حانة "ايل رودو" في ثيوداد خواريث مكتظة بالشباب الذين يضحكون ويشربون ويرقصون على أنغام موسيقى شاكيرا... إذ إنهم ليسوا مضطرين بعد الآن إلى العودة إلى منازلهم قبل حلول الظلام، كما كانت الحال قبل سنتين، عندما كانت مدينتهم تعتبر الأكثر عنفاً في العالم.

Ad

وكان الطلاب سيبقون في بيوتهم حينئذ خشية أن يقعوا ضحية تبادل لإطلاق النار أو عملية خطف في الحرب التي كانت مستعرة بين كارتلات المخدرات أو المواجهات بين العصابات الإجرامية والقوى الأمنية.

لكن بعد سقوط أكثر من 10500 قتيل بشكل عنيف خلال السنوات الست الأخيرة يبدو أن هذا الجنون القاتل قد استكان في ثيوداد خواريث، فالكثير من المتاجر أعاد فتح أبوابه، وبدأ السكان الخروج ليلاً في هذه المدينة المكسيكية الصحراوية الواقعة عند الحدود.

ويقول فيسينتي مارتينيث، الطالب البالغ 21 عاماً: "كنا نخاف الخروج، ولم يكن في اليد حيلة. لكن الآن الأمور تحسنت ويمكننا الاستفادة من ذلك".

وقد تراجعت حصيلة الضحايا بشكل ملحوظ منذ عام 2010، الذي شكل أسوأ عام مع سقوط 3116 قتيلاً في أعمال عنف على ما تفيد الأرقام الرسمية، ففي العام الماضي سجلت 759 عملية قتل في هذه المدينة البالغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة، وفي الشهر الماضي سجلت 27 جريمة قتل وعشر "فقط" في الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير.

ويقول رئيس بلديتها هكتور ماورغيا لوكالة "فرانس برس": "كانت مدينة أشباح، أما اليوم فيمكننا أن نقول صراحة إن ثيوداد خواريث مثل باليرمو ونيويورك وشيكاغو. لقد احتاجت هذه المدن إلى عشر سنوات لخفض مستويات الجريمة، في حين احتجنا نحن إلى سنتين فقط"، إلا أن ثمة جدلاً حول الأسباب الفعلية الكامنة وراء عودة هذا الهدوء النسبي، فالسلطات المحلية تشدد على وصول قائد جديد للشرطة عام 2011، وهو رجل صارم، فضلاً عن تطبيق أفضل للقوانين وعدد أكبر من عمليات التوقيف.

غير أن بعض الموظفين أو الخبراء في الأمن يؤكدون أن حدة العنف تراجعت، خصوصاً لأن كارتل "سينالاو" القوي بقيادة خواكين "أيل تشابو" غوسمان الذي يتصدر قائمة المطلوبين في المكسيك والولايات المتحدة انتصر في حربه للهيمنة على طرقات المخدرات في مواجهة منافسه الرئيسي في المنطقة كارتل "خواريث". ويؤكد موظف مكسيكي لوكالة "فرانس برس" أنه "السبب الأكثر ترجيحاً"، ففي حين تضمد خواريث جراحها انتقل العنف إلى مناطق أخرى في البلاد مع تحول أكابولكو التي كانت لؤلوة السياحة الساحلية المكسيكية إلى عاصمة جديدة للمواجهات القاتلة.

(أ ف ب)