مصر: «الإخوان» تواصل التصعيد... والرئاسة تلوّح بالحسم

نشر في 20-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-07-2013 | 00:01
No Image Caption
• تظاهرات في «التحرير» ومسيرات لمؤيدي مرسي   • الجيش يستعد لتنفيذ أكبر عملية في سيناء

تجلى الانقسام الذي يعيشه الشعب المصري أمس في تظاهرات «النصر والعبور»، التي دعت إليها القوى المدنية الداعمة للنظام السياسي القائم، والحشد الكبير الذي تقوده جماعة «الإخوان المسلمين» للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.

شارك آلاف المصريين أمس في تظاهرات «النصر والعبور» التي دعت إليها القوى المدنية وفي مقدمتها حملة «تمرد» وجبهة «30 يونيو»، لإعلان تأييد خارطة الطريق المعلنة من قبل الرئيس المؤقت عدلي منصور، وتأكيداً على استعادة الشعب للثورة بعد أن اختطفها نظام جماعة «الإخوان المسلمين».

وأكد عضو حركة «6 أبريل الجبهة الديمقراطية» محمد حسن لـ»الجريدة» أن الحركة شاركت أمس في مليونية «النصر والعبور»، وحشدت أعضاءها بميدان «التحرير» وأمام قصر «الاتحادية» الرئاسي، منذ ساعات الصباح الأولى لحماية الميادين، وتم التجمع بعد صلاة الجمعة مباشرة؛ وليس كما كان مقرراً وقت الإفطار، لحماية الثورة، ومنع «الإخوان» من احتلال الميدان.

في المقابل، تمسكت جماعة «الإخوان» بالتصعيد والمطالبة بإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد أن قامت قيادات الجماعة في اعتصامها أمام مسجد «رابعة العدوية»، بضاحية مدينة نصر شرقي القاهرة، بالهجوم على قيادات الجيش المصري واتهامها بالخيانة.

وبينما، واصل أنصار مرسي اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية، وصلت مسيرات قادمة من عدة ميادين في القاهرة والجيزة إلى مقر الاعتصام، بينما شارك الآلاف في مسيرات جابت شوارع القاهرة، التي شهدت أحياؤها احتكاكات مع بعض الأهالي الرافضين لوجود «الإخوان»، في حين خرج عدد من المؤيدين للنظام السابق في عدة محافظات.

وطالب الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية القيادي الإخواني صلاح سلطان الجيش بمحاربة إسرائيل، وعدم دعم من وصفهم بالانقلابيين من قادة الجيش نفسه، وقال في خطبته أمس أمام نحو ألف متظاهر بميدان «نهضة مصر: «إنهم مستمرون في الاعتصام والرباط حتى عودة الرئيس إلى منصبه».

التصدي بحزم

من جهته، استبق الرئيس منصور مساء أمس الأول دعوات التظاهر واستخدام العنف بإطلالة هي الأولى له منذ توليه إدارة البلاد، بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان، والتي استغلها لإعلان الوقوف بحزم أمام محاولات جر البلاد إلى الفوضى والاقتتال الداخلي، قائلاً في خطابه، إلى الشعب عبر التلفزيون: «إننا نمر حاليا بمرحلة طريق للمجهول، حيث يريدها البعض مقدمة للفوضى، ونحن نريدها استقراراً، والبعض يريدها مدخلاً للعنف، ونحن نسعى إلى ترسيخ حقوق الإنسان».

 وأكد منصور أن من يسيرون في طريق الدماء يحملون شعارات خائبة وكاذبة، ويدفعون الوطن إلى حافة الهاوية، مشدداً على التزامه والتزام الحكومة بتحقيق الأمن والاستقرار، وسنخوض معركة الأمن  للنهاية، ولن تعود حركة التاريخ إلى الخلف.

وبينما لاقت كلمة منصور الأولى ارتياحاً واسعاً، حذرت القوات المسلحة من الانحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي، أو اللجوء إلى أي أعمال عنف، أو تخريب للمنشآت العسكرية أو الإضرار بها، أو تكدير السلم المجتمعي وتعطيل مصالح المواطنين، أو الاحتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين»، في إشارة إلى رغبة أنصار المعزول إلى إشاعة الفوضى وجر البلاد إلى اقتتال أهلي.

من جهته، طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب المصريين جميعاً بـ»أن يكونوا على مستوى المسؤولية الجادّة في هذه المرحلة»، مناشداً في كلمته للشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصار العاشر من رمضان، القوى والتيارات السياسية، أن يعلوا مصلحة الوطن».

عملية أمنية

في غضون ذلك، علمت «الجريدة» أن عملية أمنية موسعة ستنفذها قوات الجيش خلال ساعات في شمال سيناء، تستهدف القضاء على البؤر الإرهابية بالمنطقة. وقال مصدر مسؤول: «إن العملية تنتظر أمر التنفيذ»، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات العسكرية رصدت نحو 50 بؤرة شمال ووسط سيناء.

وتحدث المصدر عن وصول دفعة ثالثة من التعزيزات العسكرية إلى سيناء، قادمة من الجيشين الثاني والثالث، في إطار إعطاء أكبر دفعة للوجود العسكري في سيناء، لتنفيذ مخطط تتبع العناصر الجهادية التكفيرية، كاشفاً عن نجاح العملية الأمنية التي بدأتها القوات المسلحة بالتعاون مع رجال الشرطة في تتبع والتعامل مع العناصر القادمة من قطاع غزة، والقضاء على 37 عنصراً حمساوياً خلال الأيام الماضية بخلاف عناصر جهادية موجودة في شبه الجزيرة المصرية.

back to top