يبدأ فعلياً اليوم تنفيذ القرار الأممي رقم 2118 القاضي بتدمير الترسانة الكيماوية السورية، وذلك مع وصول المفتشين والخبراء التابعين لمنظمة حظر السلاح الكيماوي الى سورية لتبدأ مهمتهم في الكشف عن المواقع الكيماوية السورية.

Ad

غادرت لجنة الأمم المتحدة التي يرأسها آكي سيلستروم والتي كانت مكلفة بالتحقيق في مزاعم استخدام الكيماوي في سورية دمشق أمس، تمهيداً لوصول المفتشين التابعين لمنظمة حظر السلاح الكيماوي، الذين سيبدؤون الكشف على المواقع السورية الكيماوية في إطار القرار الأممي 2118، القاضي بتدمير الترسانة الكيماوية السورية خلال عام. 

وغادر فريق من 20 خبيراً في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مقر المنظمة في لاهاي، ومن المقرر أن يبدأ الفريق اليوم مهمته بعقد جلسات عمل مع مسؤولين في النظام السوري.

إلى ذلك، دخل مؤتمر «جنيف 2» بشأن سورية والمقرر عقده منتصف نوفمبر المقبل دائرة الخطر، بعد التصريحات التي اطلقها مسؤولون في النظام السوري أولهم رأس النظام بشار الأسد، الذي رفض أمس الأول التفاوض مع الائتلاف الوطني المعارض عازياً ذلك الى أن الائتلاف يدعم المسلحين المقاتلين والى دعوته لتوجيه ضربة عسكرية لدمشق. 

ورداً على إعلان الأسد أمس الأول أن أوروبا لن يكون لها دور في «جنيف 2» وعلى مجمل مواقفه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس «بشار الاسد يقول ما يريد، يجب استجوابه بصفة مجرم ضد الانسانية كمسؤول عن اكثر من مئة ألف قتيل، وقتل 1500 شخص من شعبه بالغاز»، في اشارة الى الهجوم الكيماوي الذي استهدف منطقة الغوطة في 21 اغسطس الفائت.

وأوضح فابيوس أنه «في جنيف 2 يجب اجراء مناقشة بحضور الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وربما غيرها والى اتفاق حول حكومة انتقالية في سورية تحترم الاقليات وتكون موحدة». وكان وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم أكد ان النظام لن يسلم السلطة الى أحد، وذلك رغم أن القرار الأممي رقم 2118 جدد التزام مجلس الأمن ببيان «جنيف 1» الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية بسلطات كاملة، مصراً على أن الأسد باق في منصبه حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو 2014.

 

قذائف 

 

ميدانيا، سقطت أمس قذائف هاون على مقربة من قصر رئاسي في العاصمة السورية وقرب السفارة الصينية، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وقالت الوكالة «سقطت اليوم (الاثنين) عدة قذائف هاون أطلقها ارهابيون فى حديقة تشرين وقرب السفارة الصينية وداخل حديقة قرب سور قصر تشرين في دمشق»، مشيرة الى اقتصار اضرارها على الماديات.

ويقع القصر بين حيي المزة والمهاجرين في غرب دمشق، ويعرف ايضا بقصر الضيافة كونه يستخدم لاستضافة كبار زوار سورية الرسميين، وكانت قذيفتا هاون سقطتا على مقربة منه في 19 فبراير 2013، كما سقط عدد من القتلى والجرحى بتفجير انتحاري في جديدة الشيباني بريف دمشق أمس، حسبما أفادت (سانا).

 

سعد الدين

 

على صعيد آخر، أكد الناطق باسم «هيئة الاركان العليا للجيش الحر» العقيد قاسم سعدالدين أن الانقسامات في المعارضة السورية المسلحة تصب في مصلحة النظام فقط، موضحا أنه لا أحد يضمن ألا تتصارع فصائل المعارضة المسلحة السورية مع بعضها بعضا في المستقبل. وأوضح سعدالدين في تصريحات عبر الهاتف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الانشقاقات والانقسامات «تعود لعدم وفاء الغرب بالتزاماته تجاه الشعب السوري وتقاعسه عن نجدته خاصة بعد قيام النظام بضرب الشعب بالسلاح الكيماوي».

وكان 43 لواء وكتيبة من القوات المقاتلة ضد الأسد قد أعلنت أمس الأول توحدها تحت اسم «جيش الإسلام» بقيادة قائد فصيل لواء الإسلام في ريف دمشق زهران علوش، وسبق أن أعلنت 13 مجموعة عسكرية معارضة ذات توجه متشدد أبرزها «جبهة النصرة» و»لواء التوحيد» يوم الثلاثاء الماضي سحب اعترافها بالائتلاف الوطني السوري وكل ما يتبعه من تنظيمات وفي مقدمتها الذراع العسكرية له وهي هيئة الأركان العامة. 

وتابع سعدالدين: «إذا لم يدعم الغرب الشعب السوري وهيئة الأركان فستتحول كل فصائل المعارضة المسلحة إلى جيوش إسلامية».

وحول حجم القوات التابعة لهيئة الأركان وتأثير انفصال هذه المجموعات العسكرية عنها، قال «قوام هؤلاء يقدر تقريبا بـ40 ألف مقاتل، ومن بين هذه المجموعات أكثر من لواء وفصيل عسكري قوي كان يعتبر قوة ضاربة في فصائل المعارضة ضد النظام على الأرض كلواء التوحيد ولواء الإسلام ونحن في هيئة الأركان يجتمع تحت إمرتنا ما يقرب من 150 ألف مقاتل».

(دمشق، نيويورك - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي أي)