يستهلّ سامح عيد كتابه {تجربتي في سراديب الإخوان} بإهداء إلى الوعي المصري، في إشارة إلى محاولته تقديم صورة تجسد الواقع الداخلي لجماعة {الإخوان المسلمين} من منظار شخصي، وإلى وطن جريح ثار على نظام مستبدّ وقدم شهداء وجرحى بالآلاف، وكانت له مطالب بسيطة: {عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية}.
يتناول المؤلف طريقة تربيته بين التيارين السلفي والإخواني واختياره بعد ذلك للأخير، والتدريبات التي تلقاها بعض {الإخوان} من الألعاب القتالية مثل الكاراتيه، والكونغ فو بخلاف التربية الصوفية وشبه العسكرية والسياسية، وكانت من أدبيات التنظيم الخاص مثل البيعة، الثقة، الطاعة، الجندية، الانضباط التنظيمي، الكتمان والسرية، بالإضافة إلى تدريبات بدنية ورحلات مسماة جهادية كالسير مسافات طويلة.التجنيدمرحلة تتم من خلال الأعضاء القدامى عبر توجيه دعوات خاصة لأفراد بعد تربيتهم، فإما يستجيب الفرد إلى التجنيد أو يُستبعد ويسقط من الحسبان. يعترف المؤلف بتجنيد أخيه الأصغر وأخيه الأكبر وأخته التي أصبحت الآن من الأخوات، مشيراً إلى أن زملاءه جندوا أمهاتهم وأدخلوهن إلى التنظيم.يكشف المؤلف كيف أن {الإخوان} يعتبرون أي موقف ضد الجماعة بأنه مؤامرة كبيرة تقف وراءها أميركا وإسرائيل، ويروّجون لكتب مثل {بروتوكولات حكماء بني صهيون}، {حكومة العالم الخفية}، {أوراق على رقعة الشطرنج}.ويتحدث سامح عيد عن أماكن الاستقطاب من داخل المساجد تارة، ومن المدارس والجامعات طوراً، تبدأ بتوطيد العلاقة الشخصية بما يعرف بالدعوة الفردية، تليها مباشرة دعوة لحضور لقاء مسجدي ثم الدمج الاجتماعي(التذويب).السيطرة على صلاة العيديؤكد المؤلف أن ثمة صراعاً دائماً للسيطرة على صلاة العيد، واستغلالها دعائياً ورفع شعارات {الإخوان المسلمين}، وكان ثمة تساهل في الثمانينيات، ولكن بعد 1987 اتخذت الدولة والنظام موقفاً من الصلاة ومنع {الإخوان} من السيطرة عليها، وكان قراراً محسوماً بسيطرة الأوقاف على الصلاة، وأوكل إلى مباحث أمن الدولة تأمين ذلك.كذلك يشير المؤلف إلى أن العمل المخابراتي والسري يسيطر على الجماعة، إلى جانب التسلط باسم الدين وسلب الحرية الشخصية للأفراد لأمور، ربما تكون تطوعية، جعلوها هم فروضاً وثوابت والإسلام منها براء، فلم يأتِ إلا للحرية وعتق الناس من عبوديتهم، سواء للأصنام أو للبشر.تجربة السجنيتحدث المؤلف عن الفترات التي أمضاها في السجون المختلفة ولقائه عاصم عبد الماجد وأحمد عبده سليم ومحمد الغضبان من أعضاء الجماعة الإسلامية، وعن موضوع التعذير في الجماعة، وهو عقاب يقع على الفرد إذا خالف أمراً أو تباطأ أو لم ينفذه، أو كان ثمة تقصير في حضور لقاء أو جلسة. وعلى رغم أنه كان من الممكن أن يسمى عقاباً فإن {الإخوان} نسبوا إليه هذا الاسم ليتسم بشرعية دينية، ثم يحدثنا المؤلف عن التبرير، وهو المبالغة في التبرير وقد أصبح الهدف والغاية.
توابل - ثقافات
«سراديب الإخوان»... مخابرات وسلب الحريات
01-09-2013