أمير قطر يسلّم السلطة: الوقت حان لحكم جيل جديد

نشر في 26-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 26-06-2013 | 00:01
• الأمير تميم يلقي خطابه الأول اليوم... وأنباء عن تغيير وزاري يشمل الشيخ حمد بن جاسم
• العاهل السعودي يأمل أن يواصل الأمير الجديد مسيرة والده
• طهران: ننتظر المزيد من التفاصيل
اصطف القطريون في طوابير طويلة منذ صباح أمس، أمام القصر الأميري في الدوحة، لمبايعة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أميراً لدولة قطر، بعد تنازل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رسمياً عن سلطاته له.

بعد 18 عاما قضاها في سدة الحكم، تمكن خلالها من تحويل بلاده من وطن صغير مغمور إلى لاعب إقليمي أساسي، سلّم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس السلطة رسمياً إلى نجله وولي عهده الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكدا أن الوقت حان كي يتولى المسؤولية جيل جديد.

وقال الشيخ حمد، في كلمة إلى الشعب القطري بثها التلفزيون الحكومي، "منذ أن ترعرعت على أرض قطر، والله يعلم انني ما أردت السلطة في ذاتها، ولا سعيت إليها من دوافع شخصية، بل هي مصلحة الوطن أملت علينا أن نعبر به إلى مرحلة جديدة، ولقد حان الوقت أن نفتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا، يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة".

وأضاف أمير قطر، في خطاب التنازل، الذي استغرق نحو 7 دقائق، "إنني اليوم أخاطبكم كي أعلن أنني أسلم مقاليد الحكم للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأنا على قناعة تامة بأنه أهل للمسؤولية جدير بالثقة، وقادر على حمل الأمانة وتأدية الرسالة".

وأوضح أن الأمير الجديد، البالغ من العمر 33 عاما، "سيضع مصلحة الوطن وخير أهله نصب عينيه، وستكون سعادة الإنسان القطري غايته الأولى على الدوام"، ووجه حديثه إلى القطريين قائلا: "ها هو المستقبل أمامكم، إذ تنتقلون إلى عهد جديد ترفع الراية فيه قيادة شابة تضع طموحات الأجيال القادمة نصب عينيها، وتعمل دون كلل أو ملل من أجل تحقيقها". وأوصى الشعب "بعد تقوى الله بالعلم والعمل والمحافظة على القيم الثقافية والحضارية النابعة من قيمنا وحضارتنا وعروبتنا، والثبات على الحق والاستقامة على الحق مهما تبدلت الأحوال"، مشددا على أنه "سيظل قلبي نابضا بحب هذه الأرض وأهلها وجيش قطر الأبي".

مبايعة واحتفال

ودعا الديوان الأميري القطريين أمس إلى مبايعة الأمير الجديد على مدار يومين (أمس واليوم) في مقره بالدوحة، بينما أعلن أمس يوم عطلة رسمية للاحتفال بالمناسبة.

وبدأت وفود القبائل والأعيان والمواطنين القطريين تتوافد إلى الديوان الأميري لمبايعة الأمير تميم، وأظهرت صور بثتها مباشرة القنوات القطرية الأمير السابق والجديد يستقبلان القطريين ويصافحانهم دلالة على الولاء للحكم.

ومن المقرر أن يلقي الشيخ تميم اليوم خطابه الأول للأمة، غداة تسلمه الحكم من والده، حسبما أفاد مسؤول قطري أمس.

وذكرت مصادر متطابقة أن الأمير الشاب سيشكل حكومة جديدة بعد هذا الخطاب، على أن يشمل ذلك خصوصا خروج رئيس الوزراء النافذ الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

وتكثر التكهنات في الدوحة حول اسم رئيس الوزراء المقبل، ويتم تداول اسم وزير الداخلية الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، واسم نائب رئيس الوزراء أحمد بن عبدالله آل محمود، وهو من خارج الأسرة الحاكمة، ووصوله إلى هذا المنصب سيشكل سابقة في دول الخليج.

كما تبقى مسألة تعيين ولي عهد جديد غير واضحة، لاسيما أن الابن الذكر الأكبر للشيخ تميم يبلغ من العمر خمس سنوات فقط. وعشية نقل السلطة، أصدر الشيخ حمد مرسوما مدد فترة مجلس الشورى، ما يعني واقعيا تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، بعد أن كانت متوقعة في النصف الثاني من العام.

ترحيب

وسارعت دول الخليج إلى تهنئة الأمير الجديد، إذ أعرب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن الأمل في أن يواصل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مسيرة والده. بدوره، أعرب رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن "تهانيه وتمنياته لسمو أمير قطر بالتوفيق والنجاح في قيادة الشعب القطري الشقيق لتحقيق مزيد مما يصبو إليه من تقدم ورقي وازدهار".

وأكد الشيخ خليفة "عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين، والحرص على دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين".

وأبرق ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عمان قابوس بن سعيد إلى أمير قطر الجديد لتهنئته بتسلمه مقاليد الحكم. وتوالت الإشادات بدور الشيخ حمد، الذي أدى دورا متعاظما على الساحتين العربية والدولية، والتهاني إلى نجله الأمير الجديد، فبينما استذكرت حركة حماس مواقف قطر تجاه دعم القضية الفلسطينية والأفعال الشجاعة لأمير البلاد الشيخ حمد، رحبت الحكومة البريطانية بتسلم الشيخ تميم بن حمد السلطة، وأعلنت أنها تتطلع قدماً للعمل معه ومع فريقه الوزاري الجديد.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "أود أن أشكر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على الصداقة والدعم اللذين قدمهما وشعب قطر للمملكة المتحدة تحت قيادته"، مضيفا: "علاقاتنا مع قطر أقوى من أي وقت، وتتطلع الحكومة البريطانية للأمام من أجل تعزيزها أكثر، في ظل القيادة الرشيدة للشيخ تميم بن حمد آل ثاني".

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية أمس: "بالتأكيد سنراقب هذه التطورات، وننتظر المزيد من التفاصيل، الهدوء والاستقرار في تلك الدولة والمنطقة بأسرها مهم جدا للجمهورية الإسلامية الإيرانية".

(الدوحة - أ ف ب، رويترز،

يو بي آي)

back to top