نظام الأسد يهاجم أنقرة ويضبط «معدات» إسرائيلية

نشر في 08-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-03-2013 | 00:01
No Image Caption
خاطفو «القبعات الزرقاء» يطالبون القوات الموالية بالانسحاب من منطقتهم... وإسرائيل لن تتدخل

خص النظام السوري أمس الحكومة التركية بالانتقاد والهجوم، مطالباً الأمم المتحدة بالضغط على أنقرة لوقف دعمها للمعارضة السورية، في حين طالب معارضون سوريون خطفوا 21 من قوات حفظ السلام في الجولان القوات الموالية للأسد بمغادرة منطقتهم، مؤكدين أن الجنود الأمميين ضيوف لديهم ولن يتعرضوا لهم بالأذى.
انتقد الرئيس السوري بشار الأسد أمس سياسة الحكومة التركية «المصرة على دعم الإرهاب والتطرف»، خلال استقباله وفدا من النواب الاتراك، الذين ينتمون الى حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض الذي تتهمه الحكومة التركية بدعم الأسد لأسباب طائفية.

وذكر بيان رئاسي أن الأسد شدد خلال استقباله الوفد التركي «على ضرورة الفصل بين مواقف الشعب التركي الداعمة للاستقرار في سورية ومواقف حكومة (رجب طيب) أردوغان المصرة على دعم الارهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة».

وأكد الأسد، بحسب البيان، أن «الشعب السوري يقدر مواقف قوى وأحزاب الشعب التركي الرافضة لسياسات حكومة أردوغان المؤثرة سلبا على التنوع العرقي والديني الذي تتميز به مجتمعاتنا بالمنطقة ولاسيما في سورية وتركيا».

ونقل البيان عن أعضاء الوفد من حزب الشعب الجمهوري برئاسة حسن أك غول الذي ينتمي الى الطائفة العلوية «رفض الشعب التركي للتدخل في الشؤون السورية الداخلية وحرصه على علاقات حسن الجوار».

وحذر أعضاء الوفد خلال لقائهم الأسد «من مخاطر تأثير الازمة في سورية على الداخل التركي بشكل خاص وعلى دول المنطقة عموما». وبالتزامن، اتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالة وجهتها أمس الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، تركيا بـ»تصدير الإرهاب والإرهابيين من تنظيم القاعدة» إليها.

وقالت الرسالة التي نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «الأراضي التركية أصبحت مركز تجميع وإيواء وتصدير ودعم وتمويل للإرهاب والإرهابيين من تنظيم القاعدة للعمل في الداخل السوري بمعرفة وإشراف الحكومة التركية».

ولفتت الخارجية إلى أن «تجاهل المجتمع الدولي للمعطيات والأدلة والمعلومات الدامغة التي تتكشف يوماً بعد يوم عن ازدياد تورّط الحكومة التركية وحكومات بعض الدول الإقليمية والدولية في ما يجري من أحداث في سورية، يسهم في استمرار هذه الأزمة ويعطي الغطاء للمجموعات الإرهابية المسلّحة المرتبطة بتنظيم القاعدة والدول الداعمة لها للاستمرار في ارتكاب مجازرها بحق الشعب السوري».

وقالت الخارجية في رسالتها إن «سورية إذ تأمل من المجتمع الدولي بما فيه مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أن ينهض بمسؤولياته بشكل واضح وصريح، فإنها تطالب بإدانة الأعمال التي تقوم بها الحكومة التركية والدول الأخرى الداعمة والممولة للمجموعات الإرهابية المسلّحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وتحميلها مسؤولية ما يجري على الأرض السورية».

وطالبت بـ«اتخاذ كل ما من شأنه وضع حد للحكومة التركية وغيرها من الدول للتوقف عن هذه الأعمال التي ترقى الى مستوى العدوان، وبذل قصارى الجهود لمعالجة هذا الوضع الخطير وفقاً للقانون الدولي ومسؤوليات مجلس الأمن في التصدي للإرهاب والحفاظ على السلم والأمن الدوليين».

معدات تجسس

وأعلنت السلطات الموالية للأسد أمس أنها كشفت منظومة تجسس إسرائيلية تراقب «موقعا حساسا» قبالة ساحلها على البحر المتوسط. وعرض التلفزيون السوري صورا لما قال إنها كاميرا وست بطاريات كبيرة ومعدات إرسال، بالإضافة إلى صخور زائفة استخدمت لإخفاء المعدات. ونقل التلفزيون عن مصدر مسؤول قوله، إن المعدات اكتشفت في الأيام القليلة الماضية في موقع على الساحل لم يحدده، وإنها تسلط الضوء على الدور الذي لعبته إسرائيل في الانتفاضة على حكم الأسد.

وقال التلفزيون إن الكاميرا كانت تبث الصور بشكل فوري وكانت تستخدم لخدمة كل من إسرائيل و»الجماعات الإرهابية المسلحة» وهو تعبير يستخدمه المسؤولون السوريون للإشارة إلى المعارضة المسلحة التي تسعى إلى الإطاحة بالأسد.

«القبعات الزرقاء»

في غضون ذلك، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أمس أن مقاتلي المعارضة الذين يحتجزون 21 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قرب هضبة الجولان في جنوب سورية يقولون، إنهم لن يلحقوا بهم أي أذى، لكنهم يصرون على ضرورة انسحاب القوات الحكومية من المنطقة قبل الإفراج عنهم.

ونقل عبدالرحمن عن متحدث باسم «لواء شهداء اليرموك» قوله، إن «أفراد قافلة قوات حفظ السلام محتجزون كضيوف في قرية جملة على بعد نحو كيلومتر من خط وقف إطلاق النار مع هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل»، مضيفاً بعد أن تكلم مع متحدث باسم مقاتلي المعارضة صباح أمس «قال إنهم لن يتعرضوا للأذى. لكن مقاتلي المعارضة يريدون انسحاب الجيش السوري ودباباته من المنطقة».

وعبرت إسرائيل أمس عن ثقتها بقدرة الأمم المتحدة على إطلاق سراح جنود قوة حفظ السلام، وأشارت إلى أنها لن تتدخل في الأزمة. وقال عاموس جلعاد المسؤول البارز في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن «تقييد حركة جنود قوة دولية حدث كبير... يمكن الوثوق بالأمم المتحدة لإقناعهم (المعارضين) بإطلاق سراحهم في نهاية الأمر»، مضيفاً أن المعارضين الذين يسعون للحصول على دعم خارجي لا يريدون «الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي».

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

مقاتلون شيشان «يجاهدون» ضد الأسد

back to top