في خطوة اعتبرها مراقبون تراجعاً ملحوظاً في سياسات «الجماعة الإسلامية»، بهدف استمرار بقائها في المشهد السياسي، أطلقت الجماعة مبادرة لترميم الكنائس المحترقة في صعيد مصر، بما يؤشر إلى محاولة تبرئة ذمتها وغسل يدها من استهداف ممتلكات الأقباط ودور عبادتهم، من جراء أعمال العنف الممنهجة، التي أعقبت فض الاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي.
ونفت الجماعة الإسلامية مراراً مسؤوليتها عن الأعمال التي استهدفت الأقباط، عبر تصريحات القائم بأعمال رئيس حزب «البناء والتنمية» المنبثق عنها، عبود الزمر، في وقت أصدرت النيابة العامة مذكرات توقيف عدد من قيادات الجماعة بشأن اتهامات بتورطهم في أعمال عنف والتحريض عليه، مثل رئيس مجلس شورى الجماعة عصام دربالة، والمتحدث باسمها عاصم عبدالماجد، ورئيس الحزب طارق الزمر. وقال مسؤول ملف الأقباط بالجماعة الإسلامية، عصمت الصاوي، إن «المبادرة ستبدأ نشاطها خلال أيام، بمشاركة أهالي الصعيد، للتأكيد على رفض العنف والاعتداء على دور العبادة، موضحاً أن الجماعة بصدد تشكيل لجان للمشاركة في ترميم الكنائس المدمرة، بينما ثمَّن المبادرة القيادي السابق بالجماعة كرم زهدي، مؤكداً لـ«الجريدة» ترحيبه بأي عمل يعيد اللحمة مُجدداً إلى أبناء الشعب، موضحاً أن المبادرة لو صحت فإنها تشير إلى تطور كبير في فكر الجماعة الإسلامية، وتجُب ما قبلها من أعمال عنف. في المقابل، رفض القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية المرقسية بالعباسية، التعليق على المبادرة، مؤكداً أن قبولها أو رفضها يُسأل عنه بابا الأقباط تواضروس الثاني، الذي لم يعلق عليها حتى الآن.
دوليات
الجماعة الإسلامية تغسل يدها بـ «ترميم الكنائس»
11-09-2013