ثلاث جامعات... مبدئياً

نشر في 23-02-2013
آخر تحديث 23-02-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي لا نزال مع هذا الموضوع المهم الذي يهم ويؤثر في شريحة كبيرة، من المجتمع، هذا الموضوع الذي لم يطرح بجدية إلا في المجلس المبطل عندما أقر مشكوراً "جامعة جابر للعلوم التطبيقية"، لكنه لسبب غير مفهوم وأدت الحكومة هذه الجامعة قبل أن تولد!

للأسف الشديد لا يوجد في بلدنا سوى جامعة حكومية واحدة، فمنذ منتصف الستينيات من القرن الماضي حتى الآن لم تظهر أي جامعة جديدة، رغم ازدياد خريجي الثانوية العامة العام تلو الآخر، مما اضطر الكثير من خريجي الثانوية إلى البحث عن جامعات في أصقاع الأرض نظراً لعدم قبولهم إما بسبب عدم حصولهم على النسبة المحددة للقبول، وإما لعدم قدرة الجامعة على استيعاب المزيد من الطلبة.

ولأن الحكومة غير جادة أو عازمة على إنشاء مرافق جامعية جديدة ونظراً لاحتياجنا الشديد إلى جامعات أخرى ومرافق تعليم جامعي ودراسات عليا كدراسة الماجستير والدكتوراه في العلوم كافة، أطرح مجموعة من الأفكار حول إنشاء ثلاث جامعات دفعة واحدة في فترة زمنية واحدة في ضوء ما يتوافر لنا من مقومات وأرضية سليمة لإنشاء مثل هذه الجامعات التي يمكن تأسيسها على نمط "الصناديق المالية"، أي أن تدار عبر مؤسسات متخصصة في الإدارة بحيث تصبح هذه الجامعات بمنزلة مؤسسات مجتمع مدني غير ربحية تستهدف تسهيل قبول الطلبة، بأن يطلب منهم سداد رسوم رمزية مع إعفاء من لا يستطيع الوفاء بتلك الرسوم وقبول قيده بالجامعات.

ولتمويل نفقات الجامعات الثلاث ومنشآتها علينا السماح للشركات الكبرى ومؤسسات الدولة بأن تبرم عقود رعاية لها ولمنشآتها، وبذلك نكون أمام مؤسسة غير ربحية تعود بالنفع على الدولة والطالب والاقتصاد، وقبل كل شيء يتم الارتقاء بمستوى التعليم الجامعي بتفاصيله كافة.

أولى الجامعات الثلاث "جامعة جابر للعلوم التطبيقية"، وهي جاهزة بقانون تأسيسها ومرافقها وكوادرها الوظيفية وطاقمها التعليمي وطلبتها، فقط لا يلزمها سوى "تأشيرة" لكي تبدأ إجراءات تشغيلها بزيادة تخصصاتها وتلبية متطلبات تحويلها إلى جامعة.

وأقترح أن تكون الجامعة الثانية جامعة متخصصة في العلوم الإسلامية الشرعية بحيث تكون من حيث الشكل كجامعة "الأزهر"، أو جامعة "أم القرى" بمكة المكرمة، على سبيل المثال لا الحصر، وهي جامعة تستهدف استيعاب الطلبة الراغبين في دراسة العلوم الشرعية بكل تخصصاتها، على أن تكون بالجامعة برامج للدراسات العليا لدراسة الماجستير والدكتوراه.

الجامعة الثالثة، هي جامعة متخصصة في علوم تكنولوجيا النفط ومشتقاته، بحيث تكون بمنزلة جامعة شاملة لعلوم النفط بكل تخصصاتها عبر إنشاء كليات متكاملة، تتيح للطالب الاختيار بين تخصصات مختلفة في علوم الطاقة بوجه عام. ومثل هذه الجامعة مهمة جداً لبلد نفطي كبلدنا بغرض تغذية الشركات النفطية المحلية بكوادر محلية متخصصة، على أن تتضمن أيضاً برامج وأقساماً للدراسات العليا لدراسة الماجستير والدكتوراه.

تلك الأفكار المقترحة مجرد رؤوس موضوعات تحتاج إلى مزيد من النقاش في التفصيلات المتعلقة بطبيعة عمل المؤسسات الجامعية وتمويليها وتخصصاتها وغيرها من المسائل المرتبطة بها.

***

أخيراً...

بمناسبة اليوم الوطني ويوم التحرير... أسأل الله أن يديم الأفراح في بلادنا العامرة، وأن يوفق أميرنا لما يحبه ويرضاه، وأن يعينه ويرزقه البطانة الصالحة، وأن يحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وسوء.

back to top