أقسم الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني اليمين القانونية أمس الأحد في مجلس الشورى في طهران غداة تسلمه مهامه رسمياً، واعداً بالعمل من أجل رفع العقوبات الغربية «الجائرة» التي تشل الاقتصاد في بلده.

Ad

وحضر حفل أداء القسم للمرة الأولى رؤساء نحو عشر دول هم ميشال سليمان (لبنان) وحميد كرزاي (افغانستان) وآصف علي زرداري (باكستان) وإمام علي رحمانوف (طاجيكستان) وقربان قولي بردي محمدوف (تركمانستان) ونور سلطان نزارباييف (كازاخستان) وسيرج سركيسيان (أرمينيا).

أما الضيفان المميزان فهما خافيير سولانا المسؤول السابق للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ورئيس وزراء ماليزيا السابق محمد مهاتير.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن روحاني قدم أمس الأحد أيضاً أعضاء حكومته إلى مجلس الشورى لمنحها الثقة. وتولى وزير النفط الأسبق بيجان نمدار زنغانة الحقيبة نفسها. وكان زنغانة الذي يتمتع باحترام كبير أقام علاقات جيدة جداً مع شركاء إيران في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وسيعين سفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة (2002-2007) محمد جواد ظريف وزيراً للخارجية. وكان ظريف المعروف باعتداله لعب دوراً فعالا في المفاوضات النووية.

وعلى اللائحة أيضاً علي جنتي نجل آية الله أحمد جنتي المحافظ جداً رئيس مجلس صيانة الدستور المكلف التحقق من تطابق القوانين مع الدستور والشريعة. وخلافاً لوالده، علي جنتي معتدل وقريب من أكبر هاشمي رفسنجاني وسيتولى حقيبة الثقافة. 

 

مراسم التسليم

 

وخلال مراسم تسليمه مقاليد الرئاسة أمس الأول السبت، صادق المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على انتخاب روحاني الذي أصبح الرئيس السابع للجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة في 1979. وأول قرار اتخذه الرئيس روحاني هو تعيين محمد نهاونديان رئيسا لغرفة التجارة والصناعة في إيران، مديراً لمكتبه. ويفترض أن يلعب نهاونديان الذي يحمل دكتوراه في الاقتصاد من جامعة جورج واشنطن، دوراً أساسياً خصوصاً لتنسيق القرارات الاقتصادية.

وفي خطاب ألقاه بعد تسلمه مقاليد الرئاسة، قال روحاني رجل الدين المعتدل البالغ من العمر 64 عاما باتباع «سياسة تفاهم بناء مع العالم» من أجل تسوية الأزمة النووية المستمرة منذ 2003 والعمل على رفع العقوبات «الجائرة» التي فرضها الغربيون.

والرئيس الجديد وفيّ لآية الله خامنئي، وهو منذ 1989 أحد اثنين يمثلان المرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يتخذ القرارات الكبرى في البلاد.

وبصفته هذه قاد بعد 2003 المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا). وقد وافق حينذاك على تعليق تخصيب اليورانيوم والسماح بإشراف أكبر على البرنامج النووي للبلاد.

 

نتنياهو والأسد

 

إلى ذلك، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الرئيس روحاني، مؤكداً أنه ليس مختلفاً عن سلفه محمود أحمدي نجاد وأن الجمهورية الإسلامية ماضية في مسارها لاكتساب قدرة على إنتاج أسلحة نووية.

وقال نتنياهو، في افتتاح الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، «قال الرئيس الإيراني أول أمس أن إسرائيل جرح في جسد العالم الإسلامي وهذا يعني أن رئيس إيران قد تغير ولكن الغاية التي يسعى النظام إلى تحقيقها لم تتغير وهي تطوير القدرة النووية والأسلحة النووية بغية تدمير دولة إسرائيل».

على صعيد آخر، شدد روحاني، الذي تسلم أمس رسالة من نظيره السوري بشار الأسد، على استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع سورية في كافة المجالات، مديناً التدخل الخارجي بالشؤون السورية.

وقال روحاني لدى استقباله في طهران رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، إن «الجمهورية الإسلامية على استعداد لتعزيز نطاق التعاون مع سورية ليشمل جميع المجالات».

(طهران، تل أبيب - أ ف ب،

يو بي آي، رويترز)