الخطاب المتشدد يهدد بتنامي الإلحاد في مصر
انتشار إلكتروني وأصداء في «الشورى»... وعبدالماجد يطالب بـ «حد الردة»
دفع طغيان الخطاب الديني المتشدد على المشهد السياسي المصري، منذ وصول الرئيس محمد مرسي إلى الحكم قبل نحو عام، متجلياً في رمي التيارات الإسلامية للمعارضة بالكفر، واستباحة دم بعض رموز المعارضة إلى تنامي موجات تدعو الشباب إلى الإلحاد، على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»تويتر».وانتقلت أصداء التحركات الإلحادية من ساحة الإنترنت إلى مجلس الشورى، الذي قررت أغلبيته الإسلامية الأسبوع الماضي طرح القضية عبر لجنة المقترحات استعداداً لمناقشتها، في الوقت الذي استمرت فيه «الملحدين المصريين» أحد أشهر صفحات الإلحاد على «فيسبوك»، في ترويج أفكارها، وكتبت أخيراً «عندما تدعي شيئاً عليك إثباته، وإذا كنت لا تستطيع إثباته فهناك خلل فيما تعتقد، ومن بين هذه الادعاءات وجود إله وجنة ونار ويوم حساب».
وفي حين قال أحد معتنقي الفكر الإلحادي في صفحة «الملحدين»: إن قبول العقائد الجامدة في القرن الحادي والعشرين، أصبح أمراً لا يمكن قبوله، خاصة مع جمود الخطاب الديني الذي يحتكره أناس لا يتحدثون إلا بلغة القتل والإله الذي يعذب أتباعه»، أرجع أستاذ الفلسفة المعاصرة أنور مغيث، تنامي هذه الدعوات إلى تشدد الخطاب الديني الذي تتبناه قيادات تيار الإسلام السياسي، مشيراً في تصريحات لـ»الجريدة» إلى أن الإسلام السياسي يحاول إخفاء فشله بالحديث عن أمور عقائدية بحتة مثل تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، ما يتم مقابلته بنوع من السخرية تصل أحياناً إلى حد الإلحاد.في المقابل، طالب المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامية عاصم عبدالماجد بتطبيق حد الردة على الشباب الملحد، مؤكداً أن الشرع يبيح دم التارك لدينه المفارق للجماعة، بينما انتقد القيادي في حزب «النور» السلفي شعبان عبدالعليم تنامي الصفحات المروجة للإلحاد على الإنترنت، لكنه في الوقت ذاته طالب بعدم التسرع في الحكم على هؤلاء الشباب.