استكمالاً للحلقة السابقة والحلقة التي سبقتها، والتي تحدثنا فيهما عن قصة ناصر بن فهاد ومرشد البريهي وقصة عبدالله السميري، نروي لكم اليوم قصة أخرى من القصص الموثقة التي تنشر تفاصيلها
للمرة الأولى في هذه الزاوية التي تعنى بالتاريخ الكويتي.هذه الوثيقة والوثائق التي نشرتها مسبقاً مصدرها الأرشيف البريطاني، الذي يحتفظ بجميع المراسلات الرسمية مع حاكم الكويت والجهات الرسمية منذ عهد الشيخ مبارك الصباح، وهي موجودة في المكتبة البريطانية في قسم الشرق الأوسط وإفريقيا.وثيقتنا اليوم توثق قصة وقعت في 22 رجب 1353هـ، تفاصيلها أن مجموعة من الرجال العاملين مع الشيخ سالم الحمود الصباح (ابن أخ الشيخ مبارك الصباح) والشيخ علي الخليفة الصباح كانوا مخيمين في جزيرة وربة بغرض صيد الطيور، وجاءهم النوخذة جاسم بن خليل بتكليف من الشيوخ لتموينهم بالطعام والشراب. وحينما كانوا في الجزيرة في ذلك اليوم، أقبل عليهم زورق عسكري عراقي وأطلق ست طلقات باتجاههم من بعد نصف ميل تقريباً، لكنه لم يصب أحداً. فقام الكويتيون برفع الطيور التي بأيديهم لتأكيد أنهم مسالمون، فلما اقترب العراقيون أكثر، صاحوا عليهم بإرسال "الهوري" (سفينة صغيرة) إليهم، فامتثل الكويتيون وأرسلوا الهوري وفيه شخصان، فقبض العراقيون على الشخصين، واتجهوا إلى سفينة الكويتيين وفتشوها جيداً، ولم يعثروا على شيء فيها، وقرروا بعد ذلك ترك الكويتيين لشأنهم، وغادروا على الفور. والنص الحرفي للرسالة هو كما يلي: "حضرة حميد الشيم عالي الجاه الأفخم المحب العزيز كرنل اج اربي دكسن الوكيل السياسي للدولة البهية القيصرية الإنكليزية بالكويت دام محروساً،،،بعد السلام والسؤال عن خاطركم دمتم بخير وسرور،،،لا يخفى سعادتكم أنه في هذه الأيام يروحون طواريح صيادة طيور من الكويت إلى جهات كثيرة منهم ناس من خدام الإخوان علي الخليفة وسالم الحمود ناصبين في جزيرة وربة. وبتاريخ 22 رجب 1353هـ توجهت لهم سفينة تشالة نوخذاها جاسم بن خليل فيها نصف كونية عيش، وقلة تمر، وماء، وزهاب للمذكورين. وبعدما فرغت سفينة من نزال الماء والزهاب وكانت راسية اقبال صريفة الخدام المذكورين، إذ أقبل عليهم ماطور جمرك الفاو وأخذ يرميهم على بعد مسافة نصف ميل، ضربهم في ست طلقات حتى قرب منهم. وأهل البوم واقفين ورافعين الطيور فوق أيديهم ليعلم أنهم طواريح. فلما... منهم قال ائتوني بالهوري الذي عندكم حتى يمكنني أجيكم إلى البوم وراحوله نفرين من الخدام بالهوري ولزمهم عنده وقلص الهوري بالماطور، وبعد ذلك طبق على البوم وكشف عليه ولما تحقق أنهم خدام طواريح تركهم وراح.بناء عليه نلفت أنظاركم لهذه القضية، ونرجوكم إمعان النظر في هذا التجاسر الذي طالما يجري من مأمورين كمرك الفاو. وإني لا أظن أن شقيقتنا الحكومة العراقية تقبل في كذا تعديات مخالفة لحقوق الصداقة والجوار. هذا والباري يحفظكم.في 29 رجب 1353هـ موافق 6 نوفمبر 1934م.مخلصكم/ أحمد الجابر حاكم الكويت"ومن أجل التوضيح، فإن الشيخ سالم الحمود الصباح من مواليد عام 1860 وتوفي عام 1947، وهو جد وزير الإعلام الحالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، كما أنه أول من بنى بيتاً في منطقة الدعية، وذلك عام 1941م، وسكن فيه مع زوجته الشيخة حصة بنت الشيخ مبارك الصباح، ومازال البيت قائماً ويقع على شارع الخليج بجانب برج الكاظمي. أما بخصوص الشيخ علي الخليفة الصباح فهو من مواليد عام 1879 وتولى مسؤولية الشرطة والأمن العام في نهاية الثلاثينيات، وتوفي -رحمه الله- في المستشفى في لبنان عام 1942م. وفي ما يتعلق بالنوخذة جاسم بن خليل فهو والد العم إبراهيم جاسم بن خليل الناجم (مواليد فريج الغنيم عام 1926) ومن سكان منطقة الروضة حالياً.***ملاحظة: في الأسبوع الماضي تحدثنا عن قصة عبدالله السميري في أم المدافع، ولفت نظري أحد الأخوة إلى أن السميري له من الذرية الذكور ولد واحد هو سعود الذي يسكن منطقة القادسية حالياً.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ :إطلاق النار على رجال شيوخ والنوخذة ابن خليل في وربة عام 1934م
11-01-2013