«العربي» تحتفي بتجربة الأديب أحمد السقاف وترصد قضايا الشعر الخليجي بين عصرين

نشر في 08-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-03-2013 | 00:01
اختتمت فعاليات ملتقاها الثاني عشر بجلسة عن الدراما الخليجية
اختتمت مجلة العربي أعمال ملتقاها الثاني عشر بجلسة تمحورت حول «الدراما الخليجية... شهادات وتجارب»، حاضر فيها كل من الفنان سعد الفرج والناقد عماد النويري والكاتب كامل حسين والفنان السعودي عبدالله السدحان.
احتفت مجلة العربي بتجربة الشاعر أحمد السقاف، مسلطة الضوء على مواقفه القومية والتزامه بالمبادئ الإنسانية والحريات الوطنية عبر جلسة شعرية خليجية.

جاء ذلك خلال الجلسة الثامنة في ملتقى مجلة العربي «الجزيزة والخليج العربي.. نصف قرن من النهضة الثقافية» في فندق شيراتون الكويت، وادار الجلسة د. خليفة الوقيان.

تنوعت المداخلات في جلسة «شعر الجزيرة العربية بين عصرين» إذ استشعر الإعلامي محمد النصرالله القلق في الدراسات البحثية، متسائلاً عن مدى قدرة الأطر الوطنية في احتواء مكونات المجتمع، بينما أكد د. محمد الشحات ضرورة إعادة النظر في مصطلح الهوية لاسيما في ظل وجود عرقيات منوعة في النسيج العربي، مستفسراً عن بعض المصطلحات في بحث د. عبدالله الفيفي.

بداية، تحدث د. سعد البازعي عبر ورقته «مواجهات الانتماء في شعر الجزيرة العربية المعاصر» معتبراً أن سؤال الانتماء يبدو إشكالياً بطبيعته سواء طرح فلسفيا بوصفه سؤال الوجود والهوية أو إبداعيا بوصفه انشغالا فرديا على مستوى اللغة والتعبير الأدبي وجماليات التصور. في شعر الجزيرة العربية المنتج على العقدين أو الثلاثة الماضية يمثل السؤال حداً في العديد من النصوص التي تحمل رؤية مثقفة وعالية الحساسية الشعرية بتبنيها لأسئلة ثقافة العالم المعاصر من ناحية وهموم الإنسان في محيطها الجغرافي من ناحية أخرى.

ويستعرض البازعي مجموعة نصوص لشعراء خليجيين تناولوا بعض القضايا الكبرى لمصير الإنسان واحتياجاته بدءاً من الحرية السياسية ووصولا إلى الكرامة الاقتصادية ومرورا بفضاءات التحرر فكرياً وسلوكيا، مسلطاً الضوء على قضايا إنسانية كبرى تحمل ظروفاً متشابهة أو متباينة.

ثم حدد د. الفيفي ملامح تطور قصيدة الحداثة في السعودية، معتبراً أنها انتقلت إلى آفاق مستقبلية أكثر نضجا وتخلصا من عثرات المراحل الانتقالية التي مرت بها القصيدة الحديثة ابان سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، لافتاً إلى انصهار التيارات في تيار جديد يمكن ان نطلق عليه مسمى الحداثة الأصلية أو الأصالة الحداثية. ويورد الفيفي مجموعة نماذج من قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، متتبعاً تطورهما راصداً بعض الملامح والسمات، كما تناول نماذج من القصة القصيرة التي تبدو أحيانا قصائد نثر وإن سميت قصصا قصيرة جدا وتمتد الإشكالية إلى نماذج من النص السردي الروائي تتمثل على شكل كتابي ملتبس الهوية يقع بين الشعر والسرد.

أما الكاتب أشرف أبو اليزيد فقدّم ورقة بحثية بعنوان «الشاعر أحمد السقاف: نموذج المثقف العربي» مستعرضاً جانباً من سيرته الذاتية مؤكداً أن الأديب الراحل أخلص للمبادئ الإنسانية والحريات الوطنية، متمسكاً بعروبته معتزاً بثقافته العربية، مشيراً إلى أن مسعى السقاف في تأسيس مجلة العربي انطلق بموازاة توجهه القومي العربي فكان عمله كفرد يتسق من نهج حكومة الكويت إبان تلك الفترة.

