إذا انتقدت الحكومة فستدخل السجن، وإن انتقدت المشايخ فستدخل النار، لذا فالأسهل أن ننتقد الأزواج، لكن حتى هذه تصبح مشكلة إذا كانت زوجة رئيس دولة مثل الولايات المتحدة، حينها لن تكون "الحشة" التي تقولها عادة أي زوجة من باب "فشة خلق" بل زلة لسان، وقد يضطر رئيس الولايات المتحدة إلى التوقف عندها وتصحيحها وتبريرها.
فميشيل زوجة أوباما نسيت في غفلة من وعيها، أنها ليست زوجة مثل كل الزوجات، وقالت "إنها تشعر أحياناً وكأنها أم عزباء"، ما هدد شعبية رئيس أميركا، وربما بدا أمام الشعب الأميركي وكأنه أب مقصر، لكن الأب المقصر ظهر في لقاء مؤخراً ليقول إنه يتفهم لماذا قالت زوجته ذلك، فهو بالفعل قد شغل عنها في حملاته الأخيرة لأن لديه هموماً فاقت هموم أسرته الصغيرة هي رئاسة أميركا الكبيرة.والحقيقة أنني فكرت لو أن أوباما يرسل لنا السيدة ميشيل كي تأتي إلى زيارتنا في الخليج، وتتعرف على كيفية قضاء معظم الآباء والأزواج الخليجيين وقتهم، مع فارق بسيط أنهم لم يترشحوا لأي نوع من الرئاسة، لا بحجم الولايات المتحدة ولا بحجم أصغر ولاية في الخليج، وأظن أن السيدة ميشيل ستصدم بظاهرة ما يسمى بالاستراحات في السعودية والديوانيات في الكويت وغيرها مما لا تحضرني أسماؤها من تجمعات ذكورية في باقي مدن وقرى الخليج، وقد تظن ميشيل أن شعوبنا تستريح من كثرة ما تعمل، لكنها ستكتشف أنها تستريح طوال النهار بلا عمل، وأن هذه التجمعات اليومية ليست منظمات عمل أهلية ولا مدنية، وإنما تجمعات آباء وأزواج للعب الورق والتدخين ومناقشة أهم الأخبار العالمية وانتقاد المجتمعات بدءاً من الصين حتى أستراليا.ولو زارتنا ميشيل لعرفت أن أفضل وقت يختاره الأب في الخليج كي يأخذ إجازة ويسافر هو حين تلد زوجته، فهو يعتبرها فرصة جيدة كي يقضي وقتاً خاصاً به يغنيه عن التعرف على حالة الأم بعد كل وليد، بحجة أن صوت الرضيع يزعج منامه، وأن مزاج الزوجة الوالدة الحزين ليس من شأنه، بل من شأن والدتها وخالتها. ولو تذمرت الأم الشابة، وقالت له إن إنجاب الأطفال المتكرر يرهقها، لقال لها إن أمه أنجبت ثمانية أطفال وما اشتكت.ربما أن ميشيل الأميركية حين قالت إنها أم عزباء كانت تشتكي من الوقت الطويل الذي تقضيه وحدها دون زوج، وأن بناتها المراهقات مسؤولية تبدو أصعب عليها حين يغيب الأب، كما ستجد أن الزوج يتفهم، وقد ينتبه في المرة الأخرى كي يحافظ على صورته كأب وصورته كرئيس، فالأميركيون يحبون صورة الآباء المسؤولين الذين لا يتخلون عن عائلاتهم، لكن الخليجيات لا يعرفن كيف يقلن جملتهن بطريقة يفهمها الأب، فالكثرة تغلب الشجاعة، وحين يكون تحلل الأب والزوج من مسؤولياته نمطاً ثقافياً مبرره أن أباه كان يخرج طوال الوقت وأن أمه كانت تصبر فإن تغيير هذا النمط العائلي يبدو صعباً، لهذا يلجأ كثير من الشابات هذه الأيام إلى حل صعب هو الطلاق، ليس هذا بحد ذاته هو المشكلة، إذ إن المشكلة الحقيقية أن يقال إن سبب الطلاق في الخليج هو مهند؛ البطل الرومانسي الوسيم في المسلسل التركي. هل تظنون أنه السبب، والله ممكن؟
أخر كلام
أوباما ومهند
04-05-2013