائية بشكلها الصحيح، كما أن منظومة التعليم لم تواكب احتياجات البلاد رغم صرف الدولة على هذا القطاع، حيث إن أغلب المخرجات التعليمية لم تراع الجودة إلى جانب تكدسها في مجلات محددة.

"الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"... هكذا تعلمنا معالي الوزيرة والأمر متروك بين يديك!

ودمتم سالمين.