بعد أن ضربت عواصف الاحالات إلى التقاعد معظم أركان وزارة التربية، وانهالت قرارات الاحالة أو «الاقالة» إذا جاز تسميتها على ثلاثة وكلاء مساعدين مؤخرا، اضافة إلى الوكلاء المساعدين الذين لم يتم التجديد لهم في عهد وزير التربية وزير التعليم العالي د. نايف الحجرف من وكيلة التعليم الخاص منى اللوغاني وكذلك وكيلة الشؤون الادارية التي تقدمت باستقالتها عائشة الروضان ناهيك عن منصب وكيل التعليم العام الذي أصبح خاويا باستقالة محمد الكندري بسبب أزمة تسريب الاختبارات التي حصلت في اختبارات الثانوية العامة العام الماضي حيث ظل المنصب شاغرا منذ ذلك الوقت إلى الان، وصل عدد المناصب القيادية الشاغرة في الوزارة إلى سبعة مناصب في قطاعات هامة وحيوية تمثل عصب الوزارة الرئيسي.
ومع بداية العام الدراسي الجديد يتساءل التربويون عن السر وراء هذه الحالة من القلق وعدم الاستقرار التي تعانيها التربية في ظل عدم وجود قياديين لقيادة القطاعات الهامة في الوزارة وهل سيتم تسكينها قريبا أم أن امد تسكين هذه الشواغر سيطول تحت وطأة المساومات والضغوطات التي تمارس حاليا؟مصادر تربوية أكدت لـ»الجريدة» أن تكتم الوزير الحجرف عن الاعلان عن الأسماء التي رشحها أو سيقوم بترشيحها لتولي مناصب قيادية في وزارة التربية يعكس وجود مفاوضات وربما ضغوطات حول هذه المناصب مع أطراف خارج المنظومة التربوية، رغم أن الوزير الحجرف نفسه أكد في أكثر من مناسبة ضرورة ابعاد التربية والتعليم عن السياسة والنأي بهما عن أي مناوشات أو مساومات سياسية.المصادر قالت ان عملية تسكين هذه المناصب القيادية والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعمل التربوي التعليمي ونجاح الحجرف في اختيار كفاءات تساهم في النهوض بالواقع التعليمي ستكون حجر الزاوية في مدى تمكن الوزير من ادارة دفة الأمور في وزارته أو رضوخه للضغوطات والمساومات السياسية التي تحصل عادة في تسكين مثل هذه المناصب في جميع وزارات الدولة.وتساءلت المصادر من أين سيشغل الحجرف هذه المناصب، هل سيتم اختيار أشخاص من داخل الجسد التربوي والتعليمي في الوزارة أم سيتجه في اختياره إلى زملائه من الاكاديمين في الجامعة والتطبيقي؟ أم أن الاختيارات ستكون من خارج هذه المؤسسات؟ لكن الأكيد أنهم «مواطنون كويتيون» كما صرح الوزير الحجرف عند سؤالنا له عن هوية من سيرشحهم في أكثر من موقف.يأتي ذلك كله في ظل بداية العام الدراسي والتي انطلقت بدخول طلبة مرحلتي رياض الاطفال والابتدائية الأسبوع الماضي إلى مدارسهم وكذلك بداية الدوام المدرسي لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية غدا الاحد، الأمر الذي يستوجب الاسراع في تسكين هذه المناصب حتى يمكن للقطاعات التربوية المعنية متابعة العمل في المدارس والمناطق التعليمية والتأكد من انسيابية العملية التعليمية دون أية معوقات قد تطرأ، أما في حال بقية هذه المناصب شاغرة فإن إمكانية تعرقل العمل ستكون واردة أكثر في غياب المسؤولين عن القطاعات التعليمية.
محليات
تسكين «التربية»... اختيار كفاءات أم خضوع للضغوط؟
21-09-2013