التوت البري... كيف يحارب الالتهاب؟

نشر في 23-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-07-2013 | 00:01
No Image Caption
يُقال منذ أكثر من مئة سنة إن استهلاك منتجات التوت البري يساهم في الوقاية من التهاب المسالك البولية. لكن هل هذه الفكرة الشائعة خرافة أم حقيقة علمية؟
في السنوات الأخيرة، أشار بعض الدراسات إلى أن التوت البري يحمي من التهاب المسالك البولية عبر منع الجراثيم من الالتصاق على جدران مجرى البول، وذلك بفضل المواد الكيماوية النباتية المعروفة باسم {بروانثوسيانيدينس». لكن لم يفهم الباحثون جميع الآليات التي تستعملها مواد التوت البري لتغيير سلوك الجراثيم.

اليوم، بدأ الباحثون في قسم الهندسة الكيماوية في جامعة ماكجيل تسليط الضوء على الآليات البيولوجية التي يستعملها التوت البري لنقل الخصائص الوقائية ضد التهاب المسالك البولية والتهابات أخرى. برزت دراستان جديدتان بقيادة الأستاذة ناتالي توفنكجي، توفران أدلة إضافية حول آثار التوت البري لمكافحة الجراثيم التي تسبب التهاب المسالك البولية. تشير هذه النتائج أيضاً إلى احتمال استعمال مشتقات التوت البري لمنع الاستعمار الجرثومي في الأجهزة الطبية مثل أنابيب القسطرة.

في نتائج البحث التي نُشرت على الإنترنت في الشهر الماضي في المجلة الكندية لعلم الأحياء المجهرية، اعتبرت الأستاذة توفنكجي وأعضاء من مختبرها أن بودرة التوت البري قد تعيق قدرة «المتقلبة الرائعة» (جرثومة ترتبط عموماً بحالات معقدة من التهاب المسالك البولية) على التكاثر في أطباق الآجار والسباحة في مادة الآجار. تشير التجارب أيضاً إلى أن زيادة تركّز بودرة التوت البري تخفّض إنتاج اليورياز، أنزيم يؤدي إلى تفاقم الالتهابات.

ترتكز هذه النتائج على أبحاث سابقة أجراها مختبر ماكجيل، وهي تشير إلى أن مواد التوت البري تعيق حركة جراثيم أخرى متورطة بالتهاب المسالك البولية. كشف تحليل واسع عن الجينوم يتمحور حول جرثومة الإيكولاي المَرضية عن تراجع التعبير الجيني الذي يقوم بتشفير الخيط السوطي بحضور البروانثوسيانيدينس الموجود في التوت البري.

ضرورة الأبحاث

تُعتبر النتائج التي توصّل إليها فريق البحث مهمة لأن حركة الجراثيم آلية أساسية لانتشار الالتهاب، إذ تسبح الجراثيم المُعدية لتنتشر في المسالك البولية ولتهرب من رد فعل جهاز المناعة المضيف.

توضح توفنكجي: «لا بد من إجراء دراسات إضافية عن آثار التوت البري في الكائنات الحية طبعاً، لكن تسلّط نتائجنا الضوء على الدور الذي يمكن أن يؤديه استهلاك التوت البري للوقاية من الالتهابات المزمنة. أشارت التقارير إلى تسجيل أكثر من 150 مليون حالة من التهاب المسالك البولية عالمياً كل سنة، ويبقى العلاج بالمضادات الحيوية المقاربة النموذجية لمعالجة تلك الالتهابات. بعد ظهور مشكلة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية في المرحلة الراهنة، تبرز أهمية تطوير مقاربة أخرى».

وجدت دراسة حديثة أخرى بقيادة توفنكجي، بالتنسيق مع الأستاذ شوان نزهت من جامعة ماكجيل (خبير في المواد الحيوية في قسم التعدين وهندسة المواد)، أن ركائز السيليكون الغنية بالتوت البري تعيق انتشار جرثومة «المتقلبة الرائعة». تشير تلك النتائج إلى احتمال استعمال مشتقات التوت البري لإعاقة انتشار الجراثيم في الأجهزة الطبية التي تُزرع في الجسم مثل أنابيب القسطرة التي ترتبط في حالات عدة بالتهاب المسالك البولية.

تقول توفنكجي: «استناداً إلى النشاط الحيوي المثبت للتوت البري، قد يوفر استعماله في أنابيب القسطرة وأجهزة طبية أخرى منافع مهمة تفيد صحة المرضى».

back to top