«كافي شو» مسلسل بلا نساء... تجربة فنية أم موقف ضد المرأة؟

نشر في 30-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 30-06-2013 | 00:01
{أول مسلسل شرعي من دون نساء} بهذه العبارة أعلنت قناة {الحافظ} عن مسلسلها الذي سيعرض على شاشة رمضان في عنوان {كافي شو} من إخراج وجدي العربي، ما أثار حفيظة المشاهدين، فيما احتفت به الصفحات الإخوانية والسلفية باعتباره نصرة للإسلام. وتداولته وطالبت متابعيها بدعمه ومشاهدته.
يرفض الفنان المعتزل وجدي العربي مصطلح {مسلسل شرعي} الذي أطلقه صاحب قناة «الحافظ» عاطف عبد الرشيد، مؤكداً أن سيناريو مسلسل «كافي شو» لا يحتمل وجود نساء ولن يطلب من ممثل رجل ارتداء ملابس امرأة ليؤدي دورها، حتى يكون العمل شرعياً، «أنا خريج فنون مسرحية بمعنى أنني تخصصت في الفن وأعي جيداً ماذا أفعل».

يضيف: «مسلسل «كافى شو» عبارة عن ست كوم مؤلف من 30 حلقة، أحداثها منفصلة متصلة وتدور في قهوة شعبية، لذا وجود عنصر نسائي غير محتمل». ويشير إلى أن الحلقات تدور في إطار اجتماعي ولا إسقاطات سياسية فيها باستثناء حلقة واحدة تتمحور حول الترشح للانتخابات الرئاسية.

يوضح العربي أن مشاكل إنتاجية واجهت المسلسل وحالت دون مشاركة فنانين كبار فيه، غير أنه سيبدأ تصويره خلال أيام ويتمنى اللحاق بشهر رمضان.

لا للمرأة

يقول نائب رئيس قناة {الحافظ} تقي الدين عبد الرشيد إن بعض الشيوخ، خصوصاً أولئك الذين يعملون فيها، يعتبرون أن ظهور المرأة على الشاشة غير جائز، وبعضهم يشترط الالتزام بالزي الإسلامي، موضحاً أن المسلسل يناقش قضايا اجتماعية وسياسية وأن الأحداث تدور داخل مقهى وروادها هم أبطال العمل .

في المقابل، يؤكد المؤلف أحمد عبد الله أن أهم ما يميز الفن هو الحرية، {فليقدم كل منا ما يقتنع به والحكم في النهاية للجمهور. بتعبير أدق، المهم الهدف الذي يقدمه للناس، فإذا كان أخلاقياً يدعو إلى الفضيلة فأهلا به على رغم عدم اقتناعي بذلك، وله الاحترام كله. أما إذا كان الهدف إثبات إمكان تقديم فن من دون نساء، باعتبار أن وجودهن يتنافى مع الأخلاق، فهذا مرفوض ولا يعتبر فناً من الأساس}.

يضيف أن هذه التجربة لا تعد عملاً فنياً أو حتى تجربة فنية لكنها جزء من حالة العبث التي نعيشها بعد وصول هذا التيار إلى السلطة.

بدورها ترى الفنانة رانيا فريد شوقي أن الفن عبارة عن مزج بين الخيال والواقع، أو تقديم واقع في إطار من الخيال والتشويق، تقول: “هذه التجربة لا علاقة لها بالفن لأنها لا تعبر عن الواقع الذي يفترض تقديمه وتفتقد إلى الخيال والإبداع، هذه سمات كل من ينتمي إلى هذا التيار.

تتساءل: {كيف يدور المسلسل في إطار اجتماعي من دون نساء؟ فهل المشاكل الاجتماعية التي نعيشها لا علاقة للمرأة بها، وهي الأم والزوجة والأخت والزميلة؟ حتى وإن كان عملا سياسياً من المنطقي أن تكون فيه امرأة لأنها موجودة وفاعلة في المجتمع الذي نأخذ منه أفكارنا ونقدم له أعمالنا».

تؤكد رانيا أن «كافي شو» تجربة فاشلة لن تتكرر، وتتوجه إلى الأهل والعشيرة في المقام الأول، لأنهم متشابهون في الفكر وفقر الخيال، وبالتالي سينال العمل إعجابهم إن لم يكن نال من الآن لمجرد أنه ينتمي إلى التيار نفسه.

نتاج مرحلة

 

تشير الناقدة حنان شومان إلى أن لكل مرحلة من تاريخنا فناً يعبر عنها وعن أفكارها، وهذه التجربة هي نتاج للمرحلة التي نعيش فيها وتعبّر عن أفكارها وستنتهي بنهاية هذه المرحلة التي ستسقط من التاريخ المصري بمفرداتها كافة.

تضيف: «صدّر لنا الحزب الحاكم هذا الوهم الذي يحتاج إلى ديكور ملائم له لتكتمل الكذبة، وهذا العمل وغيره مجرد ديكور، والفنان وجدي العربي جزء من هذا الديكور، ولكل منهم دور مرسوم له بعناية وينفذه باحتراف وكفاءة».

تؤكد أن هذه التجربة لن تجعلها تخشى على مستقبل الفن ولن تعيرها أي اهتمام، لأنها عابرة مثل المرحلة الحالية في تاريخ الوطن.

من جهته يذكّر الناقد طارق الشناوي بأن وجدي العربي قدم وعبد العزيز مخيون منذ سنوات مسرحية {الشفرة} ولم تكن فيها فنانة واحدة، فمرت مرور الكرام ولم يشعر بها أحد. كذلك الأمر بالنسبة إلى هذا المسلسل، فلن يشعر به أحد لأنه لا يعبر عن الواقع الذي نعيشه وهو رجل وامرأة.

ينفى الشناوي أن يكون هذا العمل بداية اتجاه جديد في الفن، على غرار ما حدث في إيران، مؤكداً أن {الأعمال السينمائية الإيرانية متماشية ومتسقة مع المجتمع الإيراني، لذا نجحت وأقبل عليها الإيرانيون لأنهم وجدوا أنفسهم وواقعهم فيها، لكن الأمر هنا يختلف لأن هذه الأعمال لا تعبر عن الواقع المصري الوسطي بل عن واقع التيار الحاكم الافتراضي وخياله المريض}.

يضيف: {حتى الأهل والعشيرة والمنتمون إلى هذا التيار لن يتابعوا هذا العمل لأنهم يريدون فناً واقعياً}.

back to top