أعلنت المعارضة المصرية أمس حزمة فعاليات تعود بها إلى الشارع، في استغلال لنجاح حركة «تمرد» الشبابية في جمع أكثر من مليوني توقيع، لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما أصاب «الإخوان المسلمين» وحلفاءها بالغضب ودفعهم إلى تأسيس حركات مناهضة.

Ad

نجحت حركة "تمرد" الشبابية، الداعية إلى جمع توقيعات سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في جر قطار المعارضة المصرية خلفها أمس، وإعلانها حزمة تحركات في الشارع للتصعيد ضد نظام "الإخوان المسلمين".

 ودعا تحالف "القوى الثورية" بالتنسيق مع "تمرد"، الشعب أمس إلى الاحتشاد في ميدان التحرير وميادين مصر كلها بدءاً من يوم الجمعة المقبل لبدء "موجة ثورية جديدة"، و"ثورة تصحيح لأخطاء الماضي"، ولإجبار الرئيس وجماعته على ترك السلطة، استغلالا لنجاح "تمرد" في جمع أكثر من مليوني توقيع تؤيد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وأكد منسق تحالف القوى الثورية هيثم الشواف لـ"الجريدة" أن كل الحركات الثورية ستشارك في مسيرات "تصحيح المسار"، للمطالبة بـ"إسقاط النظام والقصاص للشهداء ورفض الغلاء الفاحش وتحقيق العدالة الاجتماعية".

وأعلنت عدة قوى معارضة، على رأسها جبهة "الإنقاذ"، الداعية إلى مسيرات الجمعة المقبلة تحت شعار "الإخوان... جوعونا"، دعمها لحركة "تمرد" وانخراطها في عمليات جمع التوقيعات، للوصول إلى المستهدف بجمع 15 مليون توقيع.

دومة وماهر

غضب قوى المعارضة تصاعد بشكل حاد، عقب ترصد الناشطين الشباب، وهو ما تأكد أمس بعدما حددت محكمة مصرية جلسة 3 يونيو المقبل للنطق بالحكم في قضية أحمد دومة، المتهم بإهانة الرئيس، مع استمرار حبسه، بينما قررت محكمة أخرى الإفراج عن الشاب الإخواني ياسر البشلاوي، المتهم بصفع ناشطة معارضة بكفالة 500 جنيه.

ورغم أن العناية الإلهية أنقذت المنسق العام لحركة شباب "6 أبريل" أحمد ماهر من الموت فجر أمس، بعد تعرضه لحادث تصادم مروع، فإن عضو المكتب السياسي لحركة "6 أبريل" إنجي علي،

أكدت لـ"الجريدة" أن "كل الملابسات التي أحاطت بحادث ماهر تشير إلى أن الحادث مدبّر وتم بفعل فاعل"، رافضة اتهام أيّ جهة بتدبيره، خصوصا أن الحادث جاء بعد أيام من اتهام ماهر بالتحريض على التظاهر أمام منزل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بالملابس الداخلية.

تجرد

في غضون ذلك، شنّ المتحدث الرسمي لجماعة "الإخوان المسلمين" ياسر محرز هجوماً عنيفاً ضد "تمرد" وتحركات المعارضة، واصفا إياها بـ"العوار السياسي" الهادف إلى عرقلة ما وصفه بـ"خطة الإخوان للنهوض بالبلاد".

وقال عضو الهيئة العليا لـ"الحرية والعدالة" صابر عبدالصادق إن تحركات المعارضة بائسة، خصوصا أن الشعب انفض من حولها، كما أن الجيش انحاز بوضوح إلى الشرعية، وأن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي أبدى (في تصريحاته مطلع الأسبوع الجاري) احترامه لخيارات الشعب.

وبينما دشن شباب "الإخوان" حملة "مُؤيد" في صعيد مصر، لتأييد بقاء مرسي حتى يوينو 2016، أعلنت قيادات منتمية إلى التيار الإسلامي تدشين حملات "تجرد"، للهدف ذاته، في مواجهة نجاح حركة "تمرد" في جمع مئات الآلاف من التوقيعات.

مؤتمر العدالة    

من جهة ثانية، كشف وكيل أول نادي القضاة المستشار عبدالله فتحي لـ"الجريدة" عن مشاركة النادي في مؤتمر العدالة الثاني، المقرر عقده خلال شهر، عقب اجتماع وفد النادي مع المجلس الأعلى للقضاء، مساء أمس الأول، واشتراط النادي مجموعة من الضمانات وعلى رأسها عدم عرض نتائج المؤتمر على مجلس الشورى، والتمسك بعرضها على مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) عقب انتخاب أعضائه، فضلا عن عدم حضور أي من أعضاء الشورى.

وتابع فتحي: "إذا وجد أن هناك التفافاً على مطالب القضاة وعدم الالتفات للضمانات التي اشترطها النادي، فإن النادي سينسحب من المشاركة في المؤتمر"، موضحا أن قرار النادي بالمشاركة جاء لعرض مطالب القضاة عن طريق ناديهم، ووعود من القائمين على المؤتمر بتنفيذ طلبات القضاة.

من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للقضاء، ورئيس مؤتمر "العدالة" المستشار محمد ممتاز متولي: "لا شأن لنادي القضاة في وضع اشتراطات على منظمي مؤتمر العدالة، ومجلس القضاء شكل اللجان ووضع ممثلين له في اللجان سيتولون مهمة تحديد المعايير الحاكمة للمؤتمر".