تونس: «النهضة» ترفض اقتراح الجبالي
تواصل الاحتجاجات... وبلعيد يُشَيَّع اليوم وسط إضراب عام
يشيع التونسيون اليوم المعارض اليساري البارز شكري بلعيد (49 عاماً)، الذي اغتيل أمس الأول برصاص مجهولين، وسط استمرار الاحتجاجات العنيفة في عدد من المدن التونسية، وانقسام سياسي حاد بين المعارضة وحركة النهضة الإسلامية الحاكمة التي رفضت تشكيل حكومة تكنوقراط. واندلعت أمس مواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين في العاصمة التونسية، خصوصاً في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة، وفي مركز ولاية قفصة، وفي جندوبة وسليانة حيث أحرق متظاهرون مقر "النهضة". ودخل الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية في تونس) على الخط، حيث دعا إلى إضراب عام اليوم، وإلى إقامة جنازة وطنية لبلعيد. واتخذ الاتحاد، الذي يعتبر لاعباً أساسياً في المشهد السياسي التونسي، هذا القرار خلال اجتماع استثنائي عقده أمس برئاسة أمينه العام حسين العباسي.جاء ذلك، في وقت رفض نواب حركة "النهضة" (89 نائباً من إجمالي 217)، أمس دعوة رئيس الحكومة حمادي الجبالي الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لـ"النهضة"، إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية، ما يعني أن هذا القرار لن يمر في الجمعية الوطنية التأسيسية.وقال رئيس الكتلة البرلمانية لـ"النهضة" صحبي عتيق: "رفضنا هذا المقترح (..) ورئيس الحكومة اتخذ هذا القرار دون استشارة الائتلاف (الثلاثي الحاكم) أو حركة النهضة". وكان الجبالي قال في وقت متأخر من مساء أمس الأول، إنه لم يستشر قبل دعوته إلى تشكيل حكومة تكنوقراط "لا أحزاباً حاكمة ولا معارضة، بل ضميري ومسؤوليتي أمام الله والشعب".وطالب معارضون أمس بحل الجمعية الوطنية التأسيسية التي انسحب منها ممثلو "الجبهة الشعبية"، التي هي عبارة عن ائتلاف يساري يضم حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الذي كان يشغل بلعيد منصب منسقه العام. وقال رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي، إن "الحكومة لم تعد قادرة على إدارة شؤون البلاد مثل الجمعية الوطنية التأسيسية. عليهما الاستقالة لمصلحة الشعب".(تونس - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)