ويختتم أبو اليزيد بحثه في أن السقاف رأى روحه الشاعرة شاهداً على العصر، فلم تمض شاردة ولا واردة إلا وسجّلها قلمه، وإن كنا نشير إلى الأحداث الجسام، في وطنه العربي الكبير، التي لم يفته التعليق عليها، أو إلى الأعلام الذين منحهم قبساً من مديحه لإيمانه بدورهم القومي والعربي، فإنه كذلك لم يترك الإخوانيات اللطيفة، والأحداث الأسرية، دون أن يسجلها، وكأننا أمام مؤرخ شعري بلا منازع تقرأ شعره، كما تقرأ تاريخ الأمة العربية في زمانه، مثلما سيرته الذاتية بالمثل.

ثم فتح باب النقاش، وقدّم المتداخلون مجموعة استفسارات تركزت معظمها حول الحركة الشعرية في السعودية، وبدوره، أشار د. سعد البازعي إلى تسجيله سمات عامة للوصول إلى إجابة عن الأسباب التي استدعت هذا القلق، لاسيما في ظل وجود إشكالية في النمو السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، في إجابة د. عبدالله الفيفي عن سؤال حول المصطلحات، أوضح أن القصيدة الرواية هي النص الأكثر سردية من النماذج الأخرى.

المسرح الخليجي

في السياق ذاته بحثت الجلسة التاسعة من ملتقى مجلة «العربي» في يومه الأخير موضوع «المسرح الخليجي المعاصر وتطوره في الخليج» عبر ابحاث قدمها علي العنزي، ووطفاء حمادي، وسليمان البسام.

وقال رئيس قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت د. علي العنزي في ورقة عنوانها «رؤية في مسيرة المسرح في الخليج» انه عندما تأسست الظاهرة المسرحية في الخليج منتصف القرن الماضي كانت مفصلة على مقاس الجمهور، مضيفا ان المسرح كان متفقا مع نفسه وكانت هويته الفكرية متناغمة مع الهوية الاجتماعية للقائمين عليه.

واضاف ان المسرح يمر حاليا بأزمة بسبب «غياب النص وتراجع الظاهرة وهيمنة المسرح التجاري وضعف الدعم والرقابة وغيرها من المعوقات».

وذكر العنزي ان المسرح الخليجي لم تكن لديه إرادة واعية في اكتشاف جمهوره «فبدأ يخسر جمهوره واخذت المسافة في الاتساع وراح يخسر تماسكه الأول بعد ان نجحت التجربة في العقود الماضية من زاوية تطوير التجارب الذاتية لكنها لم تنجح في احلال بديل ايجابي يحل محله ويكون علاقة مع الجمهور».

من جانبها تطرقت الكاتبة والناقدة المسرحية د. وطفاء حمادي في بحث بعنوان «مسارات المسرح في الكويت بين الرؤية الجديدة والهوة الثقافية المسرحية» الى مسارات التأليف والتمثيل والاخراج في مكونات المسرح في الخليج ومسارات استلهام التراث والبحث عن خصوصية الهوية ومفهومها لدى الأجيال الشابة.

وتناولت حمادي نشأة المسرح والحركة الثقافية في الكويت وانشاء عدة مؤسسات دعمت الحركة الثقافية والمسرحية والعوامل والاسباب التي ادت الى ظهور وتألق المسرح الكويتي والخليجي في تلك الفترة مقدمة دراسة وتحليلا حول الأعمال المسرحية الحديثة وتأثرها بالعولمة العالمية وتدفق المعلومات الكبير في العالم.

وبدوره، قدم المخرج والمؤلف المسرحي الكويتي سليمان البسام ورقة تسرد تجربته في العمل المسرحي في العالم الغربي حملت عنوان «حطام العالم... والمسرح السياسي العربي» ركز فيها على التغيير الذي حدث في العالم بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.

وشرح البسام في ورقته تداعيات واحداثيات كتابته لعدة مسرحيات قدمها حول العالم مثل «دار الفلك» و»في مقام الغليان: أصوات من ربيع مختطف».

صدمة لقلة الفعاليات الشعرية

عبّر الشاعر السعودي محمد الجلواح عن صدمته لقلة الفعاليات الشعرية في ملتقى مجلة العربي، مؤكداً أن جدول أنشطة الملتقى ينقصه العدالة، لاسيما أن الأجناس الأدبية والفنون الأخرى تم تخصيص ندوات لها بالتساوي، بينما شهد الشعر القدر اليسير من الفعاليات، آملا مضاعفة الفعاليات الشعرية في المناسبات المقبلة. واقترح الجلواح وضع ورقة بحثية أعدها تعنى بالحركة الشعرية في منطقة الأحساء، ضمن البحوث التي ستطبعها مجلة العربي في كتيب خاص يوثق لهذا الملتقى الثاني عشر.

back to top