ظل الاحتفال بانتصار مصر على إسرائيل، عملاً دعائياً لنظام الرئيس أنور السادات، المسؤول الأول عن الانتصار، ثم تحوَّل إلى مناسبة لدعم حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، طوال ثلاثين عاماً، لكونه صاحب «الضربة الجوية الأولى»، في حرب أكتوبر 1973.

Ad

 وبعد عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي بعد احتجاجات 30 يونيو يأخذ الاحتفال بالذكرى هذا العام شكلاً شعبياً، إلى جوار الاحتفال الرسمي للدولة، لأول مرة منذ عقود، فبينما دعا نشطاء وحركات سياسية الجماهير إلى الاحتفال في الميادين بهذه الذكرى، أعلن مسؤولون حكوميون أن المصالح الحكومية والمدارس ستزيَّن بالأعلام، وأن الاحتفالات بنصر أكتوبر ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري في كل شبر على أرض مصر.

الجيل الذي صنع ثورتي يناير ويونيو يرفض الطريقة التي تم بها الاحتفال بالذكرى خلال العقود السابقة. أحمد إبراهيم طالب في «معهد السينما»، يعتقد أن انتصاراً كبيراً مثل هذا، شارك فيه كل أفراد الجيش لا يمكن اختصاره في شخص مثل مبارك، وأضاف: «تم تجاهل أبطال الحرب الحقيقيين، لذلك قررت عمل فيلم وثائقي عن الحرب، أعرض خلاله معاناة المهاجرين في النكسة، لأنقل جزءاً من الصورة الواقعية إلى الجيل الذي لم يحضر الحرب».

علياء صلاح -طالبة جامعية- أشارت إلى أن ذكرى أكتوبر، قبل ثورة 30 يونيو، كانت بالنسبة لها مجرد عطلة، تشاهد خلالها عدداً من الأفلام السينمائية التي تمجد دور الجيش، وتضيف: «الثورة كشفت عدة حقائق كانت غائبة عن أذهان الجيل المعاصر، الذي لم يشهد الحرب، منها الدور الوطني الكبير للفريق سعد الدين الشاذلي».