لم يفلح خطاب الرئيس المصري محمد مرسي الذي ألقاه مساء أمس الأول، متضمناً عدة قرارات، في تهدئة الميادين المشتعلة ضده، إذ استمرت التظاهرات الغاضبة، وأعلنت مدن القناة الثلاث، بورسعيد والإسماعيلية والسويس، تحديها لقرار حظر التجوال الذي فرضه عليها مساء كل يوم لمدة شهر كامل، كما رفضت "جبهة الإنقاذ الوطني" التي تمثّل قوى المعارضة الرئيسية الاستجابة لدعوته للحوار.

Ad

واستمرت أمس الاشتباكات بين رجال الشرطة والمتظاهرين عند طرف جسر "قصر النيل" قرب ميدان التحرير، الذي يحاول الثوار اجتيازه للوصول إلى "مجلس الشورى". كما خرجت تظاهرة ضخمة من حي "السيدة زينب" باتجاه الميدان، في الوقت الذي شهدت مدن الإسكندرية ودمياط وطنطا والمحلة والمنصورة وأسيوط، تظاهرات حاشدة تهتف "يسقط حكم المرشد" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، وقطع المتظاهرون خطوط السكك الحديدية والمترو وطرقاً رئيسية.

أما المدن المطلة على قناة السويس، والتي فرض عليها مرسي حالة الطوارئ وحظر التجوال، فبلغ التحدي مداه بإعلان السكان رفضهم للقرار، فيما دعت القوى السياسية إلى تنظيم تظاهرات حاشدة ضده تنطلق يومياً عند التاسعة مساء وهو موعد بدء منع التجوال في الشوارع.

ووافق مجلس الشورى على قانون يمنح رجال الجيش "الضبطية القضائية"، وهو ما يسمح لهم بتوقيف المواطنين، إلا أن نجاح المعارضين في كسر حظر التجوال سيضع المؤسسة في موقف حرج، إذ سيكون على الجنود التغاضي عن تطبيق قرار الرئيس أو استخدام العنف.

وأعلن قادة "جبهة الإنقاذ الوطني" رفضهم دعوة مرسي لجولة حوار جديدة متمسكين بشروطهم، وهدد بيان أصدرته الجبهة بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة محملاً الرئيس مسؤولية مقتل العشرات في المواجهات الدامية الدائرة منذ الجمعة الماضي.

وكان مرسي دعا 15 شخصاً للحوار بينهم 7 من قادة "الإنقاذ" بينما ينتمي الآخرون إلى أحزاب إسلامية متحالفة مع "الإخوان".