السعداوي لـ الجريدة.: مصر مقبرة الطغاة ولو حكموا باسم الله
«زواج الإخوان بأميركا لن يثمر إلا القهر... وحكام الربيع العربي أنصاف آلهة ولا أخشاهم»
وجهت الكاتبة الكبيرة، المعروفة بمعارضتها التيار الإسلامي في مصر، نوال السعداوي، رسالة إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، مفادها أن مصر مقبرة الطغاة حتى لو حكموا «باسم الله»، لافتة إلى أن استبداد الجماعة تفوق على استبداد النظام السابق.وقالت السعداوي، التي تجاوزت الثمانين من عمرها ولها نحو 50 مؤلفاً، في حوار مع «الجريدة»، إن الدستور الجديد باطل، لأنه لا يمثل جميع طوائف الشعب المصري.● كيف ترين مستقبل الحريات تحت حكم «الإخوان المسلمين»؟- الحريات تحت حكم الإخوان لن تكون أحسن حالاً مما كانت عليه في عصر الرئيس السابق، بل قد تكون أسوأ، يتوقف ذلك على قوة المعارضة المصرية الشعبية من النساء والشباب والتيارات المدنية التي ترفض الحكم الديني، وأتوقع استمرار الثورة المصرية، وأن تنمو الحركة النسائية وتتطور مع التحدي، لكنني لا أظن أن الطوابير الطويلة للنساء الواقفات أمام لجان الاستفتاء تدل على وعي نساء المدينة أو القرية، لأن أغلب هؤلاء الذين قالوا نعم للدستور لم يقرأوا بنوده، وكما سقطت الجمعية التأسيسية للدستور، سيسقط الدستور أيضاً، رغم أنه نجح في الاستفتاء، لكنه نجاح مؤقت بني على استفتاء مزيف. ● هل تعتقدين أن المصالح الأميركية تتحد الآن مع المصلحة الإخوانية لوأد الربيع العربي، في مصر على الأقل؟- نعم لن ينتج تحالف أميركا مع الإخوان إلا المزيد من القهر والهوان للشعب المصري، لكن إلى حين يهب الشعب في ثورة جديدة، وأعتقد أن حكم الإخوان لا يقل استبداداً عن حكم مبارك لكنه أخطر، لأنه يتم تحت اسم الله، ورغم ذلك، لا أظن أنه سينجح في مصر، لأنها بلد عريق في تاريخه وثقافته، نجح دائما في أن يكون مقبرة الغزاة، وسوف ينجح هذه المرة في أن يكون مقبرة الطغاة.● ألم يحقق الدستور حتى الحد الأدنى من حقوق النساء في مصر؟- لا... هو دستور باطل، لا يعبر عن كل الطوائف، ومنهم النساء، نصف الشعب، ولا ينص الدستور على مساواة النساء والرجال، في جميع الحقوق والواجبات في الدولة والعائلة، نعم هناك نص في الدستور يرفض التمييز بين المواطنين إلا أنه نص عام مبتور، حذفت منه عبارة مهمة كانت موجودة في دستور 1971 تنص على عدم التمييز على أساس الجنس أو الدين، مما يؤكد التلاعب بحقوق النساء، وجعلها تحت رحمة التفسيرات المختلفة للشريعة.● يطاردك المتطرفون دائماً، ومنذ فترة، هل أصبحت تخافين على حياتك بعد وصول الإسلاميين إلى الحكم؟- لا أخشى بطش أي حكم إسلامي أو شيوعي أو ليبرالي أو غيره، لأنني عشت بطش حسني مبارك وأنور السادات، ولأن قلمي ظل حراً مستقلاً لا يتبع حزباً أو شلة، ولا أخشى الإخوان، لأن قوتي الاحتجاجية ضد الظلم والكذب تكمن في قلمي وأفكاري الثورية المنشورة، والتي يقرأها الناس داخل مصر، وفي الوطن العربي، وفي بلاد العالم بلغات متعدِّدة.● تحدثتِ كثيراً عن المحرمات الثلاثة في مجتمعاتنا: الدين والجنس والسياسة، هل تظنين أن السياسة خرجت من دائرة المحرمات بعد الثورة؟- لا يزال هذا الثالوث المحرَّم قائماً وراسخاً في بلادنا حتى بعد الثورات الأخيرة، لأنها لم تنجح إلا في إسقاط رأس النظام لكن جسده لا يزال قائماً وراسخاً في مؤسسات الدولة والعائلة، خاصة في مجال التعليم والثقافة والجنس والدين، ربما خفَّت القيود السياسية قليلاً وصار الحاكم نصف إله فقط، ويمكن نقده، بعد أن كان الإله المعصوم.● ما أخطر ما يمكن أن يفعله الإخوان في رأيك؟ ومَن الذي يستطيع مقاومتهم؟- أخطر ما يمكن للإخوان عمله في مصر هو ترسيخ الدولة الدينية وفرض شريعتهم على الناس وتفسيرهم للإسلام، وتقوية النظام الطبقي الأبوي العنصري القائم على الاستبداد باسم الله، لكن الشعب المصري كله سيرفض ذلك ويقاومهم ويسقطهم كما أسقط مبارك وغيره.