كرّمت رابطة الأدباء الكويتيين الجهات والأفراد المساهمين في نجاح فعالياتها في ختام موسمها الثقافي.

Ad

أكد الروائي سعود السنعوسي المتوج بجائزة «بوكر» للرواية العربية أنه يبحث عن العزلة ليتفرغ للكتابة الإبداعية، معتبراً أن القسوة في الأدب تهدف إلى الإصلاح.

جاء ذلك خلال ختام فعاليات رابطة الأدباء الكويتيين للموسم الثقافي بأمسية متنوعة، تضمنت حواراً مفتوحاً للروائي سعود السنعوسي، وشهدت تكريماً للمؤسسات والأفراد الذين ساهموا في فعاليات الموسم الثقافي.

بداية، أدارت القاصة نورا بوغيث الحوار المفتوح الذي تحدث فيه سعود السنعوسي، عن الألفة التي كانت تجمع المتنافسين الستة على اللقب خلال المراحل النهائية من مسابقة «بوكر» للرواية العربية، شارحاً أن تفاصيل تجربته في أبوظبي كانت مناقضة لتصورات البعض التي يغلب عليها التعصب والتشنج، مشدداً على غياب روح الانفتاح في الكويت راهنا، متأملاً أن تعود هذه الروح الجميلة.

وعن لحظة إعلان فوزه في الجائزة، قال السنعوسي: «كنت منقطعاً عن الاتصال بالآخرين لكن حالة الفرح التي عاشتها الكويت كانت تصلني وأسعدني اتفاق الكويتيين على الفرح للفوز الذي حققته باسم الكويت، وشعرت أن حجم السعادة يفوق بكثير ماهية الانجاز، فهؤلاء يستحقون الفرح ونحن يليق بنا الفرح لكن لا نعرف أن نفرح فقد ضللنا الطريق إليه»، وتابع السنعوسي: «بصراحة كسروا خاطري الكويتيين».

وفي ما يتعلق بالاحتفاء بالكاتب دون الروائي، أجاب السنعوسي: «أنا أشعر بالحرج من التكريم مع تقديري لكل الجهات التي كرمتني، لكن ثمة مسألة مهمة تتلخص في أن دوري يتمحور حول الكتابة فأنا أود الاختفاء للتفرغ للقراءة والنهل من المعرفة لأنتج كتاباً».

تعرية المجتمع

وفي إجابته عن تساؤل يتمحور حول أن جرأته الكبيرة في روايته «ساق البامبو» التي اعتبرها البعض إساءة إلى الكويت، شدّد السنعوسي على أن قسوته تتمثل في تسليط الضوء على المناطق المحجوبة في الواقع، و»القسوة في الرواية نابعة من حبي لبلدي فأنا أول المدانين في هذا الطرح، فقسوة المحب تهدف إلى الإصلاح ولست أنا من يعري بلاده ومن يريد أن يرى العري سيجده في الصحف، أما زمن الأغاني الوطنية الجميلة كالتي كنا نغنيها ونحن صغار فأعتقد أنها لا تناسب الوقت الراهن، ونحن في فترة تحتاج إلى أن نقسو على أنفسنا لأن الإنسان لا يبحث عن العلاج إلا بعد الشعور بالألم».

وبشأن روايته «سجين المرايا» التي سبقت «ساق البامبو»، أكد أن الناشر أخبره أنه يرغب بطباعة نسخة ثانية، مستفسراً عن رغبتي في إجراء أي تغييرات عليها في النسخة الجديدة، فأخبرته أنني لا أود إجراء أي تعديل.

وفي ختام حديثه قال السنعوسي: «أريد عزلتي لأتفرغ للكتابة وأخلص للفكرة».

حقوق الأديب

ثم فتح باب النقاش، وتنوعت المداخلات والأسئلة التي أشادت بمحتوى رواية «ساق البامبو»، ومن جانبه، قال د. سليمان الشطي إلى الفوز الأكبر هو إشعار الآخرين بإبداع الأطراف، مضيفا أن ما طرحه السنعوسي حق وما عالجه حق، والنهاية كانت الخيار الوحيد وقد سبقه بذلك الكاتب عبدالعزيز السريع قبل أربعين عاما بتقديم هذا الطرح في أحد أعماله، ونقد المجتمع وتعريته من حقوق الأديب.

واعتبرت الإعلامية امل عبدالله فوز السنعوسي انتصاراً للكويت، لاسيما في أجواء الإحباط التي تعانيها، وفي إجابته عن سؤال للفنانة التشكيلية ثريا البقصمي، قال السنعوسي: «لست الوحيد الذي يعاني عدم التفرغ لممارسة الإبداع فالرياضي يعاني المشكلة ذاتها».

مجهود فردي

بهذه المناسبة، ثمّن الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي الجهد الفردي لثلاثة من أعضاء رابطة الأدباء الذين حصدوا جوائز خلال مسابقات أدبية منوعة، وهم سعود السنعوسي الحاصل على جائزة بوكر للرواية العربية، وباسمة العنزي التي حصدت المركز الثالث في مسابقة الشارقة للإبداع العربي وسعداء الدعاس المتوجة بالمركز الثاني بجائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي فئة القصة القصيرة، معتبرا هذا الاستحقاق الذي جاء بمجهود فردي يصب في بحر الجهود الجماعية لدولة الكويت التي كرست مفهوم «أننا لسنا دولة نفطية فقط، بل إن جذورنا الثقافية ضاربة في الأعماق، ومن أراد الرجوع أكثر إلى هذا الموضوع فليقرأ كتاب د. خليفة الوقيان «الثقافة في الكويت: بواكير – اتجاهات – ريادات».

واستطرد الرميضي في الحديث عن حجم المسؤولية الجسيمة والثقة الغالية التي حظي بها أعضاء مجلس الإدارة الجديد، مشدداً على ضرورة إجراء بعض التحسينات في أداء الرابطة وفعالياتها في استضافة أدباء ونقاد من خارج الكويت في ندوات عربية وعالمية في الاحتفالية المزمع إقامتها بمناسبة مضي نصف قرن على تأسيس رابطة الأدباء الكويتيين.

وعقب ذلك، أكد رئيس اللجنة الثقافية الشاعر إبراهيم الخالدي تنوع فعاليات الموسم الثقافي الذي أشرفت عليه القاصة نورا بوغيث، مشيرا إلى استمرار أنشطة الرابطة خلال فترة الصيف، شاكراً كل الذين ساهموا في نجاح الموسم الثقافي.

وأخيراً كرم أمين عام رابطة الأدباء طلال الرميضي وأمين السر أمل عبدالله ورئيس اللجنة الثقافية إبراهيم الخالدي الأدباء والمثقفين والجهات المشاركة في الموسم الثقافي لما قدموه من عمل وعطاء أو رعاية لرابطة الأدباء.