شنّ رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني هجوماً عنيفاً على الحكم في بلاده، محملاً إياه مسؤولية السير بالبلاد نحو الهاوية، محذراً من أن أي خلاف قد ينشب بينه وبين المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي سينتج عنه خسارة الجميع.

Ad

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية، زاد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني هاشمي رفسنجاني من حدة لهجته بخصوص حيثيات العملية الانتخابية، موجهاً تهديداً مبطناً إلى المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي بقوله: "لو سادت ظروف نشب فيها النزاع والخلاف بيني وبين المرشد لخسرنا جميعاً".

وأكد رفسنجاني في خطاب ألقاه أمس الأول، أمام عدد من طلاب الجامعات الإيرانية، أنه لن يرشّح نفسه في حالة عدم موافقة المرشد على ترشيحه، لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية، مشدداً على أن ما وصفهم بأعداء بلاده ليسوا بحاجة إلى شنّ حرب على إيران، لأن الظروف السائدة في البلاد كفيلة بدفعها نحو "الهاوية".

وذكرت وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية أن رفسنجاني كان يتحدث مساءً في طهران، وعبّر الحاضرون عن استيائهم إزاء الوضع السائد، ودعوه لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، حيث ردّ عليهم قائلاً إنه يدرس إمكانية خوض الانتخابات الرئاسية القادمة، التي بدأ تسجيل المرشحين لخوضها أمس.

وكشف رفسنجاني عن استياء كبار مسؤولي النظام تجاه "الكبت" السائد، متهماً ما وصفه بـ"التيارات المتحجرة" بالوقوف وراء هذا الكبت، "خلافاً للدستور ومبادئ الثورة وإرادة المسؤولين الرئيسيين للنظام"، مشدداً على أن الشعب سيشقّ طريقه رغم الصعاب.

وفي معرض إشارته إلى العقوبات المفروضة على بلاده أكد أن ما وصفهم بأعداء بلاده ليسوا بحاجة إلى شنّ حرب على إيران، لأن الظروف السائدة في البلاد كفيلة بدفعها نحو "الهاوية" تلقائياً.

وحذر من الأخطار المحدقة التي باتت تلوح في الأفق مرة أخرى، وتنذر بظروف أسوأ من مثيلاتها في السابق، مضيفاً أن السنوات الثماني الماضية، أي فترة حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد، شهدت ظلماً وإجحافاً بحق الثورة والوطن والشعب وتاريخ البلاد.

الحق في النووي

على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، أن الاعتراف بحق بلاده في النشاطات النووية المدنية يمثل "أفضل طريق لحل مقبول" بينها ومجموعة الـ5+1، التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا.

وأشار مهمانبرست في حديث صحافي في مدينة أهواز جنوب غرب البلاد، أوردت تفاصيله وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، إلى أن أمين عام المجلس الأعلى ‌للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي سيلتقي المنسقة العليا للسياسات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، ممثلة القوى الكبرى في المحادثات كاثرين آشتون في مدينة إسطنبول التركية يوم 15 مايو من الشهر الجاري. وتوقع أن تستمر المفاوضات "بمنطقية للتوصل إلى حل توافقي يرضي الطرفين".

محاكمة كينية

في غضون ذلك، حُكم على مواطنَين إيرانيين بالسجن المؤبد في كينيا أمس، حيث حوكما لحيازتهما متفجرات بهدف تنفيذ اعتداءات في البلد.

وكان الإيرانيان أحمد محمد وسيد منصور اعتُقلا في يونيو 2012   وقاد استجوابهما الشرطة إلى العثور على 15 كلغ من مادة "آر دي اكس" الشديدة الانفجار مخبأة في ملعب غولف في مومباسا، ثاني أكبر مدن البلاد وأهم مركز سياحي على ساحل المحيط الهندي، بحسب قرار الاتهام.

وحكمت المحكمة عليهما بالسجن المؤبد بعد إدانتهما "بعمل يرمي إلى التسبب في جروح خطرة" وبالسجن عشرة أعوام لـ"حيازة متفجرات"، و15 سنة لـ"التحضير لعمل إجرامي"، موضحةً أنه سيتم ضم العقوبات.

وقال القاضي كياري واويرو كياري، وهو يتلو الحكم في العاصمة الكينية نيروبي: "إني ارتجف وأنا أتخيل الأضرار التي كنا سنشهدها".

استنكار إماراتي

في هذه الأثناء، أعلنت الإمارات، أمس، استنكارها الشديد ورفضها القاطع لزيارة وفد مجلس الشورى الإيراني للجزر الثلاث المتنازع عليها بين البلدين في الخليج (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى).

وأشارت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان إلى أن "هذه الزيارة تعتبر انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها وتقويضاً لكل الجهود المبذولة، لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات الثنائية أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".

(طهران ـ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)