المخرج داود عبد السيد: 30 يونيو إنجاز كبير أمام حكم فاشل

نشر في 09-09-2013 | 00:02
آخر تحديث 09-09-2013 | 00:02
No Image Caption
مؤلف ومخرج من طراز خاص، يقدم فناً مختلفاً عن السائد، يهتم بعرض وجهة نظره في القضية التي تشغله من دون النظر إلى القضايا الآنية المثارة، يرى أن كثرة الأفلام التجارية ظاهرة طبيعية وملائمة لحالة عدم الاستقرار التي تمر بها البلاد.
إنه المبدع داود عبد السيد الذي نال أخيراً جائزة الدولة التقديرية، فرع الفنون عن مجمل مشواره السينمائي.
عن الجائزة وتقييمه للوضع السياسي وسبب غيابه عن السينما كان اللقاء التالي معه.
كيف تقيّم فوزك بالجائزة؟

تختلف الجائزة التي ينالها الفنان عن عمل معين قدمه عن الجوائز التي يحصل عليها بناء على مشواره أو مسيرته الفنية التي قدم خلالها أعمالاً نالت استحسان الجمهور والقيمين على الجهات المانحة لها، لذا أعتز بهذه الجائزة.

لماذا تأخر الإعلان عنها؟

قيل إنه يفترض أن تعلن جوائز الدولة التشجيعية للفنون قبل أول يوليو مع إنهاء موازنة الدولة حتى يمكن توزيع الجوائز، لكن الحقيقة أن وزير الثقافة الإخواني علاء عبد العزيز عطلها طوال فترة توليه لمنصبه، وبعد انصرافه وتولي د. محمد صابر العرب مهام الوزارة أجري تصويت على الجوائز وأعلن عنها، فتبين ألا علاقة للأمر بمواعيد الموازنة.

وما رؤيتك للأحداث السياسية في مصر بعد 30 يونيو؟

30 يونيو نقطة تحوّل وإنجاز خلّص مصر من حكم فاشل وغير ديمقراطي، استخدم آليات الحكم للإمساك بمفاصل الدولة، واليوم ما زال الصراع قائماً مع القوى المتحيزة لهذا النظام التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، من خلال محاولتها إلحاق الأذى بالوطن والمجتمع، مثل الحرق والإتلاف والعنف، وأعتقد أن ذلك كله سينتهي آجلاً أم عاجلاً.

وما الخطوات الواجب اتخاذها في الفترة المقبلة؟

كتابة دستور حقيقي يعبر عن الديمقراطية المصرية لإعادة تأسيس هذه الدولة بشكل صحيح؛ فالدستور بمثابة عقد اجتماعي بين الدولة والنظام السياسي في المجتمع، كي لا يُجار على حق مواطن لصالح حكم معين.

كيف تأثر الفنانون خلال فترة حكم الإخوان؟

مع أنها كانت فترة قصيرة نسبياً (سنة)، لكن انتاب المبدعين وأصحاب الرأي قلق وريبة نحو هذه الجماعة، لا سيما بعدما شن بعض من يدّعون أنهم دعاة هجوماً على المبدعين من بينهم الفنانين.  

بخلاف الاعتصامات... هل توافرت وسائل أخرى للفنانين لمقاومة هذا الحكم؟

بالطبع، عبر المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان هذه السنة، فقد لاحظت تحرراً في نوعية الموضوعات المطروحة وفي ملابس الفنانين، وسخرية من الإخوان، وغيرها من مظاهر احتوتها الدراما، ولو استمر حكم الإخوان لكان حدث صدام بينهم وبين الفنان والمثقف.

وهل كانت الأحداث الجارية سبباً في غيابك السينمائي؟

يتأثر  فن السينما عموماً بالأوضاع المحيطة به؛ إذا كان البلد في حالة استقرار يزداد الإنتاج السينمائي والعكس صحيح، لذا من الطبيعي أن تقلّ الأفلام هذه الفترة، إلى جانب أن القضايا السياسية منذ قيام ثورة 25 يناير حتى الآن شغلت وقت الناس وقلّت نسبة إقبالهم على دور العرض.

وكيف تقيّم زيادة الأفلام التجارية المطروحة؟

ظاهرة الأفلام التجارية التي ملأت دور العرض طبيعية وعادية وملائمة لهذه الفترة، حتى يعود الاستقرار إلى مصر وتتغير خارطة الأفلام المطرحة وتتنوع بين تجارية وغيرها.

ما الأفكار الواجب طرحها في السينما في الفترة المقبلة؟

لا أرى أن ثمة أموراً بعينها يجب طرحها في السينما، لأنني ضد أن تفرض علينا أي مرحلة نمر بها موضوعات بعينها. أؤيد تقديم ما نريد، وهذا يتبع النوع الأول من الفن الذي يسمى {فناً ذاتياً} وأعتبر نفسي أحد  مقدميه.

ماذا يعني هذا الفن؟

أن أعبر عن رؤيتي الذاتية في أي موضوع، سواء كان ثورة أو قصة حب أو حياة يومية عادية، من دون الارتباط بمناسبة معينة لأنها تعبر عما يشغل صاحبها واهتماماته، وتكون مهمة المخرج هنا تحويل الذاتي إلى موضوعي، أي الرؤية الذاتية إلى موضوعية عامة تطرح أمام الجميع.

وماذا عن النوع الثاني؟

 فن يلبي رغبات الجمهور بشكل تجاري أيا كان نوعه: {كوميدي، عنف، حركة، انتقام}، تجد الموضوعات كافة إقبالا لدى المشاهدين.

قدمت أفلاماً سينمائية بعضها كنت مؤلفها ومخرجها وبعضها أخرجتها لمؤلف آخر... ما الفرق بين الناحيتين؟

أخرجت فيلماً واحداً ليس من تأليفي هو {أرض الأحلام} لهاني فوزي، وثمة أفلام لم أكتب السيناريو والحوار لها لكنها ولدت على يدي وقدمتها على الشاشة، وبقية الأفلام من تأليفي.

 أن يقدّم المخرج عملاً من تأليفه يساعده على عرض وجهة نظره، واستخدام الأدوات الفنية وتوجيه الفنانين بالشكل الذي تخيله أثناء الكتابة.

وما مشروعاتك السينمائية الجديدة؟

لدي مجموعة أفكار، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد لذا لن أصرّح بها.

back to top